قضت محكمة روسية بسجن ابرز رموز المعارضة اليكسي نافالني 15 يوماً، بعدما دانته بتنظيم تظاهرات غير مرخصة في 80 مدينة وبلدة روسية الأحد وإثارة الفوضى وتهديد الأمن العام»، فيما اتهمت السلطات المنظمين بـ «تنفيذ محاولات لاستفزاز الشعب وخداعه»، وبتلقي شبان «مكافآت مالية» للنزول الى الشارع. ورفعت الاحتجاجات، الأوسع ضد النظام منذ عام 2011 بمشاركة حوالى 65 ألف شخص وفق تقديرات المعارضة، شعارات تندد بالفساد وتطالب باستقالة رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف. وانتهت باحتجاز 1030 شخصاً بينهم نافالني الذي قاد الدعوات الى التظاهر. وروى شهود ان شرطيين أدخلوا نافالني الى سيارة فان أحاط بها أنصاره بسرعة حاملين لافتات كتب عليها «ألكسي نحن معك». وقالت أولغا ميخائيلوفا، محامية نافالني: «توقعنا هذا الحكم وسنستأنفه»، علماً انه يهدد بحرمانه من الترشح للانتخابات الرئاسية استناداً الى نص قانوني يقضي باستبعاد ترشح محكومين بارتكاب مخالفات ادارية، علماً ان ناطقة باسم مدفيديف وصفت الاحتجاجات بأنها «هجمات دعائية تمثل موقف نافالني قبل الانتخابات» التي يعتزم خوضها أمام بوتين. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المعارضة الليبرالية التي يمثلها نافالني لا تملك اي فرصة في تقديم مرشح قادر على زعزعة موقع بوتين الذي يحظى بشعبية كبيرة. لكن نافالني وأنصاره يأملون باستغلال الاستياء العام من فساد المسؤولين لجذب مزيد من التأييد. وفي تعليق اصدره الكرملين، اكد ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس فلاديمير بوتين، ان الكرملين «لا يحاول التقليل من شأن التظاهرات، إذ نحترم حق المواطنين في التعبير عن رأيهم، لكن ذلك لا ينطبق على مجرياتها الأحد لأنها غير قانونية، بعدما اخذ المنظمون المواطنين الى اماكن تجمهر غير مرخصة وغير خاضعة لإجراءات حماية أمنية مناسبة، وعرضوهم للخطر». وقلل بيسكوف من اهمية غياب تغطية التظاهرات عن كل محطات التلفزيون الروسية، التي «تطبق سياساتها التحريرية، وتعرض بالتالي ما تعتبره مهماً فقط». الى ذلك، رفض بيسكوف دعوات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إطلاق المعارضين الذين اوقفوا في التظاهرات، وقال: «لا نقبل هذه الدعوات، لأن الشرطة تعاملت بمهنية عالية، وطبقت القانون في شكل جيد، وهي جمعت أدلة على تلقي مراهقين موقوفين مبالغ نقدية من منظمي الاحتجاجات». وكانت الولايات المتحدة نددت باعتقال مئات المحتجين في روسيا، والذي وصفه الناطق باسم وزارة خارجيتها مارك تونر بأنه «إهانة للقيم الديموقراطية»، مضيفاً: «ازعجنا نبأ اعتقال الزعيم المعارض نافالني، ونطالب موسكو بإطلاق جميع المحتجين السلميين فوراً». كذلك، ابدت فرنسا قلقها من حظر الاحتجاجات المناهضة للفساد في روسيا، واعتقال مئات من المتظاهرين خلالها. وحضت موسكو على احترام التزاماتها الدولية بحرية التعبير. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية في بيان: «حرية الاحتجاج والاجتماع والتجمع والتعبير من الحريات الأساسية التي يضمنها الدستور الروسي والالتزامات الدولية التي انضمت روسيا إليها، وندعو موسكو الى احترام هذه الالتزامات».
مشاركة :