أبوظبي، الرياض (وام ووكالات) دانت دولة الإمارات العربية المتحدة استمرار مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في استهداف المدن السعودية بالصواريخ الباليستية، الأمر الذي يؤكد مواصلة عمليات تهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة الذي مازال تحت سيطرة المليشيات. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، موقف الإمارات الداعي إلى اتخاذ موقف دولي بخصوص ميناء الحديدة، وذلك لتعزيز عمليات الإغاثة الإنسانية ووصول المساعدات الدولية ومنع عمليات تهريب الأسلحة التي تمارسها المليشيات لإطالة أمد الأزمة ومفاقمة الوضع الإنساني في اليمن. وأوضحت أن استهداف المدن السعودية بالصواريخ الباليستية يدل على أن المليشيات تعمل على تقويض أي جهود سياسية لإنهاء الأزمة اليمنية، وأن هناك أطرافاً إقليمية تعمل على تأجيج الصراع واستمرار عدم استقرار المنطقة خدمة لأجندتها. وكانت قيادة التحالف لدعم الشرعية في اليمن أعلنت أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت صباح أمس 4 صواريخ باليستية أطلقتها مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية من الأراضي اليمنية باتجاه مدينتي خميس مشيط وأبها، حيث تم تدميرها من دون أي أضرار. وأضافت في بيان أن قوات التحالف الجوية بادرت في الحال باستهداف مواقع الإطلاق، مؤكدة أن استمرار المليشيات في استهداف المدن بالصواريخ الباليستية أكبر دليل على استمرار تهريب الأسلحة إلى الداخل اليمني بكل الطرق والوسائل، خصوصاً من ميناء الحديدة. وطالب التحالف لدعم الشرعية في اليمن في وقت سابق بوضع ميناء الحديدة الاستراتيجي الخاضع لسيطرة مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تحت إشراف الأمم المتحدة لتسهيل تدفق الإمدادات الإنسانية إلى الشعب اليمني، ومنع استخدام الميناء لتهريب الأسلحة. فيما قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي مكجولدريك، إن المنظمة تدرس استخدام موانئ غير الحديدة أو إرسال قوافل برية لنقل الأغذية لنحو 17 مليون شخص يعانون الجوع. وأضاف خلال إفادة صحفية في جنيف إن جهود المساعدات في موقف صعب بسبب التمويل غير الكافي وذلك رغم تهديد المجاعة، ولم تتلق الأمم المتحدة سوى سبعة في المئة من 2.1 مليار دولار تحتاج إليها في العام الجاري. وقال مكجولدريك «نواجه صعوبة كبيرة في نقل المواد إلى داخل البلاد بسبب أنشطة التحالف في البحار المفتوحة والتأخيرات في وصول السفن إلى الحديدة وهو الميناء الرئيس في نقل السلع الإنسانية والتجارية إلى البلاد»، وأضاف: «لكن ولأننا نرى احتمال تعرض الحديدة لهجوم بسبب النشاط العسكري الحالي على الساحل الغربي فقد يكون هذا الميناء غير صالح للعمل أو يتعذر الوصول إليه في المستقبل القريب». وأضاف إن الأمم المتحدة تبحث عن خطة طارئة لاستخدام موانئ بديلة مثل عدن وقوافل برية من السعودية وغيرها من البلدان المجاورة. وتابع مكرراً ما أعلنته اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن العالم أمامه ثلاثة إلى أربعة أشهر لإنقاذ الملايين في اليمن من الجوع «أعتقد أن اللجنة محقة.. نرى أن مخزوناتنا من الأغذية في البلاد تكفي لنحو ثلاثة أشهر سواء من وجهة النظر الإنسانية أو التجارية». وكشف مكجولدريك عن عقد مؤتمر إنساني في أبريل المقبل في جنيف برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة من أجل إيجاد حلول سياسية وإقناع المانحين والمؤسسات الدولية بتقديم مزيد من الدعم لتوفير احتياجات أساسية للسكان في اليمن. مؤكدا في الوقت نفسه أن إحلال السلام هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة. وأشار إلى أن اليمنيين أصبحوا يموتون موتا صامتا بسبب الأمراض القاتلة والجوع، وهناك مؤشرات خطيرة حول الخدمات الأساسية من صحة وتعليم إلى جانب تدهور كبير في الاقتصاد الوطني. واتهم وسائل الإعلام المحلية بعدم نقل حقيقة الأوضاع المأساوية وتعريف العالم بحجم الكارثة. ودعا أطراف الصراع إلى الالتزام بالمواثيق الدولية والإنسانية، والعمل على الوصول غير المشروط للمساعدات إلى أنحاء البلاد كافة.
مشاركة :