مختارات من قصص الأمل في العالم العربي

  • 3/26/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

«بيونيك ليمبس».. أن تمد يداً حقيقيةً لمن يحتاجها   بدأ بلال إسماعيل صناعة الأمل من سؤال: كيف تجعل شيئاً مكلفاً جداً وغير متوفر متاحاً لكل من يرغب وبسعر معقول جداً؟ قد يكون السؤال عادياً، لكن الإجابة عنه تكشف شغف صاحبه بصناعة فرق كبير في حياة الناس والمجتمع. بلال مهندس معدات طبية، شارك في تأسيس شركة «بيونيك ليمبس» في القاهرة لتصميم وصناعة الأطراف الصناعية، مدفوعاً في الأساس بهاجس أساسي: إحداث تغيير جوهري في حياة فئة من الناس وبأقل قدر من التكلفة، انضم له مجموعة من الشباب الطموحين الذين قاسموه الحلم والرغبة في إحداث فرق، وذلك من خلال تصميم وصناعة أطراف صناعية تعويضية غير مكلفة والأهم أنها عملية، ومتينة، وسهلة الاستخدام والحركة هذه الأطراف المبتكرة تستهدف بالدرجة الأولى العمال الذين يتعرضون لحوادث وإصابات عمل قد تتسبب في بتر أطرافهم، ولا يملكون كلفة تركيب طرف صناعي. مثل هذه الحوادث قد لا تقعدهم عن العمل فقط، وإنما قد تجعلهم يقضون ما تبقى من حياتهم عاجزين عن القيام بأي عمل أو نشاط بديل، بالنظر إلى الكلفة العالية للأطراف الصناعية . مؤخراً، بدأ فريق بلال في «بيونيك ليمبس» بتصميم يد صناعية متطورة الحركة من خلال تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي لا تحتاج إلى إلكترونيات، وحرصاً من الفريق على الوصول إلى أكبر عدد من ذوي الإعاقة، تم تحويل المشروع إلى «مصدر مفتوح» بحيث يستطيع المستخدم تحميل التصميم وطباعته بنفسه أو الاستعانة بفريق «بيونيك ليمبس» للقيام بذلك. يتطلع بلال وفريقه في «بيونيك ليمبس» إلى إيصال منتجهم مجاناً لكل شخص يحتاج إليه في العالم. «طفل بارع مش طفل شارع».. حملة في الإسكندرية لم يكن أحمد يتخيل أن حياته سوف تتغير بسبب حادثة وقعت صدفة في يوم شتائي قبل نحو أربع سنوات؛ ففي ذلك اليوم وبينما كان في محطة القطار في طريقه للسفر، وقعت عينه على طفل نائم في الشارع، شبه عارٍ، وقد انكمش على نفسه، في الوقت الذي كان فيه أحمد يرتعش من البرد رغم تدثّره بملابس ثقيلة. يعترف أحمد أنه شعر بالخجل والعجز، ولم يستطع أن ينفض صورة الطفل من رأسه فقرر أن يقوم بشيء من أجله ومن أجل زملائه من أطفال الشوارع. بمساعدة مجموعة متحمسة من الشباب في الإسكندرية، أطلق أحمد مبادرة «طفل بارع مش طفل شارع»، حيث تهدف إلى مساعدة «أطفال الشوارع»، وإعادة دمج الأطفال المعرضين للخطر في المجتمع، حيث تشمل المبادرة كل الأطفال الموجودين في الشارع طول اليوم، سواء أكانوا أطفالاً عاملين، وغالباً في مهن تستغلهم أبشع استغلال، أو أطفالاً لا مأوى لهم. أدرك أحمد ورفاقه في المبادرة أن أهم خطوة لدمج هؤلاء الأطفال ومساعدتهم على تغيير واقعهم هي من خلال تعليمهم القراءة والكتابة، إذ كان معظم هؤلاء الأطفال أميين. كما تسعى المبادرة إلى تنمية مواهب الأطفال وصقل مهاراتهم، والعمل من خلال حملات منظمة على تغيير صورة المجتمع النمطية إزاء هؤلاء الأطفال