أكد مجلس المقاومة في صنعاء تمكن الجيش اليمني والمقاومة بدعم مباشر من التحالف العربي، من تحقيق 70% من أهدافه، ولم يتبق إلا القليل حتى يستكمل تحرير اليمن من الميليشيات الانقلابية، في حين أكدت مصادر عسكرية في المخاء أن قوات الجيش أكملت استعدادها لبدء المرحلة الثانية من عمليات «الرمح الذهبي»، واستكمال تحرير الساحل الغربي لليمن. وتفصيلاً، أكد عضو مجلس المقاومة في صنعاء محمد العرشاني، لـ«الإمارات اليوم» تمكن قوات الجيش والمقاومة بمساندة التحالف العربي الداعم للشرعية من تحرير 100 كيلومتر على جبهات العاصمة صنعاء، منذ انطلاق معركة تحرير العاصمة قبل عام ونصف، مشيراً إلى أن «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» حققتا أهدافهما بنسبة 70%، ولم يتبقَ إلا القليل حتى يستكمل تحرير اليمن من الميليشيات الانقلابية. وأكد العرشاني «استمرار التحالف وعملياته في إطار (عاصفة الحزم وإعادة الأمل) للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودعم الشرعية، حتى تحقيق أهدافه في تأمين اليمن والممرات المائية المحيطة، التي كانت تسعى إيران للاستحواذ عليها من خلال تواجدها في اليمن»، مبيناً أن التحالف العربي تمكن من إفشال خططها على مستوى الجزيرة والخليج. وأضاف في تصريح خاص لـ«الإمارات اليوم» بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاق عمليات التحالف في اليمن، أن «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» أعادتا الأمل ليس لليمنيين الذين كانوا قد فقدوه في استعادة دولتهم ومشروعهم الحضاري في بناء دولة مدنية مستقرة فحسب، بل أعادتا الأمل للأمة العربية والإسلامية بأن هناك من يدافع عن مكاسبها وكرامة أبنائها، ممثلاً بالتحالف الذي بات اليوم ركيزة أساسية في مشروع استعادة أمجاد الأمة العربية، ويحسب له ألف حساب من الآخرين. وأكد أن التحالف عمل خلال عامين على تحجيم قوة الميليشيات المسنودة إيرانياً ومن «حزب الله» في اليمن، وأفقدهم عنصر المبادرة في الهجوم والتوسع، وأوصلهم إلى مناطق محاصرة في جبال اليمن لا تتعدى مساحتها 25% من مساحة اليمن بعد تحرير ما نسبته 75% من الأراضي، وباتت الشرعية تشرف على جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية، ولم يتبق منها إلا ميناءا الحديدة والصليف في الساحل الغربي، اللذين باتا في متناول أيدي الشرعية، وقريباً سيعودان إلى حضن الدولة الشرعية. من جهة أخرى، شهدت العاصمة اليمنية انفلاتاً أمنياً كبيراً مع تصاعد الأزمة الاقتصادية الناتجة عن الانقلاب والفشل الكبير الذي منيت به عناصره في إدارة المؤسسات، واستمرارهم في نهب مقدراتها، لتسجل حالات سطو وإطلاق نار على من يحمل أي مبالغ مالية في شوارع المدينة من قبل مسلحين يتجولون بالسلاح بكل حرية في أحيائها. وبثت كاميرات مراقبة في شارع مجاهد وسط العاصمة مشاهد لعملية سطو من قبل مسلحين على دراجة نارية ضد مواطن يحمل مبلغاً من المال قبل أن يتدخل المارة لمنعهم، فقاموا بإطلاق النار باتجاههم قبل أن يلوذوا بالفرار. كما عملت الميليشيات في إطار الانفلات الأمني على نقل المعتقلين السياسيين والناشطين الحقوقيين والصحافيين إلى جهات غير معروفة وأكثر أمناً خوفاً من أي مداهمات لأهاليهم لمقرات اعتقالهم في الأمن السياسي والقومي والمراكز والسجون الأخرى، والتي انتشرت بشكل كبير في ظل سيطرة الميليشيات على العاصمة منذ سبتمبر 2014. وفي العاصمة عملت الميليشيات خلال اليومين الماضيين على ابتزاز التجار ورجال الأعمال ومن تبقى من الشركات التجارية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، منها شركة «التبع والكبريت» التي فرضت عليها مبالغ كبيرة لتوفير مليار ريال لإقامة مهرجان جماهيري للاحتفال بما يسمونه «الصمود». يأتي ذلك في ظل استعدادات ضخمة في المناطق المحررة من قبل الشرعية والمقاومة للاحتفال بالذكرى الثانية لانطلاق عمليات التحرير بمساندة التحالف العربي وبدء عمليات «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» في 26 مارس من عام 2014. وفي تعز أكدت مصادر ميدانية في جبهات الساحل الغربي أن مناطق «الثوباني وبير علوان وجبل النار» شهدت معارك عنيفة بين الجيش من جهة والميليشيات من جهة أخرى التي هدفت لاستعادة عدد من المواقع في تلك المناطق بعد أن خسرتها خلال اليومين الماضيين. وأشارت المصادر إلى أن مقاتلات التحالف بما فيها الأباتشي تدخلت في المعارك وحسمتها لصالح الشرعية، وكبدت الميليشيات خسائر كبيرة في العتاد والأرواح وأجبرتهم على التراجع والفرار من تلك المناطق. وشهدت مدينة المخاء الساحلية أعمال صيانة من قبل فرق هندسية تابعة للشرعية والتحالف لإعادة الخدمات الرئيسة من ماء وكهرباء واتصال بدعم مباشر من الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان، بعد أن دمرتها الميليشيات خلال سيطرتها على المدينة الاستراتيجية. وقصفت مقاتلات التحالف تعزيزات عسكرية للميليشيات في محيط معسكر خالد، كانت في طريقها إلى جبهات المخاء الشرقية والشمالية، ودمرتها في مناطق «دمخنين وهيجة الجيال وجسر الهاملي»، كما قصفت مواقعهم في مفرق الأحيوق بالوازعية. في الأثناء، أكدت مصادر عسكرية في المخاء أن قوات الجيش استكملت استعدادها لبدء المرحلة الثانية من عمليات «الرمح الذهبي» واستكمال تحرير الساحل الغربي لليمن. وذكرت لـ«الإمارات اليوم» أن عدداً من الآليات العسكرية والتعزيزات النوعية التي تناسب معارك المرحلة المقبلة وصلت إلى جبهات القتال في الزهاري شمال المخاء ومناطق في جبل النار ومفرق المخاء شمال المدينة. وفي شمال المدينة قصفت الميليشيات أحياء بير باشا وحي التوحيد في عصيفرة ما أسفر عن مقتل طفلة وإصابة سبعة من المدنيين. وكانت مدينة تعز شهدت عميلة اقتحام لمستشفى الثورة من قبل مسلحين مجهولين قاموا بقتل أحد المرضى، كما شهدت عملية اغتيال لقيادي في كتائب أبي العباس يدعى «عبدالله سعيد الشرعبي» في منطقة الأجينات وسط المدينة. وفي إب أقدمت الميليشيات على اختطاف أحد المرضى في مستشفى الثورة بعد اقتحامه بالقوة. وفي الضالع، اختطفت الميليشيات أحد أبناء دمت على خلفية استلامه حوالة مالية من أحد أقاربه بمحافظة مأرب.
مشاركة :