نيقوسيا - تتجه الإنظار الى ملعب "آزادي" في طهران حيث تلتقي ايران المتصدرة مع ضيفتها الصين في مواجهة تجمع مدربين أوروبيين كبيرين، الثلاثاء في الجولة السابعة من منافسات المجموعة الأولى للتصفيات الآسيوية المؤهلة الى مونديال روسيا 2018 لكرة القدم. ويبحث المنتخب الإيراني عن الاقتراب خطوة إضافية من بلوغ النهائيات للمرة الثانية على التوالي والخامسة في تاريخه كونه يتصدر المجموعة برصيد 14 نقطة بفارق 4 نقاط عن كوريا الجنوبية الثانية التي سقطت في الجولة السابقة أمام الصين بالذات (صفر-1)، ما أنعش آمال الأخيرة بالمنافسة على التأهل. وتدخل ايران الى مباراتها مع الصين التي تعادلت معها ذهابا دون أهداف، بمعنويات مرتفعة بعد فوزها الجمعة خارج قواعدها على قطر بهدف سجله مهدي طارمي في مباراة شابتها الحساسية بين مدربي المنتخبين البرتغالي كارلوس كيروش والأوروغوياني خورخي فوساتي الذي هاجم نظيره عشية اللقاء، معتبرا أن الأحداث التي حصلت بعد مباراة الجولة الأولى بين المنتخبين (صفر-2)، يقف خلفها البرتغالي لأنه تساءل عن سبب وجود العديد من اللاعبين المجنسين في صفوف المنتخب الخليجي. وقال المدرب البالغ 64 عاما "الأجواء (الحساسة) خُلقت قبل المباراة.. وهذه الأجواء السيئة تسبب بها زميلي السيد كيروش لأنه تحدث عن قطر. تحدث عن قرار الاتحاد القطري لكرة القدم (بضم لاعبين مجنسين الى المنتخب)، وبحسب وجهة نظري هذا الأمر ليس من شأنه، ليس من حقه (التحدث عنه)". ورد كيروش الذي يشرف على المنتخب الإيراني منذ 2011، على نظيره الاوروغوياني نافيا بأنه انتقد سياسة الاتحاد القطري، مضيفا "تعليقاتي كانت بسيطة جدا وشخص يتمتع بخبرة فوساتي يجب ألا يثق بكل شيء يقرأه في الإعلام"، متسائلا "إذا أراد أن ينسب لي كلاما لم يصدر مني، فماذا بإمكاني ان اقول؟". ولم تنته المواجهة بين المدربين عند هذا الحد، بل اتهم كيروش بعد مباراة الجمعة في الدوحة الطاقم التدريبي للمنتخب القطري بالإساءة الى والدته كلاميا، مضيفا "اثنان من الطاقم وجها الإهانات لي باللغة الإسبانية التي أفهمها. لا يحق للناس إهانة الآخرين طيلة المباراة. لم أر في حياتي شيئا مماثلا". وتابع "الأمر الوحيد المتأكد منه، هو أن الطاقم التدريبي ليس بمستوى المنتخب الوطني القطري". ولا يبدو أن كيروش سيواجه مشاكل مماثلة مع خصمه في مباراة الثلاثاء لأنه أعرب عن إعجابه التام بمدرب الصين الإيطالي مارتشيلو ليبي الذي حقق الجمعة فوزه الأول مع فريقه الجديد وجاء على حساب كوريا الجنوبية (1-صفر). والفوز هو الأول للصين في الدور الحاسم ومع ليبي الذي تعادل في مباراته الأولى مع قطر (صفر-صفر). وانعشت الصين التي تعاقدت مع ليبي في 22 تشرين الأول/اكتوبر بعد اكتفائها بنقطة من مبارياتها الأربع الأولى في الدور الحاسم، آمالها بالحصول على إحدى البطاقتين المؤهلتين مباشرة الى نهائيات روسيا 2018 أو المركز الثالث الذي يخول صاحبه خوض ملحق آسيوي وآخر مع رابع الكونكاكاف من أجل بلوغ النهائيات العالمية. ورفعت الصين رصيدها الى 5 نقاط وتخلت مؤقتا عن ذيل الترتيب لقطر (4 نقاط)، فيما تجمد رصيد كوريا الجنوبية عند 10 نقاط لكنها احتفظت بالمركز الثاني أمام أوزبكستان (9 نقاط) التي منيت بخسارة قاتلة أمام سوريا (8 نقاط) بهدف سجل في الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء. وأشاد كيروش بليبي، الفائز مع