كشف نائب الرئيس التنفيذي للحفر والتكنولوجيا في شركة نفط الكويت، أحمد العيدان، أن إجمالي الميزانية المقدرة لعمليات الحفر والاستكشاف خلال السنوات الخمس المقبلة يقارب 4.5 مليار دينار.وفي مقابلة مع «الراي» أوضح العيدان أن «نفط الكويت» ستعمل على حفر ما يزيد على 3 آلاف بئر، منها أكثر من 1100 بئر للنفط الثقيل، قائلاً «بالنسبة لصيانة الآبار فلدينا ما يزيد على 6500 بئر خلال السنوات الخمس المقبلة، ستتم صيانتها بأحدث أنواع تكنولوجيا الحفر لرفع الطاقة الإنتاجية للمكامن».وعن إنتاج النفط الصخري، كشف العيدان أن الشركة في طور التجهيز للقيام بدراسات لمعرفة الكميات المتوافرة من الاحتياطيات لهذا النوع من النفوط، مؤكداً أن عدد الحفارات العاملة حاليا في الكويت 130 منصة حفر وصيانة آبار، متوقعاً أن يصل إجمالي منصات الحفر وصيانة الآبار إلى 137 منصة بنهاية مارس الجاري.ورأى العيدان أن هناك تحديات تقنية تتعلق بطبيعة المكامن غير الاعتيادية وطبيعة الصخور، خصوصا في الآبار الاستكشافية العميقة، وكذلك انخفاض أسعار النفط العالمية والنمو الكبير في زيادة منصات الحفر وصيانة الآبار واختيار العمالة الماهرة لتنفيذ واستخدام التكنولوجيا الحديثة.وفي ما يلي المقابلة:• ما استراتيجية «نفط الكويت» في ما يخص الحفر والاستكشاف حتى 2020 / 2030؟- تهدف استراتيجية 2030 إلى رفع الطاقة الإنتاجية للنفط الخام إلى 3.650 مليون برميل من النفط الخام يومياً بحلول 2020.وكذلك زيادة طاقة إنتاجية تعادل مليار قدم مكعبة من الغاز غير مصاحب بحلول العام 2022. ومن أجل تحقيق هذا الهدف وضعت «نفط الكويت» خارطة طريق تتضمن العديد من البرامج المتعلقة بأنشطة الحفر وتطوير الحقول في جميع مناطق عمليات الشركة المختلفة من خلال إنشاء مراكز التجميع وبرامج المحافظة على مستويات الإنتاج، وتنفيذ برنامج النفط الثقيل وتطوير المكامن الجوراسية وتنفيذ برنامج مكثف للاستكشاف يهدف إلى تعويض الإنتاج للنفط والغاز وتنمية الاحتياطيات الحالية والسعي الى الحصول على التكنولوجيا الحديثة وتدريب كوادر الشركة الفنية عليها.• ما التحديات التي تواجه الشركة في ما يخص تطبيق التكنولوجيا الحديثة في مجال الحفر والاستكشاف؟- التكنولوجيا الحديثة هي القوة المحركة لتطوير إنتاج نفط وغاز متزايد بشكل آمن وفعال بصورة آمنة بيئياً، وذلك يتطلب السير قدماً وتحقيق التوجهات الاستراتيجية والالتزام الكامل بالاستغلال الأمثل لمواردنا (الموظفون - ورأس المال - والتكنولوجيا) لما للصناعة النفطية من دور حيوي ومسؤولية واضحة في دعم الاقتصاد.ونظرا لطبيعة الصناعة النفطية، هناك تحديات تقنية تتعلق بطبيعة المكامن غير الاعتيادية وطبيعة الصخور التي يتم حفرها، خصوصا في الآبار الاستكشافية العميقة.وكذلك تتمثل التحديات في انخفاض أسعار النفط العالمية والنمو الكبير في زيادة منصات الحفر وصيانة الآبار واختيار العمالة الماهرة لتنفيذ واستخدام التكنولوجيا الحديثة.كما أن «نفط الكويت» تواجه تحديات مستقبلية عديدة في مجال تنفيذ المشاريع، أهمها ما يختص بعمليات زيادة الإنتاج، إذ إن تنفيذ المشاريع المستقبلية يستوجب تغيير التوجه وطريقتي التفكير والتنفيذ التي سيتم تطبيق هذه المشاريع من خلالها.ومن أبرز الركائز الأساسية التي تساعد في تخطي تلك التحديات، العمل على تدريب الكوادر والمهارات من الشباب الكويتي الذي سيدير هذه المشاريع في المستقبل، وبناء المنشآت التي تعتمد على الطاقة النظيفة واقتناء التكنولوجيا الحديثة.