قالت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد اليوم (الأحد) إن التشفير التام للرسائل الإلكترونية عبر خدمات مثل «واتساب» «غير مقبول على الإطلاق»، مشيرة إلى أنه يجب ألا يكون هناك «مكان سري لتواصل الإرهابيين». وكانت وسائل إعلام محلية ذكرت أن خالد مسعود، منفذ هجوم لندن الذي راح ضحيته أربعة أشخاص بينهم شرطي قرب البرلمان البريطاني، أرسل رسالة مشفرة عبر «واتساب» قبل وقت قصير من الهجوم. وقد تكون هناك صعوبات في الضغط على شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة، إذ يحاول مسؤولون دفع تلك الشركات إلى تقديم وسيلة للالتفاف على التشفير، وهي محادثات شهدت تكثيفاً منذ واقعة إطلاق نار جماعي في سان برناردينو في كاليفورنيا. وقالت راد إن «الوقت حان لوقف استخدام الإرهابيين مواقع التواصل الاجتماعي منصة لهم»، وناشدت شركات تطبيقات الرسائل المشفرة مثل «واتساب» المملوكة لـ «فايسبوك» بالتعاون، متراجعة عن السعي إلى إصدار تشريع جديد. وقالت لبرنامج «أندرو مار شو» في «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي): «هذا رأيي... إنه أمر غير مقبول على الإطلاق. يجب ألا يكون هناك مكان يختبئ فيه الإرهابيون. نحتاج إلى التأكد من أن مؤسسات مثل واتساب، وهناك الكثيرون مثلها، لا توافر مكاناً سرياً للتواصل بين الإرهابيين. نحتاج إلى ضمان أن تملك أجهزة الاستخبارات لدينا القدرة على الإطلاع على رسائل واتساب المشفرة». ويبدو أن هجوم الأربعاء سيجدد الجدل في أوروبا حول الخصوصية مقابل السرية الخاصة، بعد تحذيرات مسؤولين أمنيين من استهداف دول غربية في شكل متزايد. وقالت راد التي تولت وزارة الداخلية بعد فترة وجيزة من تصويت بريطانيا لمصلحة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، إن الحال في بريطانيا مختلفة عن أميركا، رداً على سؤال حول موقف شركة «آبل» المعارض لمساعدة «مكتب التحقيقات الاتحادي» (أف بي آي) على فك شفرة هاتف «آي فون» الذي كان يمتلكه أحد مطلقي النار في سان برناردينو. وأوضحت أن «هذا أمر مختلف تماماً. لا نقول افتحوا الباب على مصراعيه ولا نريد أن ندخل إلى (نطاق تخزين الحوسبة) السحابية، لا نريد أن نفعل كل ما هو مشابه لذلك». وتابعت: «لكننا نريدهم أن يدركوا أن عليهم مسؤولية بالتواصل مع الحكومة ومع أجهزة الأمن عندما يكون هناك موقف متعلق بالإرهاب». وذكرت راد أنها تريد تشكيل لجنة على مستوى القطاع في بريطانيا للسماح لشركات التكنولوجيا بتحسين الرقابة على مواقعهم ومنع «الإرهابيين... من استخدام مواقعهم ومنصاتهم».