جمال الضاري” أي سبب عسكري او تكتيكي لا يبرر قتل هذا العدد من الأبرياء في الموصل

  • 3/26/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عمان – بكر الزبيدي في تصريح صحفي للشيخ جمال الضاري رئيس اللجنة المركزية للمشروع الوطني العراقي في الوقت الذي يعاني فيه أهلنا في الموصل من ويلات القتال ضد داعش ويعبرون عن صبر غير مسبوق سواء في رحلة الخروج من المدينة او في مخيمات النزوح، فأن القوات العراقية وقوات التحالف الدولي المساندة لها تعاملت بطريقة بعيدة عن المسؤولية والحرص على أرواح المدنيين، وفرطت في العديد من الحالات بالحد الأدنى من معايير سلامة السكان المدنيين الذين يتوجب حمايتهم وعدم تعريضهم لمخاطر القتال، حسب اتفاقية جنيف الرابعة. لقد فشلت القوات العراقية وقوات التحالف في تجنيب سكان الموصل من المدنيين الأبرياء ويلات القتال ضد داعش لا سيما في معارك الجانب الأيمن من المدينة، وكان من نتائج سلوك هذه القوات غير المهني وغير المسؤول واستخدامها للقوة المفرطة ان تسببت بمجزرة حي الموصل الجديدة البشعة التي راح ضحيتها حسب اخر التقديرات نحو 500 قتيل من المدنيين كثير منهم من النساء والأطفال. ان المشروع الوطني العراقي يعتبر أن أي سبب عسكري او تكتيكي لا يبرر قتل هذا العدد من الأبرياء، لا سيما وان رئيسة مجلس قضاء الموصل اكدت من داخل الحي المنكوب المهدم بالكامل، “أن ما حصل يكاد يكون أمرا مقصودا كونه لم يستهدف مقاتلي التنظيم الذين لم يتجاوز عددهم ستة أشخاص قبل خروجهم من الحي”. ان مسؤولية السلطات العراقية وقوات التحالف عن جميع الضحايا المدنيين من القتلى او الجرحى امر لا يقبل التأويل، والمشروع الوطني العراقي يعتبر أن هذه القوات ملزمة بحسب القانون الدولي بتجنب ضرب المدنيين وكذلك توخي الدقة في إطلاق النار والحرص على عدم استخدام السلاح الثقيل داخل المناطق المكتظة والمأهولة، فضلا عن عدم المساس بالبنية التحتية للمدينة والملكيات العامة والخاصة. لقد قدرت دائرة الدفاع المدني في الموصل مقتل أكثر من 3000 مدني خلال اقل من شهرين منذ بدء الحملة العسكرية على الساحل الأيمن للموصل، وهي حقيقة تضع السلطات العراقية والقوات المتحالفة امام تحديات قانونية واخلاقية جسيمة، ويفرض عليها وضع تكتيكات عسكرية أكثر دقة ومهنية ومسؤولية واحترام لأرواح المدنيين وحياتهم. ان تحقيق نصر سريع على حساب أرواح اهل الموصل وممتلكاتهم وبنية المدينة العريقة، لا يبقى أي روح او احترام لهذا النصر، بل ان ذلك سيعني مواجهة الإرهاب بإرهاب أكثر واشد ضراوة، وهو ما لا يمكن القبول به تحت أي اعتبار. لذلك يؤكد المشروع الوطني العراقي على الحاجة الفورية والملحة لوضع تكتيكات عسكرية جديدة تحرص على حياة المدنيين أكثر من حرصها على الإنجاز العسكري السريع، وتوفر للسكان ممرات خروج امنة، قبل الاهتمام بالتقدم في مناطق ما زالت مكتظة بمئات الألوف من اهالي الموصل الذين يجدون أنفسهم وقد أصبحوا وسط تقاطع النيران.

مشاركة :