متى نقول وداعا للتوتر؟ - د. ناهد باشطح

  • 3/28/2017
  • 00:00
  • 58
  • 0
  • 0
news-picture

د. ناهد باشطح فاصلة: «الدجاجة التي تقاقي بصوت عال ليست تلك التي تبيض أفضل من سواها» - حكمة صينية - لعلني أتفق مع تساؤلات الأستاذ «خالد عباس طاشكندي» الذي أوردها في مقالة نشرت في جريدة عكاظ في 9-7-2013م عن برنامج «الواتس أب» (WhatsApp) وهي: «ما هو أثر هذه التقنيات على سلوكيات النشء في التواصل اجتماعيا؟ وما هو أثر هذا التوسع في استخدام تقنيات التواصل الاجتماعي على ثقافتنا وسلوكياتنا وموروثنا الاجتماعي والديني في التواصل؟ وهل لهذه التقنيات فلسفة خاصة ذات أبعاد أيديولوجية مقننة لدفع المجتمعات الشرقية نحو عولمة مطورة تقنيا بفاعلية مضاعفة، أم أننا في ظل هذه المعطيات نندفع من دون توجه نحو مستقبل مجهول المعالم؟» برأيي أن معظمنا أدمن على برنامج التواصل الاجتماعي «واتس أب» وأن كثيرًا من الدراسات الغربية قد فاجأت الأمريكي بريان أكتون والأوكراني جان كوم، الموظفين السابقين في موقع ياهو، اللذين قدما البرنامج للعالم في عام 2009 بأن كثيرا من مستخدميه سوف يصل بهم الأمر إلى أن يصابون بالاكتئاب والوسواس القهري وذلك بالطبع للشخصيات الحساسة. بالطبع الإشكالية ليست في البرنامج بل في افتقارنا إلى ثقافة التعامل مع التكنولوجيا، فاستعمال البرنامج له أثار إيجابية توصل لها الباحث عيسى المستنير ونشرتها جريدة سبق في عددها الصادر في 17 أغسطس 2014 م فقد درس آثار «الواتس أب» على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة الصغيرة والأسرة الممتدة وبين الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل واستعرض إيجابيات استخدام الواتس أب تحديدا في مجتمعنا «وأن كثيراً من مستخدمي»الواتس أب» وجدوا البيئة الاجتماعية الإلكترونية المناسبة لتبادل أخبار العائلة والأقارب، ومناقشة القضايا المهمة، وحتى ترتيب الرحلات والمناسبات بين أفراد العائلة، وكذلك لتبادل الأخبار والمعلومات الفقهية والاجتماعية والتربوية». إلا أن الجانب المغري في البحث كيف هو تأثير التواصل الكتابي والنصي الجامد من خلال «الواتس أب» في عملية التواصل المباشر الذي بدأ في الاضمحلال، وكذلك تأثير هذا التطبيق على أولادنا في مدارسهم مثلما كشفت دراسة عمانية بأن الواتساب له تأثير سلبي على الإبداع ومهارات التفكير لدى الطلبة في عمان أو دراسة صحية مثل تلك التي نشرت مؤخراً عبر موقع «Fox News»، وأكدت أن شبكات التواصل الاجتماعي ترفع من معدل التوتر والإجهاد وتسبب فقدان المزيد من الوقت والتركيز. ووفقاً للجمعية الأمريكية لعلم النفس، فإن الضغوط العاطفية المفاجئة وخاصة الغضب التي ترتبط باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تؤدي إلى النوبات القلبية وعدم انتظام ضربات القلب وحتى الموت المفاجئ!! فمتى نتساءل عن أهمية تطبيق الواتس أب في حياتنا ونختار بإرادتنا ألا يقتحم الآخرون حياتنا بدون استئذان.

مشاركة :