زيارة الملك سلمان إلى عمّان رسالة دعم قوية للأردن في ظروف استثنائية

  • 3/28/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

زيارة الملك سلمان إلى عمّان رسالة دعم قوية للأردن في ظروف استثنائيةالمملكة الأردنية التي شكّل لها موقعها بجانب ساحات عربية غير مستقرة مصدر قلق دائم، كثيرا ما نظرت إلى بلدان الخليج العربي كسند كبير لها للصمود في وجه التهديدات وتجاوز الفترات الحرجة، وهو شأنها اليوم إذ تستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في زيارة تزداد أهميتها بتزامنها مع القمّة العربية التي تحتضنها عمّان وتحرص القيادة الأردنية على إنجاحها.العرب  [نُشر في 2017/03/28، العدد: 10585، ص(3)]ترجمة الوفاق السياسي إلى تعاون متعدد الأوجه عمّان - تضمّنت زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى عمّان وهي تستعد لاحتضان القمّة العربية، رسالة دعم خليجية للمملكة الأردنية في ظرف استثنائي يواجه فيه الأردن بشكل مباشر تبعات الأوضاع المتفجّرة في كلّ من سوريا والعراق ويتحمّل أعباء أمنية واقتصادية وإنسانية كبيرة ناجمة عن تلك الأوضاع. وتجمع بين عمّان وعواصم الخليج بما فيها الرياض، حالة من الوفاق السياسي الكبير كثيرا ما يترجم إلى دعم خليجي للأردن متعدّد الأوجه يساعدها على مواجهة التحديات الناجمة عن وقوعها جغرافيا في بؤرة توتّر وصراع مستمرّين. واستقبلت المملكة الأردنية على أراضيها الآلاف من اللاجئين السوريين الفارّين من الحرب في بلدهم، كما واجهت خلال السنوات القليلة الماضية تحرّش الجماعات الإرهابية بمجالها في ارتباط بالأوضاع الهشّة في كلّ من سوريا والعراق. وترجمت زيارة الملك سلمان من جهة أخرى إصرارا سعوديا على إنجاح القمّة التي تُعلّق عليها آمال للخروج بقرارات استثنائية تستجيب لظروف المرحلة ومتطلباتها. والزيارة التي بدأها الملك سلمان، الاثنين، إلى الأردن هي الأولى له إلى هذا البلد منذ توليه الحكم في يناير 2015. ورافقه في هذه الزيارة وفد رفيع المستوى ضم عددا من الأمراء، ووزيري الدولة، ووزراء الصحة والتجارة والاستثمار والخارجية والنقل، ورئيس الاستخبارات العامة، إضافة إلى عدد من كبار رجال الأعمال السعوديين. وقوبلت الزيارة باحتفاء أردني شعبي ورسمي كبيرين. واستقبل الملك عبدالله الثاني ضيفه في المطار، كما كتب على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر «أرحب اليوم بأخي الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين في بيته وبين أهله».ريم بدران: دعوة للمستثمرين السعوديين للاستفادة من الفرص المتاحة بالأردن وقال بيان للديوان الملكي السعودي سبق إصدارُه الزيارَة بساعات إن الملك سلمان بن عبدالعزيز سيبحث في الأردن “العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”. وسيرأس، حسب البيان ذاته، وفد المملكة في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثامنة والعشرين التي ستُعقد الأربعاء في عمّان. وسجّل تقرير لوكالة الأنباء السعودية بمناسبة زيارة الملك سلمان للأردن تطابق مواقف قيادتي البلدين “تجاه ما يجري في كل من سوريا منذ اندلاع الثورة السورية، وجهود التحالف العربي في الحرب على الإرهاب واستعادة الشرعية في اليمن، وكذلك تنسيق جهود المملكتين مع الجهود الدولية في محاربة التنظيمات الإرهابية ودحرها في سوريا والعراق، وأيضا وقوف البلدين ضد ما يهدد أمنهما واستقرارهما، تجاه التهديدات الإقليمية في المنطقة”. كما أبرز التقرير وجود تعاون سعودي أردني كبير في الجانب الأمني والعسكري والدفاعي، مشيرا إلى اشتراك قوات البلدين في عدّة مناورات عسكرية مثل تمرين رعد الشمال والأسد المتأهب سنة 2015. وفي الجانب الاقتصادي تعتبر السعودية الشريك الأول للأردن، بحجم تبادل تجاري بالمليارات من الدولارات، حيث شكلت نسبة الصادرات الأردنية إلى السعودية حوالي 14 بالمئة في عام 2015 من إجمالي الصادرات الأردنية، في حين شكلت الواردات الأردنية من السعودية ما نسبته عشرين بالمئة من إجمالي الواردات من مختلف دول العالم، كما أنّ السعودية تتبوّأ موقعا متقدما في قائمة المستثمرين في الأردن مع حجم استثمار فاق العشرة مليارات دولار في قطاعات النقل والبنية التحتية والطاقة والقطاع المالي والتجاري وقطاع الإنشاءات السياحية. وقد وقّع الصندوق السعودي للتنمية عام 2015 خمس اتفاقيات لتنفيذ مشروعات تنموية في الأردن بمبلغ إجمالي قدره 176 مليون دولار أميركي. وبمناسبة زيارة الملك سلمان للأردن لفتت ريم بدران عضو مجلس الأعمال الأردني السعودي المشترك إلى أهمية دور القطاع الخاص بالبلدين في تأسيس علاقات اقتصادية تحقق المصالح العليا للشعبين، داعية إلى معالجة العقبات التي مازالت تواجه حجم التبادل التجاري السعودي الأردني الذي يميل لصالح الجانب السعودي. ودعت المستثمرين السعوديين للاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة المتوفرة بالأردن في العديد من القطاعات، ومن الحوافز والمزايا المقدمة التي يعززها الأمن والاستقرار بالمملكة بالرغم من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها دول الجوار. كما أشارت إلى الدعم الذي قدّمه لبلادها قادة دول مجلس التعاون الخليجي بقيمة خمسة مليارات دولار لتمويل المشاريع التنموية والذي تبلغ المساهمة السعودية فيه 1.5 مليار دولار.

مشاركة :