«الرمد الربيعــي» .. المرض الموسمي للعين

  • 3/26/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في بداية فصل الربيع يصبح الجو مشبّعاً بغبار الزهور، وتزيد نسبة حبوب اللقاح في الجو، وترتفع درجات الحرارة، ونتيجة لذلك تظهر على البعض نسب متفاوتة من الحساسية التي تهاجم العين، والجهاز التنفسي، وتختفي هذه الحساسية تدريجياً مع برودة الطقس، ثم تعود لتظهر مرة أخرى في موسم الربيع التالي، ومرض «الرمد الربيعي» أحد أنواع الحساسية، وهو غير مُعد، ويعد من الحالات المزمنة أكثر من غيره من أمراض العيون، وعادة تنتهي نوبات المرض عندما يكبر الشخص.الرمد الربيعي شائع الحدوث في جميع أنحاء العالم، وبخاصة في المناطق المدارية والحارة، مثل بلاد حوض البحر المتوسط، والشرق الأوسط، وإفريقيا، والقارة الهندية، التي يكثر فيها وجود عوامل للحساسية، خلال فصول معينة في السنة، وعادة يترافق بوجود خلفية شخصية، أو عائلية، للتأهب للحساسية، والرمد كلمة تطلق على أي التهاب خارجي للعين، أما الربيعي فهي نسبة إلى فصل الربيع، وهي حساسية مزمنة تصيب ملتحمة العين، الغشاء المخاطي الرقيق الذي يغطي بياض العين المسمى بالصلبة، وكذلك يبطن الجفون من الداخل.إفراز الهستامين تحدث حساسية الرمد الربيعي نتيجة تفاعل عوامل بيئية خارجية مع ملتحمة العين، ما يؤدي إلى إفراز مواد كيميائية، مثل الهستامين وغيرها، تؤدي إلى التهاب العين والحساسية، وهي حالة فردية نتيجة اضطراب في جهاز المناعة، ووجود استعداد وراثي في الجسم للحساسية، ومن أهم هذه العوامل التي تساعد على حدوث هذه الحالة المرضية حبوب اللقاح من الأشجار، والحشائش، والمزروعات، التي تكثر وتنتشر في فصل الربيع، وكذلك الرياح المحملة بالأتربة والغبار، وارتفاع درجات الحرارة، وأشعة الشمس، خاصة الأشعة فوق البنفسجية في فصل الصيف، والملوثات الهوائية، مثل عوادم السيارات وغيرها، إضافة إلى ذلك هناك عوامل تسبب حساسية طوال العام، وليس في المواسم فقط، مثل وبر الحيوانات الأليفة، كالقطط والطيور، وعث الفراش، والغبار المنزلي، والفطريات المنزلية على الأرضيات، وجدران المطابخ، والحمامات، وقواعد الأجهزة المنزلية.حكة في العينين تتفاوت أعراض الرمد الربيعي من مريض إلى آخر، سواء كان ذلك من حيث شدة المرض، أو تكراره، أو أسبابه، ومن الممكن أن تحدث حساسية العين وحدها، أو مع الحساسية الأنفية، وحساسية الجلد، كالأكزيما مثلاً، والعين الحمراء وصف شكلي للعين نتيجة لأي التهاب، أو تلوث يصيبها، وله أسباب متعددة، من أهمها، إضافة للحساسية، التهابات العين الفيروسية والبكتيرية، والإصابات، ووجود الأجسام الغريبة في العين، وانسداد مجرى الدمع، لذلك فإن السبيل الوحيد للتشخيص استشارة طبيب الأسرة، أو اختصاصي أمراض العيون، وأبرز أعراض الرمد الربيعي حكة في العينين، وسبب هذه الحكة إفراز مادة الهيستامين، وإفرازات مخاطية صفراء، أو بيضاء اللون، وتتكون على شكل خيوط لزجة وهو ما نسميه العمص الذي يظهر صباحاً، وهبوط الأجفان العلوية، ثم تظهر في الجفن نتوءات صغيرة لا تلبث أن