اعتبر الجيش الروسي أمس السبت (25 مارس/ آذار 2017) أن إعلان فرنسا محاصرة الرقة، معقل تنظيم «داعش» في سورية، والبدء الوشيك لمعركة استعادتها «لا صلة له بالواقع». وقال المتحدث باسم الجيش الروسي ايغور كوناشنكوف في بيانٍ إن «تفاؤل وزير الدفاع الفرنسي الذي أعلن إتمام تطويق الرقة (...) لا صلة له بالواقع والوضع الميداني». وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أمس الأول (الجمعة) أن الرقة «محاصرة» والمعركة لاستعادتها ستبدأ «في الأيام المقبلة». وأضاف كوناشنكوف «من الواضح بالنسبة إلى أي اختصاصي عسكري أن تحرير الرقة لن يكون نزهة للتحالف الدولي»، لافتاً إلى أن مدة العملية ونجاحها يبقيان رهناً بقدرة الأطراف على «تنسيق تحركاتهم مع كل القوات التي تتصدى للإرهاب الدولي في سورية». وقارن مع المعركة المستمرة لاستعادة الموصل، آخر أكبر معقل للمتطرفين في العراق، قائلاً: «حتى أكثر المتفائلين ما عادوا مقتنعين بتحرير كامل للموصل من تنظيم الدولة الاسلامية هذا العام». من جانبه، قال بيانٌ أمس إن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا بعث رسائل إلى وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا لحثهم على «بذل جهود عاجلة لتعزيز نظام وقف إطلاق النار» في سورية وتمهيد الطريق أمام محادثات السلام. وأضاف البيان «المبعوث الخاص يُذكّر بأن الجهود المشتركة للجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الروسي والجمهورية التركية لضمان وقف إطلاق النار لا غنى عنها لتحسين الأوضاع على الأرض والمساهمة في توفير بيئة تؤدي إلى تقدم سياسي بناء». ميدانياً، قتل 16 مدنياً على الأقل صباح أمس في قصف جوي استهدف بلدة تسيطر عليها فصائل معارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «قتل 16 مدنياً، بينهم طفل، وأُصيب نحو 50 شخصاً آخرين بجروح في غارة استهدفت شارعاً رئيسياً في بلدة الحمورية» في الغوطة الشرقية. وأشار عبدالرحمن إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطيرة. وأسفر القصف، وفق المرصد، عن دمار في ممتلكات مواطنين في الشارع الذي يضم محلات تجارية ومنازل. ولم يتمكن المرصد من تحديد إن كانت طائرات حربية روسية أو سورية شنت الغارة، مشيراً في الوقت ذاته إلى قصف «عنيف» يستهدف الغوطة الشرقية. وشاهد مصور «فرانس برس» في المكان رجلاً ملتحياً يحمل طفلين جريحين، هما فتاة أصيبت في يدها وقد غطى الغبار وجهها وثيابها وطفل ضمدت جروح أصيب بها في رأسه.
مشاركة :