لندن – يسعى الرئيس الايراني حسن روحاني الذي يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الى الحصول على ضمانات من موسكو بعدم استخدام طهران كـ"ورقة مساومة" من أجل علاقات افضل مع واشنطن، بحسب مراقبين. وعززت روسيا وايران علاقاتهما على مدى السنوات الاخيرة خصوصا بسبب تحالفهما العسكري في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد بالاضافة الى التعاون في قضايا الطاقة والدفاع. لكن انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب يبدو انه خلط الاوراق بين طهران وموسكو اللتين ظلت علاقاتهما قائمة على الحذر طوال عقود. ومنذ حملته الانتخابية وبعد توليه الرئاسة، تبادل ترامب وبوتين عبارات التودد والوعود بعلاقات افضل على خلاف التوتر الذي ساد خلال حكم باراك أوباما. وطالما هاجم ترامب ايران ووصفها بأنها الدولة الارهابية الاولى في العالم وأعلن انه سيراجع الاتفاق النووي الذي ابرمته ايران مع القوى الكبرى، وهو من جهة ثانية اعطى دفعة قوية لاسرائيل التي تنظر اليها ايران باعتبارها "عدوة لدودة". هذا كله يمثل دوافع أكثر من كافية لظهور "قلق كبير في طهران من استخدامها كورقة بيد روسيا لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة" بحسب ما نقلت واشنطن بوست عن المحلل الصحافي الروسي مكسيم سوكلوف. وقال سوكلوف ان روحاني قد يحتاج الى "ضمانات صلبة او على الاقل بعض الثقة" بأن بوتين لن يقوض الدور الإيراني في المنطقة. وثمة مباعث قلق مشابهة لدى القادة الايرانيين حيال العلاقة بين روسيا واسرائيل التي شنت ضربات جوية على أهداف لحزب الله ومواقع لقوات ايرانية في سوريا. وسيكون على روحاني ان يقنع بوتين بالامتناع عن مساعدة اسرائيل درءا لأي مواجهة مع ايران أو التوقف عن "تقاسم المعلومات الاستخبارية الحساسة" التي يمكن ان تضر بالوجود الايراني في سوريا، وفقل لسوكلوف. وتوازن روسيا علاقاتها جيدا مع ايران التي بات موقفها الاقليمي ضعيفا خصوصا بسبب تعدد خيارات موسكو في التعامل مع الولايات المتحدة والدول المؤثرة في الشرق الأوسط. وللمحافظة على هذا التوازن، استدعت موسكو السفير الاسرائيلي في أول احتجاج دبلوماسي على الغارات الجوية في سوريا. واستهدفت عشرات الغارات الإسرائيلية طوال السنوات الأخيرة أهدافاً تابعة للجيش السوري وحزب الله وإيران داخل سوريا، ولم تتوقف تلك الغارات عقب التدخل الروسي في أيلول/سبتمبر 2015، دون أن يصدر عن الجانب الروسي أي ردود فعل مشابهة. كما تأتي زيارة روحاني بعد اربع زيارات على الاقل لموسكو قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو منذ 2016، وكانت تتعلق خصوصا ولدى موسكو اليد العليا على طهران في سوريا التي تستضيف القاعدة الروسية الوحيدة في الشرق الأوسط منذ سنوات طويلة قبل اندلاع الثورة السورية في 2011. وايضا جاء التدخل الروسي حاسما في الحرب وحول دفتها لمصلحة الاسد لا سيما منذ استعادة مدينة حلب، التي كانت يوما ما العاصمة الاقتصادية لسوريا. من جهة أخرى، تلعب قضايا الطاقة دورا مؤثرا بين المنتجين الكبيرين للنفط والغاز في وقت تحاول فيه ايران العودة بقوة الى سوق النفط في اعقاب تخفيف العقوبات الدولية. وقبل مغادرته الى موسكو، قال روحاني الاثنين إن طهران ترحب بالاستثمارات الروسية في حقول النفط والغاز في إيران. وصرح روحاني للصحفيين في مطار مهر اباد في طهران قبل مغادرته إلى موسكو "ثمة إمكانات هائلة للاستثمار الروسي في قطاع الطاقة في إيران." وقال في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الحكومى على الهواء "عرضنا عددا من حقول النفط والغاز على الشركات الروسية. سنرى تطورا كبيرا للتعاون في مجال الطاقة".
مشاركة :