في أول لقاء له منذ سنوات، وبعد حرب شرسة على صفحات مواقع التواصل بسبب شائعات مغرضة طالته وطالت وطنيته جعلت محبيه من كافة أنحاء الوطن العربي ينتفضون دفاعاً عنه ليُسقطوا حملة مضادة قد تكون هي الأشرس في تاريخه.. نصير شمة يعلنها: سأعتزل ولكن في انتظار انفراجه سياسية إنسانية!. نصير شمة الموسيقار الكبير الذي ارتبط اسمه بالإبداع في مساحة لا ينافسه بها أحد، أكد أن التجربة الفنية التي يملكها هي تراكم بحث ودراسة واستمرارية في التعلم والتجديد ولذلك يخجله المديح أو الثناء لأنه يرى أنه تلميذ مهما تقدمت به السنوات وأياً كانت المكانة التي وصل إليها، مضيفاً بأنه يملك رغبة دائمة في الاكتشاف، دون أن ينكر خوفه الدائم من المسرح والجمهور في كل مرة يصعد بها إليهم، لأنه يتساءل دائماً: كيف يجعل أصابعه في تحسن مستمر وكيف يتعمق بفكره الموسيقي. الفن يهذب النفوس.. وأفكر بالاعتزال لهذه الأسباب! ولكنه أيضاً وللأسف كشف عن رغبته الشديدة بالاعتزال قائلاً: "أفكر باعتزال العروض الموسيقية حتى المنفردة منها، لأنني أشعر أنني في حالة قلق مستمر أود الارتياح منها، فدائماً ما أفكر ماذا أقدم لهؤلاء الذين يأتون من كل مكان حتى يستمعون إلي، ولذلك ففكرة الاعتزال تراودني بشكل ملح وخاصةً خلال العامين الأخيرين، ولكن ما يجعلني أتردد هو أنني أساهم بريع هذه الحفلات في علاج الأطفال أو مرضى القلب المفتوح أو اللاجئين أو تعليم المحتاجين، وحالة عدم الاستقرار التي يعيشها الوطن العربي تجعلني أستمر لأتمكن من المساهمة والعطاء، وربما إذا انتهت هذه المشاكل على خير سأعتزل لأهدأ فأنا جداً متعب". وعن حفله المرتقب في المملكة وعد بأن يكون في غضون أشهر، مبيناً أنه يناقش موضوع الحفل مع أربعة شركات سيختار الأفضل بينها ويعلن عن الموعد قريباً. وعن أزمته الأخيرة التي طالت وطنيته العربية قال: "الأزمة الأخيرة كشفت لي كم أنا محبوب من قبل السعوديين، ولذلك أنا ممتن للشعب السعودي لأنه الوحيد الذي لم يهاجمني ولم يخذلني وكانوا جميعهم يكتبون عني ويدافعون بقوة، قادوا حملة مضادة ضد الحملة الشرسة التي طالتني فانساق بعض الإعلام خلفها دون أن يتحققوا، كانت وقفة السعوديين مشرفة وسأرد لهم الجميل وأشكرهم بحفل قريب لا يُنسى". ورداً على تساؤلات سيطرحها الجمهور عن اعتزاله قال: "الفن لا ينمو في بيئة غير مستقرة كما يعتقد الناس، بل في بيئة مستقرة مريحة، فالفن ليس للهو بل لتهذيب النفوس والأخلاق وتعليم العطاء وتعليم الإنسان كيف يكون حقيقياً، ولذلك ففكرة الاعتزال أفكر بها بكثرة ولكن أؤجلها بسبب الظروف الحالية الصعبة في الوطن العربي وأشعر أن الله وفقني وساندني حتى الآن لأنني ما زلت قادراً على المساعدة والمساهمة في مشاريع كاليونيسكو مثلاً حيث إنني سفير لهم، ولا أعني بلدي العراق، سأساعد الجميع لأن الإنسانية لا تتجزأ ولكن بالطبع فالاعتزال قريب لأنني مرهق، ولأن الناس لا تعرف ما أعيشه في التحضيرات والبروفات والاجتماعات والحفلات من جهد مستمر فلن تتفهم وهذا من حقهم". ونصح نصير شمة كل العازفين الشباب بضرورة حفظ الجميل والاستمرار في التعلم حتى وإن اجتاز أحدهم سنوات التدريب وأصبحت له مدرسته الخاصة، لافتاً إلى أن النموذج والأيقونة هما أهم ما يجب أن يجده العازف لنفسه.
مشاركة :