دعا نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي، الأحد، إلى تشكيل لجنة محايدة ومستقلة للتحقيق في قصف المنازل الذي وقع غربي مدينة الموصل قبل أيام وراح ضحيته المئات من المدنيين. وأشار أسامة النجيفي إلى أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة لمناقشة التطورات الأخيرة بناء على طلب روسي. وشدد النجيفي على أن المعركة ضد تنظيم "داعش" يجب أن تستمر، ولكن بعد تغيير الأسلوب وباستخدام قوات محترفة. وأفاد النجيفي بأنه حدث تقصير حكومي ودولي في أزمة الموصل كونه لم تُتخذ الإجراءات اللازمة، لا على المستوى العسكري، ولا على المستوى الإنساني، مشيرا إلى وجود معاناة شديدة جدا لدى النازحين. وكان نائب الرئيس العراقي النجيفي قد وجه، السبت، رسائل إلى رئيسي الوزراء حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري ووزيري الداخلية قاسم الأعرجي والدفاع عرفان الحيالي بشأن مقتل مدنيين بالموصل، فيما دعا مجلس النواب إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة هذه الكارثة. وقال النجيفي في رسائله "إن هناك تغييرا حصل في قواعد الاشتباك(في الساحل الأيمن )، قياسا إلى القواعد التي اتبعت في تحرير الساحل الأيسر من الموصل، حيث نتج عن القواعد الجديدة مقتل المئات من المواطنين دفنوا تحت أنقاض بيوتهم وما يزال بعضهم تحت الأنقاض دون أية مساعدة أو انقاذ". وطالب النجيفي بضرورة العمل الفوري من أجل إعادة النظر في الاستعجال الذي تم ودفع ثمنه المواطنون، مبينا أن ذلك سيولد وضعا معقدا يصعب الإحاطة بتأثيراته السلبية. لجنة برلمانية تطالب العبادي بالكشف عن ملابسات مجزرة الموصل في غضون ذلك طالبت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي، الأحد، رئيس الوزراء حيدر العبادي، بإجراء تحقيق فوري في تقارير تحدثت عن وقوع مجزرة ضد عشرات المدنيين في مدينة الموصل (شمال) جراء ضربة جوية للتحالف الدولي. وقال عبد الرحيم الشمري، رئيس لجنة حقوق الإنسان، إن اللجنة اجتمعت مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، وطالبته بإجراء تحقيق فوري بشأن الضربة الجوية التي أدت إلى مقتل زهاء 300 مدني من أهالي الموصل. وأضاف الشمري أن المعلومات تؤكد أن من قام بالضربة الجوية هي طائرات التحالف الدولي(بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية)، مطالبا رئيس الوزراء بالكشف عن ملابسات هذا الحادث، ومَن الذي أعطى المعلومات التي أدت إلى هذه الضربة. وحسب تقارير صحفية، فقد وقعت المجزرة في حي "الموصل الجديدة" غربي الموصل بتاريخ 17 مارس/آذار الجاري، بينما قالت خلية الإعلام الحربي في الجيش العراقي إن المكان الذي وقعت فيه المجزرة كان في حي "الرسالة"، وليس حي "الموصل الجديدة" كما ذكرت وسائل إعلام. جدير بالذكر أن القيادة المركزية الأمريكية، قالت في بيان، السبت، إن طائرة أمريكية قصفت، بناء على طلب من قوات أمن عراقية، الموقع التي تحدثت التقارير الصحفية عن وقوع المجزرة فيه، مضيفا أنه تم فتح تحقيق للوقوف على الحقائق المحيطة بتلك الضربة وصحة الإدعاءات عن سقوط ضحايا مدنيين. من جهتها أعلنت وزارة الدفاع العراقية، السبت، أن وزير الدفاع عرفان محمود الحيالي أمر بفتح تحقيق فوري في الحادث. والموصل تعد ثاني أكبر مدن العراق، وسيطر عليها تنظيم "داعش" في صيف عام 2014، وتمكنت القوات العراقية خلال حملة عسكرية بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2016 من استعادة الشطر الشرقي للمدينة، ومن ثم بدأت قبل أكثر من شهر هجوما لاستعادة الشطر الغربي للمدينة. ووفق الأمم المتحدة فإن نحو 600 ألف مدني لا يزالون في الجانب الغربي لمدينة الموصل بعد أن فر منها ما يصل إلى 200 ألف خلال الأسابيع الأخيرة. المصدر: وكالات ياسين بوتيتي
مشاركة :