شهد الوضع الأمني العالمي تردياً كبيراً في السنوات الأخيرة، ويرى مدير جهاز الاستخبارات الألماني، برونو كال، أن تنظيم «داعش» المتطرف يتراجع، لكنه لا يرجح اختفاؤه قريباً. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه مجلة «دير شبيغل» الألمانية: كيف تقيّمون وضع تنظيم «داعش» حالياً في سورية والعراق؟لم يعد مقاتلو تنظيم «داعش» قادرين على تسليح وتجهيز أنفسهم، كما فعلوا في السابق، وفي وقت ما مستقبلاً، ستفرغ خزائنهم. خلافاً للتنظيمات الإرهابية الأخرى، يسعى «داعش» للسيطرة على أراض جديدة. حالياً، يتم طرده من مناطق عدة، وهو يخسر الأراضي، ومع ذلك فهذا لا يعني أنه يختفي. سيستمر التنظيم في لعب دور، وسيحاول الظهور. انتقل التنظيم إلى بلدان أخرى مثل ليبيا؟ نرى أنشطة «داعش» في ليبيا، ونحن نراقب المسلحين النشطين في جنوب الصحراء الكبرى (بوكو حرام) الذين باتوا مرتبطين بالتنظيم المتطرف. ونحن نرى «داعش» أيضاً في أفغانستان، وشبه جزيرة سيناء. هناك نظرية ترى أنه كلما ازداد الضغط على التنظيم المتطرف، ازداد خطر الهجوم في أوروبا، هل هذا صحيح؟ أنا لا أرى ذلك حتمية. بطبيعة الحال يريد التنظيم أن يظل مرئياً، محققاً نجاحات لأتباعه. أين تكمن خطورة مقاتلي التنظيم؟ المخاطر موجودة بشكل متزامن. أولاً، هناك العائدون والمسلحون المدربون، وهؤلاء خطرون إذا كانوا يعيشون حياتهم في الغرب، وهم على دراية بها. ثانياً، هناك أولئك الذين يأتون كجزء من تيار المهاجرين، ولم تكن قد أسندت إليهم إية مهام بعد، لكنهم يتطرفون هنا. ثالثاً، أولئك الذين عاشوا هنا فترة طويلة، وأصبحوا متطرفين. وقد زاد عدد السلفيين زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة إلى 9700. إنه خزان بشري كبير، يمكن أن يصبح عنيفاً في مرحلة ما... هناك تقارير تفيد بتراجع موارد التنظيم المالية؟ لن يفلس التنظيم أو يفقد قدرته على التصرف في المستقبل المنظور، لكن الدخل من إنتاج النفط آخذ في الانخفاض، ويمكننا أن نرى ذلك بوضوح، وكذلك الأمر ينطبق على الضرائب والرسوم، لأن كل خسارة في الأراضي تعني خسارة السكان الذين يمكن ابتزازهم. ما العواقب؟ لم يعد المقاتلون قادرين على تسليح وتجهيز أنفسهم، كما فعلوا في السابق، وفي وقت ما مستقبلاً، ستكون الخزائن فارغة. في المعركة ضد «داعش»، تعد تركيا واحدة من أهم حلفاء ألمانيا، وبالنظر إلى تلك العلاقات، ما رأيك في الاحتكاك الأخير بين الحكومة الألمانية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان؟ في الواقع، أنا لست مخولاً للتعليق على العلاقات بين الحكومة الألمانية والحكومات الأجنبية. من وجهة نظر سيادة القانون، حدثت تطورات في تركيا ليست مطمئنة، والسؤال هو: هل سيظل هذا البلد شريكاً في التحالف الأمني؟ حالياً، يعمل أردوغان على تخريب علاقته مع الغرب، فهل هذا هو الواقع؟ هناك دائماً مراحل أفضل وأسوأ. ويجب على وكالات الاستخبارات أن تعمل أيضاً مع الدول التي لا تتفق مع مبادئنا الدستورية. بسبب موقعها الجغرافي، نحن لا نريد تدمير هذه القنوات.
مشاركة :