تصبح كبيرة متراصة مع بعضها بعضاً، ما يؤدي إلى ألم شديد وانتفاخ في الجفن، وينتج عنه أيضاً عدم القدرة على تحمل الضوء، ويمكن أن تظهر تورمات ليفية حول القرنية تنمو فوق القرنية نفسها، ما يؤدي إلى انخفاض شديد في حدة النظر، كما من الممكن أن يظهر تلون جيلاتيني بالملتحمة حول القرنية، ومن الجائز حدوث شرخ، أو قرحة بالقرنية نتيجة الحك والفرك، وأيضاً الإحساس بجسم غريب في العين، وزيادة الدموع، واحمرار في العينين، وعدم القدرة على تحمل الضوء، وضعف النظر في الحالات المتقدمة نتيجة التهابات، أو تقرحات في قرنية العين، وأيضاً في الحالات المتفاقمة يمكن أن يصاحبها تشنج وصعوبة في فتح الأجفان، وتختلف شدة هذه الأعراض من مريض لآخر، كما من الجائز أن تختلف حدتها تبعاً لفصل معين خلال السنة، حيث تكون أكثر شدة خلال موسمي الربيع والصيف، وتخف خلال الخريف والشتاء. ممنوع فرك العينين لا يوجد علاج شاف لمرض الرمد الربيعي، حيث إن الدواء يعمل على تخفيف الأعراض، والحساسية سوف تعود عند التعرض للعوامل التي تسببها مرة أخرى، وعامةً مطلوب عدم فرك العين إطلاقاً، ففرك العينين يمكن أن يجعل الأمور أكثر سوءاً، إذ إنه من الممكن أن يسبب إطلاق الخلايا البدينة للمزيد من المواد الكيميائية التي تسبب مزيداً من الشعور بالحكة، ويمكن تخفيف الحكة والاحمرار بالكمادات الباردة، حيث توضع على جفن العين لمدة عشر دقائق مرات عدة يومياً، وأيضاً الابتعاد عن الأشياء التي تسبب الحساسية، مثل الغبار والأتربة والحشائش، ويعتمد علاج المرض على المعالجة الدوائية والوقائية، والعلاج غالباً ما يكون على شكل قطرات عينية في الحالات الخفيفة، لتخفيف الحكة والاحمرار، ولكن لفترة قصيرة، حيث تخف فاعلية هذه الأدوية إذا استخدمت فترات طويلة، مع إمكانية إحداث أعراض جانبية، وهناك بعض القطرات التي تؤثر في الخلايا المفرزة لمواد الحساسية، وتعتبر حجر الزاوية في العلاج، حيث إنها توصف لفترات طويلة، لخلوها من الآثار الجانبية، وفعاليتها إذا أعطيت فترات كافية، ويشعر المريض بالتحسن ولكن بعد فترة غير قصيرة من استخدام هذه الأدوية، كما أنها تخفف من هجمات المرض في المستقبل.قطرات الكورتيزون أما في حالات مرض الرمد الربيعي الشديدة، فتعطى قطرات تحتوي في تركيبها على الكورتيزون، ولا يمكننا الاستغناء عن قطرات الكورتيزون، لسرعتها في التأثير خلال فترة قصيرة، إلا أن استعمال هذه القطرات لمدة طويلة من الجائز أن يسبب مضاعفات خطرة للعين، مثل حدوث المياه البيضاء، أو ارتفاع ضغط العين، لذلك يجب استعمال هذه القطرات تحت إشراف طبيب العيون، وعدم تكرار استخدامها وشرائها من الصيدليات من دون استشارة المختص، وفي حالات نادرة عند عدم استجابة المرض لكل الأدوية السابقة، من الممكن اللجوء لاستخدام قطرات مثبطات المناعة، ولكن تبقى هذه حالات خاصة، يكون فيها المرض شديداً، وخيار الجراحة يبقى مطروحاً، لإزالة بعض الحليمات الضخمة من الأجفان، إذا أدت لحدوث تقرحات في القرنية، أو كانت ضخمة لدرجة أدت لهبوط الأجفان، واستخدام المضادات الحيويّة في الرمد البكتيري، ولكن إذا كانت الإصابة نتيجة فيروسات فإنه لا يوجد عِلاج له، وإنما ينتهي وحده بعد إتمام دورة حياته، إلا أنه من الممكن أن تصاحبه حكة شديدة خلال الأيام الأولى.