قال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية نصر الحريري: إن المعارضة أجرت محادثات مثمرة مع المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا حول الانتقال السياسي في سوريا، ورؤية المعارضة حول هيكلية هيئة الحكم الانتقالية. فيما قتل 16 شخصا على الاقل، ليل الجمعة - السبت، في غارة جوية على سجن في ادلب، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة والواقعة في شمال غرب سوريا، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وأوضح المرصد الذي يتخذ مقرا له في بريطانيا ان «16 شخصا قضوا بين سجناء وسجانين» في الغارة التي يرجح ان طائرات روسية نفذتها. في وقت أفادت شبكة شام الموالية للمعارضة المسلحة بتأجيل الدفعة الثانية من مهجري حي الوعر في حمص، وذلك بسبب المعارك، التي تشكل خطورة على الطرقات المؤدية إلى ريف إدلب حيث وجهة الدفعة. وقالت الشبكة: إن هذا القرار جاء بعد عدة اجتماعات أجريت بين لجنة تفاوض الحي وقوات النظام بحضور الوسيط الروسي. وذكرت أن ما دفع إلى التأجيل أيضا التهديدات الكثيرة، التي وصلت لأهالي حي الوعر باختطاف قافلة المهجرين. ووفق مصادر للشبكة، فإنه تم تأجيل خروج الدفعة إلى يوم غد الإثنين، ولم تستبعد تلك المصادر التأجيل أياما أخرى إذا ما استمر زخم المعارك الجارية.أعمدة الدخان بثت لقطات فيديو على الانترنت قيل إنها تصور أعمدة دخان تتصاعد عقب غارات جوية شنتها قوات الأسد على مناطق تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية شرقي العاصمة السورية دمشق. وتظهر في اللقطات أعمدة دخان تتصاعد من عدة مبان في المدينة، كما يسمع دوي انفجارات. وذكرت مصادر أن المعارضة السورية اقتحمت منطقة تخضع لسيطرة قوات النظام في شمال شرق دمشق يوم الثلاثاء للمرة الثانية في ثلاثة أيام لتواصل أجرأ هجوم على العاصمة منذ عدة أعوام. وكثفت قوات الأسد عملياتها العسكرية في الغوطة الشرقية في الأسابيع الأخيرة سعيا لتخفيف الحصار على المنطقة، وتهدف هجمات المعارضة لتخفيف هذا الضغط.وقائع المفاوضات في اليوم الأول من محادثات جنيف الخامسة، قال المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إنه لا يتوقع معجزات ولا حتى انهيارا للمفاوضات. فيما شدّد وفد المعارضة على تمسكه بضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لا مكان لبشار الأسد فيها، بينما قال وفد النظام: إن أولويته في المحادثات هي الحرب على الإرهاب، على حد قوله، وهو ما رد عليه منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، مساء الجمعة بالقول، إن النظام يسعى إلى تحويل المفاوضات عن مسارها الحقيقي. وقال أكد دي ميستورا: إنه ينبغي على روسيا وإيران وتركيا عقد المزيد من المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في سوريا في أقرب وقت ممكن من أجل السيطرة على الوضع «المقلق» على الأرض. وأضاف دي ميستورا إنه يتوقع تقدما تدريجيا على أساس ما تحقق في الجولات السابقة. وتابع: إنه ينبغي لروسيا وإيران وتركيا عقد المزيد من المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في سوريا في أقرب وقت ممكن من أجل السيطرة على الوضع «المقلق» على الأرض. ويتوسط دي ميستورا في جولة محادثات سياسية جديدة في جنيف، لكن من المفترض أن محادثات منفصلة، ترتبها روسيا وإيران وتركيا، في استانة عاصمة قازاخستان تهدف إلى ضمان وقف إطلاق النار. وفي حين أن محادثات وقف إطلاق النار لم تحقق نتيجة ملموسة فقد كانت جولة أولى من المحادثات السياسية في جنيف إجرائية ولم تسفر سوى عن جدول أعمال للجولة الحالية يشمل أربعة موضوعات: دستور جديد وانتخابات جديدة وإصلاح نظام الحكم ومكافحة الإرهاب.معركة الرقة من جهة أخرى، قال مسؤولون أمريكيون: إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون سيجتمع مع كبار المسؤولين الأتراك في أنقرة هذا الأسبوع لإجراء محادثات قد تكون حاسمة في الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش. وتضغط تركيا على الولايات المتحدة للتخلي عن تحالفها العسكري مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا في تركيا منذ ثلاثة عقود. لكن المسؤولين الأمريكيين يرون أن المقاتلين الأكراد سيلعبون دورا رئيسا في حملة استعادة الرقة المعقل الرئيس لداعش في سوريا. ويعمل المقاتلون الأكراد مع مقاتلين عرب في تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة. وقال مسؤول كبير طلب عدم نشر اسمه: «نحتاج أولا العمل على التفاصيل مع تركيا». ويضع القرار رغبة الرئيس دونالد ترامب في تحقيق انتصارات سريعة في ساحة المعركة في مواجهة الحاجة على الحفاظ على تحالف استراتيجي طويل الأمد للولايات المتحدة مع تركيا الحليفة في حلف شمال الأطلسي، التي تتيح للولايات المتحدة قاعدة جوية مهمة لشن ضربات جوية في سوريا. ويبدو أن حملة الرقة تكتسب زخما مع اقتراب الجهود المتداخلة المدعومة من الولايات المتحدة في العراق من طرد داعش من مدينة الموصل. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان يوم الجمعة: إن معركة استعادة الرقة ستبدأ على الأرجح خلال الأيام القادمة. وقال قائد وحدات حماية الشعب الكردية لرويترز الأسبوع الماضي: إن الهجوم سيبدأ في أبريل وأن الوحدات ستشارك. ويعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين أن هذا الجدول الزمني شديد التفاؤل ويشيرون إلى أن الانتهاء من معركة رئيسة جارية لاستعادة السيطرة على سد الطبقة على بعد 40 كيلو مترا إلى الغرب من الرقة قد يستغرق أسابيع. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): أيضا إن الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بشأن تشكيل قوة الهجوم، الذي تدعمه في الرقة. ولدى الولايات المتحدة حوالي ألف جندي في سوريا في الوقت الراهن، وقد تشمل حملة الرقة مئات آخرين.
مشاركة :