دبي منصة متكاملة لريادة الأعمال وانطــــــــــلاق الشركات المبتكرة إلى العالمية

  • 3/29/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبراء ومختصون أن استحواذ مجموعة «أمازون» العالمية العملاقة إلى اتفاق لشراء «سوق دوت كوم»، أكبر موقع لتجارة التجزئة عبر الإنترنت في الشرق الأوسط ومقره دبي يأتي انعكاساً لدور الإمارة كمنصة متكاملة لرواد الأعمال وانطلاق الشركات المبتكرة إلى العالمية، حيث تتمتع بمقومات مثالية تحفز نمو المشاريع الناشئة وتدعم نمو أعمالها واستقطاب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم. وكانت مجموعة «أمازون» العالمية العملاقة في التوصل إلى اتفاق لشراء «سوق دوت كوم»، أكبر موقع لتجارة التجزئة عبر الإنترنت في الشرق الأوسط، حيث وصف الاتفاق بأنه «أكبر صفقة تكنولوجيا إقليمية منذ استحواذ ياهو على موقع مكتوب عام 2009»، لتوسع بذلك «أمازون» دائرة انتشارها في المنطقة والعالم. مع هذا الاتفاق سينضم سوق دوت كوم من خلاله إلى عائلة «أمازون»، مما سيتيح له المزيد من الفرص للنمو وعرض عدد أكبر من المنتجات، إضافة إلى التوسع بالأسواق حول العالم. وقال راس غراندينيتي، نائب الرئيس الأول للمستهلكين الدوليين في أمازون: «تشارك أمازون سوق دوت كوم نفس القيم والتوجه من حيث الخدمات المقدمة للعملاء والابتكار والتخطيط الطويل الأمد». وأضاف: «يعدّ سوق دوت كوم رائداً وعملاقا للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، ويقدم لعملائه في المنطقة تجربة تسوّق رائعة. ولذلك فنحن نتطلع على حد سواء إلى اكتساب المعرفة بالأسواق المحلية منهم وإلى تقديم الدعم لهم مع تقنيات أمازون المتطورة والمتميزة إلى جانب مواردها العالمية. يداً بيد، سنعمل على توفير أفضل خدمة ممكنة إلى ملايين العملاء في الشرق الأوسط». درع من جهته، قال رونالدو مشحور الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لدى سوق دوت كوم، «معا سنكون كدرع واحدة في التجارة الإلكترونية عالميا، وتشكّل صفقة الاستحواذ هذه خطوة رئيسة في مسيرة تعزيز مكانتنا ونمو حضورنا لتقديم خدمات أفضل وأشمل لعملائنا في المنطقة». وأضاف: «من خلال انضمامنا إلى أسرة أمازون، ستُتاح لنا الفرصة للتوسع والارتقاء بعمليات التوصيل مع سرعة أعلى وإتاحة خيارات أكثر للعملاء، فضلاً عن سجل شركة أمازون المتواصل في تمكين البائعين وضمان رضاء المستهلكين». ولم يجر الكشف عن قيمة وشروط الصفقة التي قدم الاستشارات الخاصة بها بنك جولدمان ساكس ووصفها بأنها «أكبر صفقة دمج واستحواذ على الإطلاق في قطاع التكنولوجيا بالعالم العربي»، وكانت وكالة بلومبرغ ذكرت في وقت سابق ان «امازون» عرضت مبلغ 650 مليون دولار. هذا ومن المتوقع إتمام عملية الاستحواذ في 2017، بعد الاتفاق النهائي على شروط الصفقة. ونقلت رويترز عن مشحور قوله امس: «إن جزءا على الأقل من عائد بيع الشركة لأمازون دوت كوم سيعاد استثماره في أنشطة الشركة». وتشمل قائمة مساهمي سوق دوت كوم حاليا ناسبرز وتايجر جلوبال مانجمنت.