وسط إجراءات أمنية مشددة لتقليص آثار موجة العنف المنتشرة بالعراق، بدأت أمس في العاصمة بغداد والمحافظات العراقية عملية التصويت العام للانتخابات البرلمانية، وفيما يحاول رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون، الفوز بأكثر من 90 مقعداً في البرلمان للاحتفاظ بدور "بيضة القبان" التي يحتاجها الجميع لتأليف حكومة، مبديا استعداده بالتحالف مع أي جهة، إلا أن حلفاء المالكي آثروا الابتعاد عنه ومهاجمته، من مقتدى الصدر إلى عمار الحكيم اللذين اتخذا قراراً بإسقاطه، وكذلك المرجعية الشيعية التي تقف على مسافة من إيران دعت أيضا إلى التغيير. كما رفض رئيس مجلس زعيم ائتلاف "متحدون للإصلاح" النواب أسامة النجيفي، التحالف مع المالكي في المرحلة المقبلة وقال: "ائتلافنا لن يتحالف مع نوري المالكي عقب إعلان نتائج الانتخابات التشريعة في العراق، مهما كانت تلك النتائج"، متهما قوات الجيش بمنع الناخبين في عدد من أحياء بغداد من الوصول إلى مراكز الاقتراع" . وكانت ساعات الصباح الأولى قد شهدت إقبالا ضعيفا من الناخبين سرعان ما تحسن، ولكن بنسب ليست كبيرة فيما شكا مقترعون من بطء عمل جهاز البصمة الإلكترونية في بعض مراكز الانتخاب. وفي محافظة نينوى تعذر افتتاح أكثر من 100 محطة انتخابية لعدم التحاق الموظفين بعملهم، بينما أحبط شرطي من أفراد حماية مركز انتخابي في قضاء بيجي شمال تكريت أمس، هجوما انتحاريا استهدف المركز، إلا أن الهجوم حسب تصريحات العقيد في الشرطة عيسى الجبوري لـ"الوطن"، أسفر عن مقتل الجندي والانتحاري الذي كان يرتدي حزاما ناسفا، إضافة إلى إصابة 8 آخرين. وقال الجبوري إن مسلحين مجهولين: "أطلقوا 9 قذائف هاون على عدة أحياء صباح أمس، من دون تسجيل خسائر بشرية أو أضرار مادية، كما سقطت قذيفة هاون بالقرب من مركز انتخابي في بيجي".