الجهاديون من الدفاع إلى هجمات مضادة أكثر عنف بمحيط الرقة

  • 3/28/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سد الطبقة (سوريا) - تدور معارك الثلاثاء بالقرب من مدينة الطبقة ومطارها العسكري في ريف الرقة الغربي في شمال سوريا اثر هجمات مضادة لتنظيم الدولة الاسلامية على مواقع تقدم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن "شن تنظيم الدولة الاسلامية هجمات مضادة ضد قوات سوريا الديمقراطية لاستنزافها في محيط مطار الطبقة العسكري ومدينة الطبقة المجاورة" التي لا تزال تحت سيطرة الجهاديين. وبدأ التنظيم هجومه بإرسال سيارة مفخخة باتجاه قوات سوريا الديمقراطية المتمركزة بالقرب من المطار، بحسب ما أفاد الذراع الإعلامي للتحالف. واندلعت اشتباكات عنيفة، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية صدت الهجوم وتمكنت من مصادرة ذخيرة ومستودعات صواريخ تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، بحسب صور نشرتها تلك القوات. ومنذ بدء عملية الرقة، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من احراز تقدم نحو المدينة وقطعت كافة طرق الإمداد الرئيسية للجهاديين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية. وتتواجد تلك القوات على بعد 26 كيلومترا شمال الرقة و18 كيلومترا شرقها و29 كيلومترا غربها، أما أقرب نقطة لها منه فتقع على بعد ثمانية كيلومترات شمال شرق المدينة. ولم يبق أمام الجهاديين سوى ريف المحافظة الجنوبي وغالبيته منطقة صحراوية. كما لا يمكنهم الفرار جنوبا إلا عبر قطع نهر الفرات بالزوارق من مدينة الرقة التي تقع على ضفته الشمالية. وأفاد المرصد عن ارسال التنظيم المتطرف تعزيزات من 900 مقاتل تقريبا من مدينة الرقة إلى جبهات القتال حولها. وبحسب عبدالرحمن، تدور حاليا معارك على كافة الجبهات المحيطة بالمدينة "غالبيتها نتيجة هجمات مضادة لتنظيم الدولة الاسلامية". وتترافق المعارك مع غارات لا تتوقف للتحالف الدولي. وبدعم جوي من التحالف الدولي الذي يقصف التنظيم المتطرف، تستعد قوات سوريا الديمقراطية لمهاجمة مدينة الرقة التي تعتبر قلب "الخلافة" التي أعلنها التنظيم. وتندرج السيطرة على مدينة الطبقة وسد الفرات المحاذي لها في اطار حملة "غضب الفرات" التي بدأتها قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف فصائل عربية وكردية، في نوفمبر/تشرين الثاني لطرد التنظيم من مدينة الرقة، معقله الأبرز في سوريا. وتسعى قوات سوريا الديموقراطية بدورها، وفق عبد الرحمن، الى "تثبيت نقاط تواجدها حول المطار العسكري لتحصينه" بعد يومين على طرد تنظيم الدولة الاسلامية منه. وتعد مدينة الطبقة على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات أحد معاقل التنظيم ومقرا لأبرز قادته، وهي تبعد حوالى 50 كيلومترا غرب مدينة الرقة. وبالإضافة إلى مدينة الطبقة، تسعى قوات سوريا الديمقراطية حاليا إلى طرد الجهاديين من سد الفرات، أكبر سد في سوريا ويعرف أيضا بـ"سد الطبقة". وساد الهدوء الثلاثاء في محيط مدخل السد الشمالي باستثناء بعض قذائف الهاون التي يطلقها التنظيم المتطرف بين الحين والآخر. ولا تفارق طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن أاجواء السد، فيما يتجول عناصر قوات سوريا الديمقراطية عند مدخله الشمالي. منسوب مقبول وتوقف سد الفرات عن العمل الأحد نتيجة خروج المحطة الكهربائية التي تشغله عن الخدمة بسبب المعارك القريبة منه، ما هدد بارتفاع منسوب المياه فيه. وغداة ذلك أعلنت قوات سوريا الديمقراطية تعليق القتال قرب السد لأربع ساعات الاثنين للسماح للمهندسين الفنيين الدخول إليه "والقيام بعملهم". وفي وقت لاحق وبعد تأكيدها عدم تعرض السد لأي أضرار، أعلنت المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" جيهان شيخ أحمد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء أن تنظيم الدولة الاسلامية "قام بحشد قواته ومهاجمة قواتنا في المنطقة ما أجبر وحداتنا على الرد واستئناف عملية تحرير السد من جديد". وكانت الأمم المتحدة حذرت في تقرير في فبراير/شباط من أن أي ارتفاع إضافي في منسوب المياه أو ضرر يلحق بالسد من شأنه أن يؤدي إلى فيضانات واسعة في جميع أنحاء الرقة وصولا إلى دير الزور شرقا. ودخل الثلاثاء برفقة الهلال الأحمر السوري عاملون فنيون من سد تشرين (على نهر الفرات في محافظة حلب) للاطلاع على مستوى المياه في السد ومحاولة تخفيف الضغط عنه. وقال أحد الفنيين يدعى اسماعيل الجاسم "تشكل الانفجارات والاشتباكات خطرا على السد"، مناشدا جميع الأطراف "الابتعاد" عنه. وأشار إلى أن "منسوب المياه مقبول"، مضيفا "جئنا إلى هنا لرفع أحد البوابات وتخفيف الضغط". ودارت خلال الأيام الثلاثة الماضية اشتباكات عند المدخل الشمالي لسد لفرات تمكنت قوات سوريا الديموقراطية اثرها من دخول مجمع السد من مدخله الشمالي، وهو مجمع مترامي الأطراف، من دون أن تتقدم أكثر. ولا يزال جسم السد بحد ذاته والجزء الأكبر من المجمع تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية. ويبعد سد الفرات 500 متر عن مدينة الطبقة. وتعتمد المحافظات الواقعة في شمال وشرق سوريا بشكل رئيسي عليه لتأمين مياه الشفة لملايين المدنيين وري مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية. وعلى الصعيد الدبلوماسي، تتواصل في جنيف الجولة الخامسة من المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السورتين برعاية الأمم المتحدة وعلى جدول أعمالها بحث أربعة عناوين رئيسية بشكل متواز هي الحكم والانتخابات والدستور ومكافحة الارهاب. ويلتقي وفد الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية الثلاثاء موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا. ووزع دي ميستورا على المشاركين في المفاوضات ورقة بعنوان "اللاورقة" تتضمن العناوين الأربعة في جدول الأعمال مع بنود تفصيلية لكل منها، وطلب اعداد ردود عليها. وبعيدا عن مقر الأمم المتحدة، التقى وفد الحكومة السورية كل من نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومندوب ايران الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف محسن نظيري لبحث آخر تطورات المفاوضات.

مشاركة :