قطر اتخذت تدابير إيجابية لضمان رفاه العمال

  • 3/27/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حوار - إبراهيم بدوي : كشف سعادة السيد أشود أحمد سفير جمهورية بنجلاديش لدى الدولة عن قيام وزير خارجية بلاده بزيارة قطر في شهر مايو المقبل، لبحث تعزيز التعاون في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك، أبرزها قطاع القوى العاملة وجلب المزيد من العمال المهرة في الصحة والتعليم وتكنولوجيا المعلومات. وأكد، في حوار مع  الراية  بمناسبة اليوم الوطني لبلاده، أن قطر تتخذ خطوات وتدابير إيجابية لحماية وتعزيز حقوق العمال المغتربين وضمان رفاههم، وبدأت الإصلاحات الأخيرة في قانون العمل في تحقيق نتائج إيجابية في تعزيز وضمان رفاه القوى العاملة من مختلف البلدان.. مشيراً إلى أن نظام التوظيف القائم على العقود الذي تم إدخاله حديثاً سيحمي العمال من استغلال الوسطاء أو الوقوع ضحايا للوعود الكاذبة. وشدد على أن الحكومة القطرية حريصة على تطوير معاييرها في قضية العمالة وكل شيء يتعلق بتنظيم بطولة كأس العالم 2022.. مؤكداً ثقته في أن قطر قادرة على تقديم كأس عالم لا تُنسى. ونوّه باستمرار المباحثات لزيادة العمالة البنجالية إلى قطر في كافة القطاعات، مثمناً مساهمتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدين. وتوقع إبرام عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين قريباً لتجنب الازدواج الضريبي، وحماية الاستثمارات، لافتاً إلى اتفاق مبدئي مع جهاز قطر للاستثمار لدعم مشروع كامل لتطوير منطقة الصادرات في بنجلاديش.. وإلى تفاصيل الحوار: > ما تقييمكم لتطور العلاقات بين البلدين، وما جديد هذه العلاقات في الفترة المقبلة ؟ - من المتوقع أن تحصل علاقاتنا الثنائية الممتازة، على دفعة كبيرة عندما يصل وزير خارجية بنجلاديش إلى قطر في الأسبوع الثاني من مايو المقبل، بناءً على دعوة من سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية، وسيتم خلال الاجتماع الثنائي بحث المجموعة الكاملة لعلاقاتنا، ومناقشة السبل والوسائل المختلفة لترقية علاقاتنا إلى مستويات جديدة في الأيام المقبلة. > وماذا عن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وفي أي القطاعات؟ - هناك سبع اتفاقيات تعزز علاقاتنا الثنائية وتغطي مجالات توظيف القوى العاملة والتعاون بين غرفة قطر واتحاد الغرف التجارية والصناعية في بنجلاديش وتبادل الأخبار بين وكالة الأنباء القطرية ووكالة أنباء بنجلاديش، وزيادة رحلات الطيران، وتنظيم توظيف البنجلاديشيين، وسياسة السماء المفتوحة والتعاون في قطاع الطاقة والغاز المسال. > وهل هناك اتفاقيات جديدة جارٍ العمل عليها حالياً؟ - يوجد عددٌ من الاتفاقيات في المرحلة النهائية من المفاوضات، من المتوقع أن يتم التوقيع عليها في المستقبل القريب، بشأن التعاون في المجال العسكري، وتجنب الازدواج الضريبي، والاستثمار، والتعاون الاقتصادي والتقني. > وماذا عن العمالة البنجالية في قطر؟ - يعيش أكثر من 300 ألف من المغتربين البنجال في قطر في الوقت الراهن، وتعمل القوى العاملة الفعّالة والملتزمة بالقانون، على المساهمة في تنمية البلد المضيف قطر وفي بنجلاديش، وكل عام يتزايد عدد مواطنينا العاملين في قطر ونحن سعداء جداً أنهم يعملون من أجل بلد شقيق، مع استعداداته لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، أكبر الأحداث الرياضية المرموقة عالمياً.. وتعمل الدولتان حالياً على جلب المزيد من العمال المهرة خاصة في قطاعات الصحة وتكنولوجيا المعلومات والبنوك والتسوق والتعليم.. لقد لعب شعبنا العامل دوراً هاماً في تعزيز علاقاتنا الثنائية وزيادة تعزيز روابطنا الثقافية والدينية التي ربطت علاقاتنا التاريخية منذ زمن طويل. > وما أهمية قطاع الأيدي العاملة البنجالية لاقتصاد البلدين؟ - الأيدي العاملة البنجالية تسهم إسهاماً كبيراً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدينا الشقيقين، وستواصل بالتأكيد القيام بذلك في الأيام المقبلة، لأن بنجلاديش لا تزال قادرة على توفير قوة عاملة كافية، وهو أمر ضروري للغاية لدولة قطر ليس فقط لإعداد نفسها لاستضافة كأس العالم ولكن أيضا للحفاظ على وتيرة التنمية لتحقيق رؤية البلاد 2030. > وكيف ترون حرص قطر على تعزيز حقوق العمالة ؟ - قطر تتخذ خطوات وتدابير إيجابية لحماية وتعزيز حقوق العمال المغتربين وضمان رفاههم، وأنا واثق تماماً من أن قطر ستتمكن من ترقية مركزها تدريجياً، مثل الدول المتقدمة حين لا يكون لأي عامل أقل ادعاء بالاستغلال.. وفي هذا الصدد، أود أن أشير إلى الإصلاحات الأخيرة في قانون العمل القائم في قطر، والذي بدأ بالفعل في تحقيق نتائج إيجابية في تعزيز وضمان رفاه القوى العاملة من مختلف البلدان. > وما تأثير إلغاء نظام الكفالة على العمالة البنجالية ؟ - إلغاء نظام الكفالة سيكون له تأثير بعيد المدى على حماية حقوق الطبقة العاملة، ومما لا شك فيه أن نظام التوظيف القائم على العقود الذي تم إدخاله حديثاً سيقطع شوطاً طويلاً في حماية العمال من دفع أي أموال غير مصرح بها إلى الوسطاء الذين لا ضمير لهم، كما سيحميهم أيضاً من الوقوع ضحية للوعود الكاذبة التي يقدمها هؤلاء الوسطاء. > وما هي انطباعاتكم عن استعدادات قطر لكأس العالم 2022؟ - سعيد جداً بالاستعدادات الجارية لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، والتي تعتبر مسألة ذات أهمية كبيرة في دولة خليجية مسلمة، كما نشعر بالفخر لأن دولة شقيقة ستنظم مثل هذا الحدث الرياضي الضخم بطريقة مذهلة، وأثق أن قطر قادرة على تقديم كأس عالم لا تُنسى وبدعم كامل من جميع الدول الصديقة، ويسرني أيضاً أن حكومة قطر حريصة جداً على تطوير معاييرها ليس فقط في قضية العمالة ولكن بكل شيء يتعلق بتنظيم كأس العالم. > وماذا يعني لكم مشاركة الأيدي البنجالية في مشاريع المونديال؟ - نشعر بالفخر بأن قطر تستضيف هذه اللعبة وبالتأكيد أنا سعيد جداً أن شعبنا يشارك مباشرة في بناء مشاريع مختلفة من شأنها أن تسهم في إقامة الحدث بسلاسة وشعبنا يشعر بالفخر بذلك. > وبالنسبة للتبادل التجاري بين البلدين ومساعي تنميته ؟ - حجم التجارة لا يصل إلى مستوى الإمكانيات المتوفرة لدى البلدين، ولا يزيد على 250 مليون دولار أمريكي.. ونحن الآن بصدد تنويع علاقاتنا التقليدية القائمة على العمالة والخروج إلى افتتاح قطاعات مستدامة أخرى مثل التجارة والأعمال والاستثمار، وهدفنا هو تسهيل زيارات الوفود التجارية بين البلدين حتى يتمكنوا من الاطلاع بأنفسهم على الإمكانيات والاستفادة منها بشكل صحيح من أجل المنفعة المتبادلة. > طال الحديث عن استيراد بنجلاديش للغاز القطري، ما جديد هذه المباحثات ولماذا التأخير؟ - ظلت مسألة استيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر موضع نقاش ومفاوضات منذ فترة طويلة وأعتقد أنها استغرقت وقتاً طويلاً بسبب عدم تمكن بنجلاديش من إنشاء محطة لبدء نقل الغاز الطبيعي المسال المطلوب جداً لمواجهة نقص الطاقة في بلادنا النامية بسرعة.. ومع ذلك، أبرمنا بالفعل عقوداً مع عدد من الشركات الأمريكية والهندية وبدأنا في غضون ذلك بناء المحطات العائمة والأرضية المطلوبة، ونأمل أن توقع بلادنا قريباً على اتفاق طويل الأجل مع قطر لاستيراد الغاز الطبيعي المسال عند الانتهاء من عملية التفاوض. > وماذا عن فرص الاستثمار ببنجلاديش والحوافز المقدمة للمستثمرين؟ - أجرت حكومة بنجلاديش إصلاحاً كافياً لنظامها الاستثماري مع رؤية واضحة لجذب الاستثمار الأجنبي المطلوب جداً لتنمية اقتصادنا، والمتوقع أن تصبح بنجلاديش من الدول متوسطة الدخل بحلول عام 2021 وبلداً متقدماً بحلول عام 2041. وهناك عدد كبير من القطاعات المحتملة لا تزال جديدة وواعدة للاستثمار، مثل الطاقة وتطوير البنية التحتية والموانئ البحرية والمطارات والاتصالات السلكية واللاسلكية والصناعات الصغيرة والمتوسطة والعديد من القطاعات الأخرى، والتي يمكن أن تكون جذابة جداً للمستثمر القطري. ويمكن أن يستفيد المستثمرون استفادة كاملة من العديد من التسهيلات والحوافز التي تقدمها الحكومة، بما في ذلك إعادة الأرباح كاملة إلى بلادهم دون أي صعوبة. كما يقوم البلدان حالياً بالعمل على توقيع اتفاق بشأن تعزيز وحماية الاستثمارات لضمان الحماية الكاملة للاستثمار الذي سيجري في البلدين. > وبالنسبة للمحادثات مع جهاز قطر للاستثمار؟ - نحن على اتصال مع جهاز قطر للاستثمار لاستكشاف إمكانيات استثماره في المناطق المحتملة في بنجلاديش. وعقد اجتماع مثمر بين رئيس منطقة الصادرات البنغالية ومسؤولين في جهاز قطر للاستثمار مؤخراً، وقرروا أن نقدم تصوراً لمشروع يمكن النظر فيه من جانب جهاز قطر للاستثمار وإمكانية دعمه مالياً لتطوير منطقة تجهيز الصادرات بالكامل في بنجلاديش.. ومن المتوقع أن يتم أيضاً طرح قضية الاستثمار خلال زيارة وزير خارجية بنجلاديش. > وكيف ترى الدور القطري في التعامل مع أزمات المنطقة؟ - نقدر عالياً الدور القطري لأن قطر بلد محب للسلام، وتلعب دوراً نشطاً، وتبذل جهوداً من أجل التوصل إلى حلول سلمية لمختلف النزاعات الدولية والإقليمية من خلال تنظيم مؤتمرات وحلقات نقاشية وندوات مختلفة. كما تقدم دعمها المالي والإنساني بطرق متنوعة بما في ذلك مؤسسة قطر وإعادة تأهيل السكان الذين دمرتهم الحروب في مختلف البلدان الإقليمية. ويقدر المجتمع الدولي سياسة قطر تجاه ثقافة السلام والتعامل مع المسائل الأمنية من الناحية الإنسانية تقديراً عميقاً.

مشاركة :