لذا تأسست مجموعة البحث والتكنولوجيا في أوائل العام 2003. وفي العام 2008 أصبحت مجموعة البحث والتكنولوجيا تضم في هيكلها أربعة فرق متخصصة. ومهمة مجموعة البحث والتكنولوجيا هي البحث عن الحلول والتقنيات التجريبية وذلك للتغلب على التحديات والمصاعب التي تتم مواجهتها.وتسعى «نفط الكويت» إلى تحسين وتطوير طرق الإنتاج باستخدام أفضل التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة، والعمل على تنفيذ مشاريع غمر المياه (water flood) التجريبية والفعلية.كما نطمح إلى العمل على تطوير قدرات الشركة في استخدام تكنولوجيا تحسين استخلاص النفط (EOR) من خلال تنفيذ المشاريع التجريبية، بالإضافة إلى تنمية الاحتياطيات النفطية لضمان استدامة الإنتاج، وذلك تزامناً مع تنفيذ مشاريع برنامج عزل النفط الخام من أجل بناء المرافق المطلوبة.باختصار تم العمل بشكل مكثف على تحديد وبناء وإيجاد حلول مبتكرة مستدامة موثوقة وفعالة من حيث التكلفة للاستكشاف والإنتاج التكنولوجي والمعلوماتي. لذلك كانت هناك الحاجة لتبني وإدارة البحوث وبناء خبرات الشركة مع مساهمينا للوصول إلى الأهداف الاستراتيجية لشركة نفط الكويت عبر تأسيس أحد مراكز التميز في مجالات البحث والتطوير والتكنولوجيا ليخدم الصناعة النفطية ومواكبة التحديات التي تواجهها دولة الكويت في ما يتعلق بالصناعة النفطية. وكان العمل على إنشاء مركز البحث والتطوير ليكون بمثابة الاختيار الأول أمام مؤسسات الأعمال التابعة لمؤسسة البترول الكويتية في ما يتعلق بعمليات الإبداع التكنولوجي الاستراتيجي، بحيث ينافس مزودو خدمات البحث والتطوير التطبيقية على المستوى الدولي، ومن هنا جار العمل على إنشاء المركز العالمي لأبحاث البترول لخدمة قطاع التنقيب والاستكشاف.• كم بئراً تستهدف «نفط الكويت» حفرها خلال السنوات المقبلة؟- يجب أن تعلم أن هناك نوعين من الحفر لدى شركة نفط الكويت (الحفر العميق للأعماق الكبيرة والحفر التطويري - للأعماق المتوسطة والصغيرة) وكل نوع له شروط ومواصفات خاصة من حيث تأهيل المقاولين للعمل في مجال الحفر والاستكشاف، وتسعى الشركة في السنوات الخمس المقبلة إلى تنفيذ برنامج حفر مكثف وصيانة آبار في جميع مناطق عمليات الشركة.ستعمل «نفط الكويت» على حفر ما يزيد على 3 آلاف بئر ما بين بئر عميقة وتطويرية، ويعزى هذا الرقم المرتفع إلى الزيادة الكبيرة المتمثلة في توجه الشركة لحفر آبار النفط الثقيل الذي يزيد عددها على 1100 بئر.أما ما يتعلق في صيانة الآبار، فتعمل «نفط الكويت» على صيانة ما يزيد على 6500 بئر في السنوات الخمس المقبلة، ويتضمن هذا البرنامج استغلال أحدث أنواع تكنولوجيا الحفر من أجل رفع الطاقة الإنتاجية للمكامن.• كم تبلغ الميزانية المقررة لعمليات الحفر والاستكشاف خلال السنوات الخمس المقبلة؟- يبلغ إجمالي الميزانية المقدرة لعمليات الحفر والاستكشاف خلال السنوات الخمس المقبلة نحو 4.5 مليار دينار.• كم يبلغ عدد الحفارات التي تعمل في الكويت حالياً؟ وكم المستهدف خلال السنوات الخمس المقبلة؟- يبلغ عدد الحفارات العاملة حاليا في دولة الكويت في جميع مناطق عمليات «نفط الكويت» 130 منصة حفر وصيانة آبار، موزعة ما بين منصات حفر وصيانة آبار عميقة وآبار تطويرية وآبار نفط ثقيل.ومن المتوقع أن يصل إجمالي منصات الحفر وصيانة الآبار إلى 137 منصة بنهاية العام المالي الحالي (2017/2016).كما أن متوسط إجمالي عدد المنصات الحفر وصيانة الآبار خلال السنوات الخمس المقبل هو 145 منصة.