الذين يتعرضون للنبذ والإهمال والمعاملة القاسية. يؤكد القائمون على مبادرة «طفل بارع مش طفل شارع» أن مساعدة الأطفال على إخراج طاقاتهم المكبوتة وتوفير البيئة المناسبة التي تساعدهم على العطاء والإبداع كي يفيدوا مجتمعهم من شأنه أن يحميهم من تبعات الشارع وتأثيراته السلبية، كما قد ينجيهم من الوقوع في فخاخ الانحراف أو الانخراط في الجريمة. وتنظم «طفل بارع مش طفل شارع» برنامجاً تأهيلياً للأطفال ضمن إمكانات بسيطة جداً، حيث يعتمد هذا البرنامج بالدرجة الأولى على تنمية مهارات ومواهب الأطفال الذين يتمتع عدد كبير منهم بالذكاء مظهرين براعة وسرعة كبيرة في التعلم. وتعلِّم المبادرة الأطفال في البداية القراءة والكتابة في الفترة الصباحية، في إحدى دور الرعاية، كما يتم تقديم ملابس ووجبات طعام لهم لتوفير بيئة مريحة. كذلك، يشمل برنامج المبادرة تنظيم عدد من الأنشطة الفنية والترفيهية التي تساعد الأطفال على استعراض مواهبهم وإبراز طاقاتهم. لكن أحمد وزملاءه من صناع الأمل يطمحون إلى توسيع دائرة نشر الأمل، حيث يتطلعون إلى إنشاء مؤسسة كبيرة لها فروع في كل محافظات مصر لرعاية أطفال الشوارع وإعادة تأهيلهم سلوكياً، وتوعية المجتمع بحقوق هؤلاء الأطفال المعرضين لكل أنواع الخطر في الشارع، وتوضيح الأسلوب الأمثل للتعامل معهم، والعمل على معالجة الأسباب التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة «أطفال الشوارع». «جداريات» الكويتي ينشر رسالة الجمال والأمل الصدفة كانت وراء تأسيس «جداريات»، كفريق تطوعي هدفه نشر الجمال، كان سليمان الروضان في طريقه لحضور اجتماع عمل في أحد المباني الحكومية في الكويت، حين لاحظ عبارات غير لائقة على المبنى التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث التقط عدة صور للجدار المشوّه ونشرها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي لمشاركة الناس آرائهم بهذه الظاهرة، فتواصلت معه وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح بهذا الخصوص للتحقق من الموضوع، واقترحت عليه أن يؤسس فريقاً تطوعياً يتألف من شباب موهوبين بالرسم على الجدران لتزيين المبنى ومبانٍ أخرى، وهذا ما حصل. انطلق فريق «جداريات» التطوعي في شهر يناير 2016، بهدف تزيين الجدران المهملة والمُساء استغلالها وتقليل التلوث البصري في بيئة الكويت العمرانية وإضافة قيمة جمالية إلى الأماكن العامة، بالإضافة إلى تشجيع الإبداع والفن وتشجيع الشباب للانخراط في هذا النشاط الإبداعي، وإتاحة الفرصة للشباب لممارسة هواياتهم وإبراز مواهبهم وإبداعاتهم الفنية. مشاريع عدة نفذها فريق «جداريات» من خلال مجموعة من الفنانين الموهوبين الذين يعملون تطوعاً دون مقابل، إيماناً منهم برسالة العمل كقيمة تعزز مكانة دولتهم الحضارية، عبر لوحات تحول شيئا مسيئا إلى قيمة جمالية. لا يهدف مشروع «جداريات» إلى تكريس قيم الجمال في المدن الحديثة فقط، وإنما تعزيز ثقافة العمل التطوعي والمساهمة في تحسين البيئة وتجميلها على نحو يجعل المجتمع مكاناً لحياة أجمل وأرقى.

مشاركة :