فشل إصلاح الرعاية الصحية نكسة لخطط ترامب الاقتصادية

  • 3/27/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرئيس الأميركي سعى بقوة إلى كسب ودّ المتشددين المعارضين لمشـروع إصلاح نظـام الرعاية الصحية لكنهم لم يبدوا استجابة. العرب جيمس أوليفانت [نُشر في 2017/03/27، العدد: 10584، ص(10)]فشل ذريع للرئيس الأميركي يعد انهيار مشروع إصلاح الرعاية الصحية، الذي أعطاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أولوية تشريعية بمثابة خسارة محرجة بعد أن ظل يؤكد حتى وقت التصويت في مجلس النواب يوم الجمعة أنه يحظى بدعم جمهوري كاف. وبالنسبة إلى رجل أعمال شهير يصف نفسه بأنه مقتنص صفقات ومزيل عقبات، فإن ذلك يلقي بالشك على قدرة ترامب على تمرير تشريعات مهمة في الكونغرس وفي تحقيق وعوده الجريئة بإحداث تغييرات كاسحة في البلاد. ويريد البيت الأبيض أن يجري هذا العام إصلاحا ضريبيا وأن ينفذ برنامجا ضخما للبنية التحتية، لكن عليه الآن أن يفكر في ما إذا كان تغيير المنهج مطلوبا وما إذا كان بالإمكان التعويل على حلفائه في الكونغرس من أمثال بول ريان رئيس مجلس النواب. ويرى شارلي سايكس المعلق السياسي الجمهوري البارز وأحد منتقدي ترامب الدائمين أنه “أكثر يوم شهد نتائج وتبعات في رئاسة ترامب. لم يكن فشلا فقط بل فشلا مدويا”. وتكشف خسارة ترامب قلة خبرته السياسية بعد أن سحب زعماء مجلس النواب مشروع القانون الذي يلغي برنامج “أوباما كير” ويطرح برنامجا جديدا محله، حين تراجع نواب جمهوريون بعضهم من أقصى اليمين عن تأييدهم له متجاهلين إنذار ترامب “إما تأييد المشروع وإما بقاء النظام الحالي على ما هو عليه”. وقال ترامب بعد سحب مشروع القانون “تعلمنا الكثير عن الولاء وتعلمنا الكثير عن عملية كسب الأصوات.” وأضاف أنه سيمضي قدما في أولويات أخرى. وبدا أن مؤيدين بارزين لترامب تخلوا عنه. ويمثل ذلك انتكاسة لإدارة لم يمض عليها سوى شهرين شهـدت خلالهما استقالة مستشار الأمن القومي ودعاوى قضائية للطعن في قيود على الهجرة وأسئلة كثيرة حول اتصالات بين روسيا وحملة ترامب الانتخابية. وسعى ترامب بقوة إلى كسب ودّ المتشددين المعارضين لمشـروع إصلاح نظـام الرعاية الصحية لكنهم لم يبدوا استجابة، ونفّرت الأحداث معتـدلين كانـوا يؤيـدون المشـروع في البداية. ولجأ ترامب إلى تغيير أسلوبه فتوقف عن محاولة اجتذاب المعارضين المحافظين وأطلق إنذارا لكل الجمهوريين بضرورة دعم المشروع. لكن هذا لم يفلح أيضا. وأخفق ترامب أيضا في إقناع الشعب الأميركي بأن مشروع القانون الجديد أفضل من الذي يسعى إلى إلغائه. وأظهرت استطلاعات الرأي أن المشروع البديل لا يحظى بشعبية تذكر وشكا الجمهوريون المحافظون مـن أن مكاتبهم تتلقى طـوفانا من الاتصالات التي تعبر عن المعارضة الشديدة له. وحمّل النائب جو بارتون مسؤولية الفشل للجمهوريين الذين يهيمنون على البيت الأبيض ومجلسي الشيوخ والنواب ولا يزالون يتعرفون على كيفية الحكم بعد 8 سنوات قضاها أوباما في الرئاسة. وبدا أن جهود ترامب لكسب ودّ المعارضين لمشروع القانون أفسدت العملية أكثر وخاصة إبعاده ريان بدرجة كبيرة عن المفاوضات. ولم تزحزح التنازلات المحافظين عن موقفهم لكنها أثارت غضب المعتدلين. وقال ستيوارت دياموند خبير فن التفاوض في جامعة بنسلفانيا إن أسلوب ليّ الذراع الذي لجأ إليه ترامب أتى بأثر عكسي… إن التهديدات تفسد العلاقات وهي بالقطع لا تجدي في موقف به أطراف متعددة تتوزع بينها السلطة”. وخلص مكتب الميزانية التابع للكونغرس والذي يحلل الأثر المادي لمشروع القانون المقترح إلى أن المشروع سيحرم 24 مليون أميركي من التأمين الصحي خلال 10 سنوات وسيقلص حوالي 150 مليار دولار من عجز الموازنة. وقال النائب الجمهوري بيل هاوزينغا إن ترامب لا يزال يتعرف على دهاليز الحكم “هناك أوجه شبه بين الحكم والنشاط التجاري، لكنهما خطان مختلفان وليس خطا واحدا”.

مشاركة :