أحمد مراد (القاهرة) أشاد سفير اليمن لدى القاهرة محمد علي مارم بجهود الإمارات في عملية تحرير اليمن، واستعادة الدولة، حيث لم تكتف بدورها العسكري والسياسي الداعم للشرعية، بل اضطلعت بالدور المجتمعي والإنساني من خلال المنح والمساعدات للنهوض بخدمات الصحة والتعليم والبنية التحتية. وقال في حوار مع «الاتحاد» إن الدعم الإماراتي ساعد اليمن في إعادة بناء وإعمار نحو 85 في المئة من المدارس والمعاهد والجامعات، إضافة إلى مساهماتها في إعادة إعمار المستشفيات والمراكز الصحية، وتجهيزها بالمعدات والأجهزة اللازمة، والعديد من الأندية الرياضية. وأكد مارم لـ «الاتحاد» في تصريحات مع دخول «عاصفة الحزم» التي أطلقها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات لدعم الشرعية في اليمن عامها الثالث اليوم، بسط السلطة الشرعية نفوذها على 85 في المئة من الأراضي اليمنية، واقترابها كثيراً من صنعاء، وقال إن قوات الجيش والمقاومة قادرة على حسم معركة العاصمة إلا أنها لا تفضل أن تكون الأداة العسكرية هي الحل الوحيد في التعامل مع مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وترغب في أن يكون هناك جانب ضغط على الميلشيات حتى تتوجه إلى طاولة المفاوضات والحوار. وقال إن «عاصفة الحزم» حققت إنجازات ومكاسب عديدة، فعلى المستوى العسكري، وجهت ضربات قاسية لميلشيات الانقلابيين، ودمرت غالبية مراكزها وقواعدها ومعداتها العسكرية، فضلاً عن قطع طريق الإمدادات التي كانت تأتي لها بالأسلحة والذخائر. وعلى المستوى السياسي، أعادت الشرعية إلى اليمن، ومكنت من الإمساك بزمام الأمور في غالبية المدن والمحافظات. وأضاف أن عملية تحرير اليمن وتطهيرها من المليشيات ما زالت تسير بدرجة عالية من النجاح، بدعم من قوات التحالف العربي. وأشار إلى أن الشرعية لديها القدرة على إحكام قبضتها على الوضع في فترة قصيرة إذا أرادت الحل العسكري، لكنها حريصة على ألا يتأثر المواطنون داخل المناطق التي لا تزال توجد فيها الميلشيات، كما حدث في تعز. لكنه أقر بأن الميلشيات لا تعرف سبل الحوار أو الحلول السياسية، وأن الفئة القادرة على الحوار في صفوفها، تم اغتيال أغلبها. وأضاف أن الشرعية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته تدرك أهمية التوصل لحلول سياسية، ولذلك تتمسك بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية، لاسيما القرار 2216. ورأى مارم أن تدخل إيران السافر في اليمن ليس وليد اليوم، بل هو موجود منذ فترة، ويرتبط بتدخلها في لبنان وسوريا والعراق، وهي تهدف إلى جعل «الحوثيين» صورة أخرى من «حزب الله»، وهذا المخطط المشبوه لن يتحقق، لأن الشعب لا يقبل بوجود كيانات تكون بمثابة دولة داخل الدولة، وسبق لإيران أن حاولت تنفيذ هذا المخطط أكثر من مرة وأمدت الحوثيين بالخبراء والجنود وكميات هائلة من السلاح، وساندت أيضاً المخلوع صالح، ولكنها فشلت وستفشل بفضل تماسك الشعب والدعم والتضامن الإماراتي والسعودي وبقية الدول العربية. وحذر من مخططات صالح، قائلاً «إنه يتحالف مع الشيطان من أجل تحقيق مصالحه»، فهو تحالف مع من كان يتقاتل معه بالأمس، مثلما حدث مع الحوثيين، فقد خاض ضدهم 8 حروب إلا أنه تحالف معهم، بهدف السيطرة على اليمن، فهو لا يهمه اليمن كجغرافيا أو الشعب أو التاريخ، هو يبحث فقط عن مصالحه الشخصية، وإذا أتيحت له الفرصة للانقضاض عليهم فلن يتردد. كما حذر من محاولات تحويل الصراع في اليمن من سياسي إلى طائفي مذهبي، مؤكداً أن المجتمع لم يعرف الطائفية على مدى أكثر من 1400 عام، ولا يوجد في قاموسه غير التعايش بين أصحاب الديانات بسلام وتسامح، والبعض استخدم الطائفية بهدف السيطرة على السلطة، ولذلك يبث الأفكار الهدامة ليقال إن هناك صراعات طائفية ومذهبية في اليمن، وهي أكاذيب وأباطيل لا أساس لها في الواقع. ولفت إلى أن عدد الحوثيين لا يتجاوز الـ 54 ألف فرد، ولا يمكن تصنيفهم ككتلة واحدة لأنهم لا يتبنون جميعاً أفكار الميلشيات، وهناك حوثيون كثيرون مثلهم مثل باقي اليمنيين في الجنوب وفي تعز لا يتبنون أفكار العنف، ويرفضون توجهات وممارسات المليشيات التي زعزعت استقرار اليمن وخربت مؤسساته. وقال إن جميع أبناء اليمن والقوى السياسية الفاعلة متفقة على الدولة الاتحادية، مبيناً أنه تم احتواء التوجهات التي طرحت فكرة الانفصال من خلال جلسات حوار دامت لمدة عام، وتم التأكيد على أن الدولة الاتحادية هي الحل الأمثل لاستقرار اليمن.
مشاركة :