د. بشار الحشاش | روى السفير الأميركي لورنس سيلفرمان تجربته مع داء السكري، وكيف تمكن من علاج نفسه من ذلك المرض، وتخليه عن تناول الدواء بالرياضة فهي طبيب مجاني، بجانب الغذاء الصحي. وقال لـ القبس : اكتشفت إصابتي بالسكري قبل سبع سنوات، وفوجئت بالأمر وبدأت في استخدام الدواء، وكنت أتبع نظاماً غذائياً صارماً، وواجهت مشاكل جراء تناول الدواء، وعندها رأيت أن هناك فرصة أيضاً للأكل بصورة صحية أكثر وممارسة التمارين الرياضية، واستمررت في تناول الأدوية، ولكن كانت هناك أعراض جانبية نتيجة ذلك، واتخذت قراراً بإنقاص الوزن وتغيير النمط الغذائي وتقليل كمية الطعام التي أتناولها يومياً. وتابع: شعرت بالقلق ليس بسبب السكري فحسب، بل مع وجود حالات أمراض قلبية وراثية في أسرتي، وكنت أدرك أن السكري يزيد إمكانية الإصابة بأمراض القلب وكذلك صحة العين، وبالتالي كنت أفكر في أمر أسرتي، كما يفعل الناس، وقلت: عليَّ مهمة تغيير هذا الأمر، وأن أكون بصحة جيدة. دور الأسرة سألناه: هل وجدت دعماً من أسرتك؟ أجاب: بالطبع، ومثل كل مرض فإن دعم الأسر مهم للغاية، وفي حالتي كانت زوجتي تشجعني لأتناول الأطعمة الصحية وتمنعني من أكل بعض الأطعمة السيئة. ولفت إلى أنه غيّر من نمط حياته تدريجياً، فإذا كنت في مبنى وعليَّ صعود طابقين لا أذهب إلى المصعد بل إلى الدرج، وكنت آخذ فترة للمشي والرياضة وركوب الدراجة، فضلاً عن التحرك من المكتب للمشي ما بين وقت وآخر. وأردف: أول مؤشر إيجابي للسيطرة على المرض كان القيام بتمارين رياضية ثم فحص نفسي، ولمستُ تغيراً كبيراً، وعندها أدركت أن الدواء يمكن أن يكون له مفعول، ولكن التمارين الرياضية تأتي بنتيجة أفضل، وهي طبيب مجاني، وبعد ذلك كنت أقيس كمية الهيموغلوبين في الدم كل ثلاثة أشهر وكنت أرى الفرق، وكنت أقوم ببعض التجارب على نفسي، إذ أتخلى عن الدواء وأتناول كمية أكبر من الطعام ليوم أو نحو ذلك، ومن ثم كان مستوى السكر يرتفع، وفي اليوم التالي أقلل كمية الطعام فينضبط القياس وتتحسن الحالة الصحية، وهكذا عالجتُ نفسي بنفسي، وأدركت إمكانية التعامل مع حالتي. تغيير للأفضل وروى السفير لورنس كيف غيّرته هذه التجربة إلى الأفضل قائلاً: لم أكن أعاني من زيادة الوزن، ولكن عندما تكبر بالعمر فإن جسدك لن يكون كما كان في سن الثلاثين أو حتى الأربعين، إذ يتوجب عليك العناية به أكثر من قبل، ويجب عليك ألا تأكل حتى الشبع، وطبقتُ نصيحة إحدى بناتي بأن أترك بعض الأكل في طبقي ودربت نفسي على ذلك. طلبنا من السفير الأميركي تقديم نصيحة لأولياء الأمور الذين لديهم أبناء مصابون بالسكري قال: دعني أتكلم عن نفسي وعن أسرتي وأطفالي، فكرت فيهم، وعندما تبلغ من العمر 50 أو 60 عاماً، فسيكون من الصعب أن تقوم بتمارين رياضية، وهناك العديد من التمارين البسيطة التي يمكنك القيام بها وتعمل فارقا كبيرا في الصحة وليس من الضرورة ممارسة ألعاب القوى مثلا، وهذا غير مطلوب منك، ولكن توجه إلى مكان مفتوح في الهواء الطلق ومارس الحركة اللازمة. أسرتك تستحق صحتك لفت السفير الأميركي لورنس سيلفرمان إلى أن التعامل مع مرض السكري لم يكن بالصعوبة التي تصورتها، لا سيما عندما علمتُ بإصابتي، والأهم هو أن تضع البداية، فأنت لن تدخل سباقاً في ماراثون، وعليك أن تقول لنفسك «يجب أن أتعامل مع هذا الأمر حتى بقية حياتي»، وقد يكون المتبقي من عمرك أكثر مما عشته. وإذا أردت أن تبحث عن سبب يدفعك للحفاظ على صحتك، فانظر فقط إلى أبنائك وزوجتك، فهم يستحقون ذلك. الأطباق الكويتية أشاد السفير الأميركي بكرم الضيافة في الكويت، مشيراً إلى أنه لا يتناول الأطباق التي يتميز بها «مطبخ البلاد»، وقال: أخبر أصدقائي الكويتيين بمرضي فيتفهمون الأمر. وشدد على أن المرض ليس نهاية العالم، ولكنه يعتبر تحدياً جديداً للشخص المصاب به، حيث تجب المحافظة على الصحة، وهذا ما فعلته بعد تشخيص إصابتي بالسكري، وقلت لنفسي إنه تحد لأصبح أكثر صحة، والآن أنا بحال أفضل، وزني أقل وطاقتي أكبر. الصحة.. بيدك قال السفير الأميركي لورنس سيلفرمان: من خلال تجربتي مع داء السكري يمكنني التأكيد على أن «الصحة قرار»، فكل منا بيده الحفاظ على لياقته وحيويته، مشدداً على ضرورة مراعاة كل مرحلة عمرية، فما كنت تفعله وأنت في العشرينات والثلاثينات من العمر لا يمكن أن يستمر في مراحل لاحقة. ونصح باتباع نمط غذائي صحي للوقاية من المرض، وعدم التعرض لمضاعفات إذا أصبنا بالسكري وغيره.
مشاركة :