نظمت الجمعية السعودية بجامعة نوتنغهام بالمملكة المتحدة برنامجاً يستهدف الأطفال السعوديين المرافقين مع المبتعثين لتوعية المربيات والمختصات المهتمات في مجال التربية والحماية من الإيذاء. وتحقيقاً لرؤية ٢٠٣٠ في تطوير المملكة العربية السعودية انطلق البرنامج " معاً نحو تربية إيجابية" الذي أعدته وقدمته المستشارة المبتعثة أمل محمد بنونة باحثة الدكتوراه في دراسات الطفولة بجامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة وعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، والمدربة المعتمدة في منظمة حماية الطفل NSPCC، ويهدف البرنامج إلى تنمية مهارات التعامل التربوي والإيجابي مع الأطفال بعيداً عن العنف ومعرفة البدائل التربوية للعقاب لتحقيق نمو سليم في بيئة آمنة ومجتمع خال من المشكلات مستقبلاً. حيث يرتكز البرنامج على أربعة محاور أساسية منظمة في أربع دورات منفصلة و متدرجة ( أهمية مرحلة الطفولة - التعامل الإيجابي مع مشكلات الطفولة - توفير بيئة آمنة و حماية الأطفال من الإيذاء - الحماية الشخصية للأطفال من الإيذاء الجنسي ) يتخللها تقديم إرشادات تربوية لتفادي المشكلات التي قد تواجه الأسرة في دولة الابتعاث والمجتمع السعودي. وأوضحت لـ(الرياض): رئيسة الجمعية السعودية بجامعة نوتنغهام أ. الهنوف المطيري باحثة الدكتوراه في تقنية المعلومات بجامعة نوتنغهام حرصنا في الجمعية السعودية بجامعة نوتنغهام على توفير و تنظيم برامج ذات عائد منفعي ملموس لفئات المجتمع المختلفة في بلد الابتعاث بريطانيا، فكان على قائمة البرامج المقدمة، برنامج "معاً نحو تربية إيجابية" حيث يعنى البرنامج بتقديم الإرشادات اللازمة لتطوير مهارات التربية المختلفة للمربيات. وما يميز البرنامج بأنه تطوعي حيث أكدت المستشارة على أهمية تقديم التوعية بتوفير الحماية وانعكاس ذلك على المجتمع السعودي. أضافت المطيري، انطلقت السلسلة التوعوية القيّمة بكل سلاسة من أحضان جامعة نوتنغهام لتقدم للسيدات (شاملةً المربيات والمهتمات بالمجال) على أساليب تربويّة آمنة تساهم في حماية الطفل من الإيذاء وتزيد من كفاءة نموه السليّم، نظراً لأهمية البرنامج وجهت الدعوة لجميع مبتعثات بريطانيا وحظي البرنامج بحضور مميز من مختلف مدن بريطانيا، ولم يقتصر الحضور على المبتعثات السعوديات، حيث حضر البرنامج أخوات من الدول الخليجية كـ عمان والدول العربية كـ لبنان. مما يؤكد على تعطش العقول لمحتوى تربوي قيّم يُنير البصيرة ويُعين على إعداد جيّل واع. ختاماً ومن هذا المنبر تتقدم إدارة الجمعية بخالص الشكر والعرفان للأستاذة القديرة د.أمل بنونة على مساهمتها في إثراء المعرفة ونشر العلم وتوعية الأخوات بأهمية خلق بيئة آمنة تحتضن الطفل وتعزز من وجوده في المجتمع ليصبح غداً عضواً فعالاً ومساهماً في نماء وازدهار العالم. من جانبها أكدت المبتعثة هيفاء محمد العبدلي وهي إحدى المتدربات والمستفيدات من البرنامج، أن عوامل انحراف الأطفال لا حصر لها لكن الثابت أن إهمال الوالدين وعدم الوعي الكافي بأساليب التربية الصحيحة يُشكل عاملاً أساسياً في نشوء جيل يعاني من الكثير من المشكلات النفسية والسلوكية. البرنامج التدريبي بمثابة تعلم أبجديات التربية السليمة لنحظى بجيل رائد نفخر به و بسلوكياته، التوعية ضرورية جداً في مجال التربية فَلَو كانت هناك دراية كافية بأهمية التربية الإيجابية وما سنجنيه من وراء الوعي بهذا الجانب الفعال والذي تنعكس نتائجه على مجتمعاتنا ليعمّها السلام والتسامح، و حضورنا حرص منّا على حماية أبنائنا من الإيذاء و الفئات الضالة و لنحظى بأجيال نفخر بهم و نحصد نتاج هذه التربية على المدى البعيد. نحن بحاجة لهذا الوعي الذي تقدمه هذه الدورات و الملتقيات من متخصصين والتي تجيب عن كثير من التساؤلات كأمهات في تربية أطفالنا والوصول بهم إلى بر السلام.
مشاركة :