دعا نائب وزير الخارجية الصيني تشانج مينج إلى تعزيز التعاون الصيني العربي في مواجهة عوامل عدم اليقين التي تسود الأوضاع الدولية والإقليمية فى الوقت الراهن.
وقال -خلال حضوره احتفالية أقيمت في بكين نهاية الأسبوع الماضى بمناسبة الذكرى الـ72 لتأسيس جامعة الدول العربية- إنه يجب على الجانبين الصيني والعربي تكثيف التنسيق والتمسك بالمبادئ الأساسية للتعامل مع شئون الشرق الأوسط بما فيها: مبدأ احترام السيادة والاستقلال وعدم التدخل في الشئون الداخلية، وتسوية الخلافات عبر الحوار السياسي وتخفيف حدة التوتر للقضايا الساخنة، ورفض ربط الإرهاب بدين أو عرق بعينه.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد نائب وزير الخارجية الصيني على دعم الصين إقامة دولة فلسطين ذات سيادة كاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرا إلى أن الالتزام بحل الدولتين أصبح أكثر الحاحًا خاصة في ظل الظروف الراهنة.
وأعلن تشانج أنه سيتم فتح مركز الدراسات الصينية العربية للإصلاح والتنمية خلال عام 2017 بهدف زيادة تبادل الخبرات مع الدول العربية بشأن الحكم والإدارة.
وقال: إنه سيتم كذلك خلال هذا العام عقد الدورة الـ14 لاجتماع كبار المسئولين والدورة الثالثة للحوار السياسي والاستراتيجي على مستوى كبار المسئولين في إطار منتدى التعاون الصيني العربي.
وأكد على حرص الصين على تعزيز التعاون مع الجانب العربي في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، منوها بتحول المنتدى إلى آلية مهمة لتعزيز التعاون الصينى العربي المشترك.
وأشار إلى أن عام 2017 سيشهد الكثير من التبادلات بين الصين والدول العربية حيث ستقام الدورة الأولى لمنتدى التعاون الصيني العربي لنظام بيدو للملاحة الفضائية، وكذا ندوة الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية واجتماع المائدة المستديرة للقضاء على التطرف وغيرها من الفعاليات.
وشدد تشانج على رغبة الصين فى العمل مع الدول العربية لدعم الحوار بين الحضارات، وتشجيع مختلف الدول والأعراق على استكشاف طرق تنموية تتماشي مع تاريخها وتقاليدها وثقافتها وظروفها الوطنية بإرادتها المستقلة.
وأشاد نائب وزير الخارجية الصينى بالدور المهم الذي تقوم به جامعة الدول العربية فى تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء والدفاع عن استقلال الدول العربية وسيادتها وتدعيم مصلحتها الجماعية، مشيرا إلى أن الجامعة أصبحت رمزا لمساعي الدول العربية إلى تعزيز الوحدة والتضامن.
وأكد أن الجانب الصيني يقدر بشدة الدور المهم لجامعة الدول العربية في تدعيم السلام في الشرق الأوسط .
واستطرد قائلا "على مدى أكثر من 60 سنة منذ إقامة العلاقات بين الصين وجامعة الدول العربية في عام 1956، ظلت الصين والدول العربية يتبادلون الدعم والمساعدة وأصبحوا من أعز الأصدقاء والشركاء والإخوة لبعضهم البعض".
وأشار إلى اهتمام الصين بتطوير العلاقات مع الجانب العربي حيث أصدرت أول وثيقة خاصة تجاه الدول العربية في العام الماضي.
وتابع تشانج - في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) - أنه تم تأسيس علاقات التعاون الاستراتيجي القائمة على "التعاون الشامل والتنمية المشتركة" بين الصين والدول العربية بينما أقامت الصين علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة أو علاقات الشراكة الإستراتيجية مع 9 دول عربية.
وأشار إلى أنه بات من الواضح أن الرئيس الصيني شي جينج بينج يولي اهتماما بالغا بشأن دفع العلاقات الصينية العربية.
ففي عام 2014، طرح الرئيس شي معادلة التعاون الصيني العربي "1+2 +3"، وتستكمل هذه المعادلة الطموحة باستمرار.
وذكر تشانج أن في يناير من العام الماضي، قام الرئيس شي بزيارة تاريخية للشرق الأوسط وألقى كلمة مهمة في مقر جامعة الدول العربية، الأمر الذي حدد اتجاه تطور العلاقات الصينية العربية.
وأشار إلى الفضاء الرحب للتعاون الصيني العربي في بناء الحزام والطريق في ظل تقدم عملية التشارك في بناء الحزام والطريق بخطوات مطردة، حيث قد أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية ككل، بينما يتمتع الجانبان بالتواصل الثقافي والإنساني المتوفر والمتنوع، فعلى سبيل المثال، يتبادل أكثر من ألف مثقف وفنان صيني عربي الزيارات كل سنة.
وأكد أنه يمكن للجانبين مواصلة التكامل بين الاستراتيجيات التنموية في إطار التشارك في بناء الحزام والطريق، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا المتقدمة والجديدة.
وتابع مؤكدا الحرص على تعزيز التعاون مع الدول العربية في مجالات الترابط والتواصل والصناعة بما يساعد دول المنطقة على المشاركة في عملية العولمة بشكل أفضل والحصول على الفوائد منها.
مشاركة :