فهد الأميري (دبي) توصلت شركة «أمازون» أمس إلى اتفاق للاستحواذ على «سوق.كوم»، أكبر منصة للتسوق الإلكتروني وتجارة التجزئة في الشرق الأوسط. ولم يتم الكشف عن قيمة وشروط الصفقة التي قدم الاستشارات الخاصة بها بنك «جولدمان ساكس» ووصفها بأنها «أكبر صفقة دمج واستحواذ على الإطلاق في قطاع التكنولوجيا بالعالم العربي»، إلا أن مصادر مطلعة قالت إن «أمازون» ستدفع 800 مليون دولار ما يجعل قيمة الشركة دون المليار دولار التي سجلتها في تقييم أُجري خلال جولة تمويل لسوق.كوم العام الماضي. ومن المتوقع إتمام عملية الاستحواذ خلال العام الجاري بعد الاتفاق بين الطرفين على الشروط النهائية، حسب ما ذكر بيان مشترك للشركتين أمس. من جانبه، قال راس جراندينيتي، نائب الرئيس الأول للمستهلكين الدوليين في شركة «أمازون» «تتشارك شركتا أمازون وسوق.كوم القيم والتوجه نفسه من حيث الخدمات المقدمة للعملاء والابتكار والتخطيط الطويل الأمد». وأضاف «يعدّ سوق.كوم رائداً وعملاقا للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، ويقدم لعملائه في المنطقة تجربة تسوّق رائعة. لذلك فنحن نتطلع إلى اكتساب المعرفة بالأسواق المحلية منهم وإلى تقديم الدعم لهم مع تقنيات شركة أمازون المتطورة والمتميزة إلى جانب مواردها العالمية. يداً بيد، سنعمل على توفير أفضل خدمة ممكنة إلى ملايين العملاء في الشرق الأوسط». وعلق الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لدى «سوق.كوم»، رونالدو مشحور «اليوم يوم عظيم في تاريخ الشركة، بدأنا هذه الرحلة قبل 10 سنوات، واليوم شراكة مع أمازون، هذه قصة نجاح عظيمة ومدهشة للمنطقة، وبانضمامنا إلى أسرة أمازون، ستُتاح لنا الفرصة للتوسع والارتقاء بعمليات التوصيل مع سرعة أعلى وإتاحة خيارات أكثر للعملاء، فضلاً عن سجل شركة أمازون المتواصل في تمكين البائعين وضمان رضا المستهلكين، ومعاً، ستكون أمازون وسوق.كوم مثل درع واحد في التجارة الإلكترونية العالمية، وستشكّل صفقة الاستحواذ هذه خطوة رئيسة في مسيرة تعزيز مكانتنا ونمو حضورنا لتقديم خدمات أفضل وأشمل لعملائنا في المنطقة». وأضاف مشحور الذي سيواصل العمل مع الشركة أن «جزءا على الأقل من عائد بيع الشركة لأمازون.كوم سيعاد استثماره في أنشطة الشركة، لتعزز بعد الاتفاق قوتها العاملة التي تتجاوز 3 آلاف موظف». وتشمل قائمة مساهمي سوق.كوم حاليا ناسبرز وتايجر جلوبال مانجمنت. وقال خبراء اقتصاديون لـ «الاتحاد» تعليقا على هذه الصفقة الأكبر بالمنطقة في قطاع التكنولوجيا إن استحواذ الشركات الكبرى على شركات أخرى هي سياسة جديدة بدأت الكيانات الاقتصادية الكبيرة انتهاجها مؤخرا لسببين، الأول هو الصعوبات والتحديات الموجودة في الأسواق نتيجة تباطؤ الاقتصاد العالمي، والثاني هو أن الاستحواذ على شركة لديها قاعدة عملاء وأنظمة ثابتة سواء تتعلق بالدفع أو التسويق أفضل من إنشاء شركة جديدة، ما يوفر الوقت والمال. وقال الخبير الاقتصادي عرفان الحسني إن «هناك فوائد مشتركة للطرفين، لأن استحواذ أمازون على حصة وأصول سوق.كوم هو شراء لشركة ناجحة وذات سمعة معروفة على مستوى المنطقة ككل بهدف التوسع، في الوقت نفسه، ستتيح عملية الاستحواذ مزيدا من فرص النمو والتوسع وعرض عدد أكبر من المنتجات بالنسبة لشركة سوق.كوم، في النهاية سيستفيد كل طرف من المزايا الموجودة لدى الطرف الآخر». وأشار عرفان الحسني إلى أن «ظاهرة الاستحواذ بدأت تنتشر مؤخرا خصوصا مع الصعوبات والتحديات الموجودة في السوق العالمية، فحتى الآن يوجد تباطؤ في الاقتصاد العالمي، وتشهد كثير من مناطق العالم ركودا كما هو الحال في أوروبا واليابان، وهناك أيضا تراجع عالمي في النمو انعكس على الشركات الكبرى، من حيث الطلب، وصرنا نسمع عن أسماء شركات كبرى تعرض نفسها للاستحواذ، وفي الغالب تتم عمليات الاستحواذ بين شركات متشابهة مثل بنك مع بنك، ولكن هناك أيضا شركات تقتنص الفرص وهي موجودة في معظم دول الخليج، وهذه الشركات تبحث عن شركات ناجحة وتعمل على شرائها والاستحواذ عليها». ... المزيد
مشاركة :