تجنب عوامل التحسس أما المعالجة الوقائية فعن طريق تجنب العوامل التي تسبب الحساسية، ومعرفتها بواسطة إجراء بعض اختبارات الحساسية، ومعرفة أنواع المواد المسببة لها، كبعض أنواع الزهور، وغبار الطلع وغبار المنزل، وبعض المواد الكيميائية، والروائح المنبعثة من بعض العطور، أو مواد التنظيف، واستخدام بعض الأجهزة التي تساعد على تلطيف الجو في المنازل، وتخليصه من بعض الشوائب، كما يوصى باستخدام بعض قطرات الدموع الاصطناعية في حالات الجفاف، وهي قطرات مرطبة للعين، يمكن استخدامها لتنظيف العين ما يؤدي إلى تخفيف الأعراض، وهي من دون آثار جانبية، أيضاً من الإجراءات المفيدة الابتعاد عن الحر والغبار، وتجنب الأماكن التي تساعد على ظهور هذه الحساسية، واستخدام النظارات الشمسية الأصلية والمزودة بمرشح للأشعة فوق البنفسجية، وخاصية الاستقطاب التي تمنع الأشعة المنعكسة من الأسطح المستوية من الدخول إلى العين، وكذلك تفيد النظارات الشمسية في حماية العين من الغبار والأتربة وأشعة الشمس القوية، مع عدم استخدام العدسات اللاصقة لأنها تزيد من أعراض الحساسية، وبالنسبة للمرأة، يجب تجنب أنواع الماكياج التي تسبب حساسية في العين، وأيضاً عدم إدخال الحيوانات الأليفة إلى المنزل، وغسل اليدين باستمرار بعد التعامل مع الحيوانات، مع تغيير الملابس بمجرد الدخول إلى المنزل، وعامةً مطلوب الاهتمام براحة العين ونظافتها، وأخذ القسط المناسب من النوم من أجل صحة العين وسلامتها.علاجات منزلية هناك بعض العلاجات المنزلية المفيدة في الحالات البسيطة، مثل وضع فوطة ناعمة مبللة بالماء البارد، أو الثلج، على العينين لمدة دقيقة، وتكرار ذلك مرات عدة، واستخدام كمادات من أكياس الشاي الأخضر، حيث يتم غلي أكياس الشاي في الماء ثم تركها لتبرد قليلاً، ثم توضع على العيون لمدة ربع ساعة، ويمكن تكرار هذه الخطوة حتى يتم التخلّص من الحساسيّة، ويمكن مسح العين بقطنة مبللة بالشاي، أو تقطير نقطتين بكل عين، وأيضاً استخدام كمادات من منقوع عشبة البابونج توضع على العين المصابة، وتقطير العين بخليط من عصير البصل مع العسل، ويجب استخدام كميات متساوية منهما، واستخدام كمادات دافئة من مغلي اليانسون، وتترك على العين لمدة ربع ساعة.. الصغار أكثر إصابة تشير الدراسات الحديثة إلى أن أكثر الفئات العمرية المعرضة للإصابة بمرض الرمد الربيعي، هي الفئة العمرية التي يتراوح عمرها ما بين 5 سنوات و20 سنة؛ أي مع بداية سن الطفولة وصولاً إلى مرحلة المراهقة. وعامة تتحسن معظم الحالات عند سن البلوغ. ولاحظت الأبحاث أن نسب إصابة الذكور أكثر من الإناث، ويعتبر الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحارة، هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وذلك لتوافر العديد من العوامل البيئية التي لها دور كبير في العديد من أشكال الحساسية.

مشاركة :