• كيف ترى مستقبل النفط الصخري في الكويت؟- تقوم شركة نفط الكويت ومن خلال تطبيق آلية متابعة تنفيذ الاستراتيجية بمتابعة المؤثرات الخارجية والتي لها علاقة مباشرة بقطاع الاستكشاف والإنتاج.ومن أهم العوامل التي تتابعها الشركة، موضوع العرض والطلب على النفط الخام، ويعتبر النفط الصخري أحد العوامل التي من المرجح أن تؤثر على المعروض من النفط الخام في المستقبل.ولكن نحن لا ننظر إلى النفط الصخري بشكل منفصل، وإنما من ضمن منظور شامل لجميع التغيرات التي تحدث في الصناعة النفطية وبالتعاون مع «مؤسسة البترول» نحدث استراتيجياتنا وفقاً للحاجة إذا ما اقتضت.أما بالنسبة لإنتاج النفط الصخري، فإن شركة نفط الكويت في طور التجهيز للقيام بدراسات لمعرفة الكميات المتوافرة من الاحتياطيات لهذا النوع من النفوط وبناء على ذلك يتم وضع الخطط لتطويرها.• هل ستتمكن الكويت من الوصول إلى 4 ملايين برميل بحلول 2020؟- وضعت شركة نفط الكويت استراتيجية متكاملة لتنفيذ استراتيجيتها للعام 2020، وتحقيق طاقة إنتاجية تعادل 3.650 مليون برميل من النفط الخام يومياً بحلول 2020، وهذا الرقم هو حصة «نفط الكويت» من إجمالي الكمية المستهدف إنتاجها، أي 4 ملايين برميل من النفط الخام يوميا لدولة الكويت.ومن أجل ذلك تعمل «نفط الكويت» على تنفيذ برامج رأسمالية ضخمة بميزانية تعادل 19 مليار دينار للسنوات الخمس المقبلة.• ما أهم البرامج والمشاريع التي ستساعد على الوصول لأهداف «نفط الكويت» الاستراتيجية للنفط والغاز؟- من أهم البرامج والمشاريع تنفيذ برنامج حفر مكثف في جميع مناطق عمليات «نفط الكويت» حيث ستعمل الشركة على حفر نحو 630 بئراً سنوياً في السنوات الخمس المقبلة. ويتضمن هذا البرنامج استغلال أحدث أنواع تكنولوجيا الحفر من أجل رفع الطاقة الإنتاجية للمكامن.كذلك تنفيذ برنامجين رئيسيين لتطوير الحقول في منطقة غرب الكويت، وهذان البرنامجان يشملان تنفيذ خطط غمر المياه لبعض حقول منطقة غرب الكويت، ما يساهم في المحافظة على الطاقة الإنتاجية لمنطقة غرب الكويت بمعدلاتها الحالية، والمقدرة بـ 550 ألف برميل من النفط يومياً.وكذلك تنفيذ ثلاثة برامج رئيسية لتطوير الحقول في منطقة جنوب وشرق الكويت. وتشمل هذه البرامج إنشاء مركز لتجميع النفط الخام ومنشأة لحقن المياه، حيث سيسهم ذلك في المحافظة على الطاقة الإنتاجية لمنطقة جنوب وشرق الكويت بمعدلاتها الحالية والمقدرة 1.700 مليون برميل من النفط يومياً.وإلى جانب ذلك، تنفيذ ثلاثة برامج رئيسية لتطوير الحقول في منطقة شمال الكويت، هذه البرامج تشمل إنشاء ثلاثة مراكز لتجميع النفط الخام ومنشأة لحقن المياه، حيث يسهم ذلك في رفع الطاقة الإنتاجية لمنطقة شمال الكويت إلى مليون برميل من النفط يومياً، مقارنة بمعدلها الحالي الذي يقدر بـ 780 ألف برميل من النفط الخام يومياً.وتنفيذ المرحلة الأولى من برنامج تطوير النفط الثقيل في شمال الكويت، حيث تهدف هذه المرحلة إلى إنتاج 60 ألف برميل من النفط الخام يومياً من مكمن «فارس السفلي» في حقل «الرتقة».كما تعمل «نفط الكويت» حالياً على بناء وحدة لإنتاج النفط الثقيل المستكشف حديثا في حقل «أم نقا» بقدرة إنتاجية تعادل 15 الف برميل يوميا، وتعمل على دراسة إمكانية رفع الإنتاج من هذا الحقل في السنوات الخمس المقبلة.وهناك تشغيل ثلاث وحدات لإنتاج الغاز غير المصاحب وذلك لرفع معدل انتاج الغاز غير المصاحب الى 500 مليون قدم مكعبة يومياً وذلك بنهاية العام 2017 /2018.