ايطاليا في مونديال 2006، قائلا في مقابلة نشرت في موقع "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، وقال "ليبي عمل في كل مكان بكرة القدم، وهو سيجعل منتخب الصين أقوى وأكثر ذكاء. نحن نعرف أن منتخب الصين سيكون منظما ومتراصا في الجانب الدفاعي، يجب أن نكون صبورين ونحاول اختراقهم، ولكن يجب أن نكون حذرين من الهجمات المرتدة". وأكد كيروش على أن وجود مدرب مميز بقدرات ليبي سيكون مفيدا لكرة القدم الآسيوية، مضيفا "طريقة إعداد روزنامة مباريات كرة القدم تجعل مهمة الفرق الآسيوية صعبة في المنافسة مع القوى الرئيسية في أوروبا وأميركا الجنوبية، ولكن وجود مدربين من ضمن الأفضل سيساعد... يمكن أن يساعدوا على الارتقاء بالمستوى وجعل قارة آسيا أكثر قدرة على المنافسة". بدوره، رأى ليبي بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" أن على الصين المحافظة الآن على وتيرتها، مضيفا عقب الفوز على كوريا الجنوبية "عملنا بجهد كبير للحصول على هذه النقاط الثلاث لكن هذا الأمر لا يكفي من أجل الحصول على بطاقة التأهل الى كأس العالم. يجب أن نحافظ على هذه الوتيرة والفوز بمباراتنا التالية". وواصل "لا تزال هناك إمكانية لكي نتطور. لم نلعب بنفس المستوى الذي لعبنا به في مباراتنا السابقة ضد قطر" التي ستكون بدورها أمام فرصة أخيرة لكن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق في طشقند أمام منتخب أوزبكستاني قوي أسقط "العنابي" في معقله 1-صفر عندما واجهه ذهابا في السادس من ايلول/سبتمبر الماضي. وعلى ملعب "كأس العالم" في سيول، يدرك السوريون أن تحقيق حلم التأهل لمونديال روسيا للمرة الاولى في تاريخهم مرتبط بنتيجة مباراتهم مع مضيفتهم كوريا الجنوبية. وعلى الرغم من صعوبة المباراة، فإن فوز سوريا على أوزبكستان في الجولة الماضية رفع كثيرا من معنويات السوريين بشكل عام واللاعبين بشكل خاص. وأكد المدير الفني لمنتخب سوريا أيمن الحكيم لوكالة فرانس برس على أهمية المباراة وارتفاع درجة صعوبتها: "هي مباراة مفترق طرق ليست لمنتخبنا فحسب بل لكل فرق مجموعتنا، وستلعب نتيجتها دورا مؤثرا في رسم ملامح الفريقين الأقرب لانتزاع بطاقتي التأهل". وأضاف الحكيم "سندفع بكل ثقلنا للخروج بنتيجة ايجابية تفرح جمهورنا". ومن المؤكد أن تشكيلة منتخب سوريا ستشهد بعض التعديلات في ظل غياب قلب الدفاع عمرو ميداني بسبب تلقيه الإنذار الثاني في مباراة أوزبكستان، ومن المتوقع أن يشرك الحكيم هادي المصري في هذا المركز، مع احتمال تغيير طفيف في خط الوسط. وتبقى معرفة ما إذا كان الحكيم سيعتمد على فراس الخطيب في التشكيلة الأساسية بعد الدور الذي لعبه في الفوز القاتل على أوزبكستان الجمعة. وبدا الطرفان في طريقهما للإكتفاء بالتعادل قبل أن تخطف سوريا فوزها الثاني، بعد ذلك الذي حققته خارج قواعدها على الصين 1-صفر، في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء نفذها عمر خريبين بعد خطأ انتزعه الخطيب الذي دخل في الدقيقة 86 بدلا من محمود المواس. وحقق الخطيب (33 عاما) بالتالي عودة موفقة الى منتخب بلاده الذي غاب عنه منذ 2011 بعد ان رفض المشاركة معه، معلنا دعمه للمعارضة ضد الرئيس بشار الأسد. وكانت آخر مشاركة دولية للخطيب في نهائيات كأس أمم آسيا في قطر في كانون الثاني/يناير 2011، قبل نحو شهرين من اندلاع احتجاجات مناهضة للنظام السوري.
مشاركة :