وتنفيذ برنامج مكثف للاستكشاف يهدف إلى تعويض الإنتاج للنفط والغاز، وإنماء الاحتياطيات الحالية، ويشمل هذا البرنامج حفراً مكثفاً للآبار الاستكشافية والمسوحات الزلزالية المتطورة ثنائية وثلاثية الأبعاد، تغطي جميع مناطق دولة الكويت البرية والبحرية.بالإضافة إلى تنفيذ برنامج لرفع الطاقة التخزينية والتصديرية للنفط الخام لاستيعاب الزيادات في الطاقة الإنتاجية والقدرة على تصديرها للأسواق العالمية.• كم عدد الشركات الوطنية والعالمية العاملة مع «نفط الكويت» في مجال الحفر والاستكشاف؟- تحرص «نفط الكويت» على التعاون مع الشركات الوطنية والعالمية، سواء في الحفر والاستكشاف أو غيرها في عمليات الشركة المختلفة، وهناك العديد من الشركات الوطنية والعالمية، التي تقوم بعمل مشاريع وتقديم خدمات ودراسات استشارية.• إلى أين وصلتم في عمليات المسح الزلزالي؟ وما أبرز ما أظهرته النتائج براً وبحراً؟- تم الانتهاء من عمليات المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد عالي الدقة شمال الكويت، ويعد المسح الزلزالي أحد المشاريع العملاقة على مستوى العالم، ويهدف إلى دراسة وتطوير حقول الغاز المكتشفة في العام 2006. وتبلغ المساحة السطحية لأعمال المسح الزلزالي 4500 كم مربع وهي تمثل 25 في المئة من مساحة الكويت.وقد تم الانتهاء من عمليات معالجة البيانات، ويجرى حاليا تقييم وتفسير تلك البيانات تمهيدا لإعداد النموذج الجيولوجي للمساعدة في تطوير الحقول المكتشفة، إضافة إلى تقييم الإمكانات الهيدروكربونية للمنطقة الشمالية، وتحديد خطط الحفر الاستكشافي لمكامن العصر الجوراسي والبيرمي السحيق.وقامت أخيراً مجموعة الاستكشاف بتنفيذ واحد من أهم المسوحات الزلزالية ثلاثية الأبعاد، بمساحة 2500 كم مربع، تغطي حقل «برقان» الكبير بالكامل، حيث تم استخدام أحدث تقنيات المسح الزلزالي في تلك المسوحات، ومنها على سبيل المثال مصادر الطاقة واللواقط المستخدمة، والتي يصل عددها إلى 115 ألفاً، بالإضافة إلى طريقة تنفيذ المسح التي تستخدم للمرة الاولى في دولة الكويت لضمان الحصول على بيانات ذات دقة عالية خصوصا لمكامن العصر «الطباشيري» وتم الانتهاء من الأعمال الحقلية في سبتمبر 2016، وستستكمل عمليات المعالجة والمخطط الانتهاء منها في أغسطس 2017.كما قامت الشركة بتنفيذ مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد بمنطقة «خبرات علي» حيث غطى مساحة إجمالية تقدر بـ 1150 كم مربعا لأغراض الاستكشاف عن النفط والغاز الطبيعي لمكامن العصر الطباشيري والجوراسي والبيرمي.وقد تم الانتهاء كذلك من عمليات المسح في ديسمبر 2016، على أن يتم الانتهاء من معالجة البيانات في يوليو 2017، ويأتي هذا المسح كمقدمة للمسوحات المستقبلية التي تشمل المناطق الغربية والمناطق الغربية الجنوبية.ويعتبر مشروع المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد لمنطقة جون الكويت والمناطق المحيطة، واحداً من أكبر مشاريع المياه الضحلة في العالم وأكثرها تعقيداً، نظرا لما يمثله من تنوع في مصادر الطاقة المستخدمة من هزازات أرضية ومدافع هوائية، وكذلك نوعية اللواقط المستخدمة وطرق تسجيل البيانات.وتبلغ مساحة منطقة المسح نحو 2600 كم مربع، وينتظر الانتهاء من الأعمال الحقلية في يوليو 2017، ومن ثم تتبعها عمليات المعالجة وتحليل وتفسير البيانات، ويهدف هذا المشروع إلى تحديد الصورة الجيولوجية الممتدة من حقل «برقان» الكبير إلى حقول البحرة مرورا بحقل مدينة والممتد تحت مياه جون الكويت.
مشاركة :