وقال «اليوم يوم عظيم في تاريخ الشركة، نحن نمضي في هذه الرحلة على مدار السنوات العشر الأخيرة واليوم الشراكة مع أمازون هي قصة نجاح عظيمة ومدهشة للمنطقة». وأضاف مشحور الذي سيواصل العمل مع الشركة أن سوق دوت كوم ستعزز بعد الاتفاق قوتها العاملة التي تتجاوز ثلاثة آلاف موظف. تحقيق الحلم وفي كلمة لعملاء الموقع قال مشحور: لطالما حلمنا بدمج إمكانات التقنية والتجارة، توفير تجربة سلسة للتجارة إلكترونية في الدول العربية. أطلقنا سوق دوت كوم قبل 12 عاماً لنقدم أفضل حلول للتجارة الإلكترونية في منطقتنا، وكانت مبادئنا الأساسية ولا تزال متمثلة في الاستفادة من إمكانات التقنيات المتطورة لربط المزيد من الأشخاص بمزيد من المنتجات – إطلاق الإمكانات، الارتقاء بمستويات الحياة في جميع أنحاء المنطقة وتحقيق أفضل تجربة في التسوق الإلكتروني لعملائنا. وتابع: «بفضل الانضمام إلى أسرة أمازون، سيكون بإمكاننا تحقيق قدر أكبر من النمو والاستفادة من استثمارات الشركة العملاقة في المجال التقني وتوفير تشكيلة أوسع من المنتجات عبر موارد عالمية، وتحقيق تجربة متفوقة لخدمة العملاء، إضافة إلى تمكين أمازون المميز للبائعين محلياً وعالمياً». وأكد: «إنه إنجاز هائل في قطاع التجارة الإلكترونية بالمنطقة. وفيما نخطو خطوتنا التالية من مسيرتنا مع أمازون، سيبقى عملاؤنا محور تركيزنا الأساسي وسنستمر في تقديم تجربة سلسة ومتكاملة للتسوق الإلكتروني. نتطلع إلى ثمار هذه الصفقة وما ستعنيه لكم جميعاً في كافة أنحاء المنطقة». سوق دوت كوم ويعتبر أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في العالم العربي، ويعرض أكثر من 8.4 ملايين منتج ضمن 31 فئة من المنتجات مثل إلكترونيات المستهلكين والأزياء والعناية بالصحة والجمال والسلع المنزلية ولوازم الأطفال، ويستقطب الموقع أكثر من 45 مليون زائر شهرياً، وتتم إدارة العمليات محلياً في السعودية والإمارات ومصر. تأسس عام 2005 كموقع للمزادات الا انه توسع لاحقا ليصبح موقعا لتجارة التجزئة، ويوصف بأنه «أمازون الشرق الاوسط». وفي فبراير 2015 أعلن انه جمع 273 مليون دولار من مستثمرين دوليين لتمويل خططه للتوسع. وقال حينها مشحور: «ان سوق التجارة عبر الانترنت يشهد «نموا سريعا جدا»، متوقعا ان تبلغ قيمته التجارية في 2016 نحو 20 مليار دولار». وجرى الكشف عن الاتفاق، بعد يوم من إعلان مجموعة «إعمار مولز» الإماراتية العملاقة أنها تقدمت بعرض بقيمة 800 مليون دولار لشراء «سوق دوت كوم». و«إعمار مولز» هي ذراع مراكز التسوق وتجارة التجزئة التابعة لشركة «إعمار العقارية». وتعد دبي مركزا عالميا للتجارة والنقل والسياحة وبها مقار إقليمية للكثير من الشركات متعددة الجنسيات. ولم يكن عرض «إعمار» أول تحرك نحو شركات البيع عبر الإنترنت من جانب محمد العبار الذي يتولى رئاسة مجلس إدارة إعمار العقارية مشيدة أطول مبنى في العالم. و«إعمار مولز» هي وحدة التجزئة التابعة لإعمار العقارية. وأعلن العبار العام الماضي أنه يخطط لتدشين شركة للتجارة الإلكترونية باسم نون بالشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي. مشاركة جينات وقال غراندينيتي في البيان المشترك إن «أمازون وسوق ودوت كوم يتشاركان الجينات نفسها. حوافزنا هي الزبائن، والتجديد، والتخطيط على المدى الطويل»، مضيفا ان «سوق دوت كوم» نجح في «تصدر المبيعات عبر الانترنت في الشرق الاوسط». ويأتي الاتفاق في وقت تسعى مجموعة «امازون» الى تنويع خدماتها، وبينها اطلاق أولى قنواتها المدفوعة الاشتراك في بداية العام، «انيمه سترايك»، في محاولة للدخول في منافسة مع «نتفليكس» الأميركية. لكن تجارة التجزئة عبر الانترنت تبقى المحرك الرئيسي لعمليات المجموعة التي بلغت قيمتها 26 مليار دولار في اميركا الشمالية و14 مليار دولار في باقي انحاء العالم في الربع الاخير من عام 2016. صناعة تاريخ ونقلت وكالات أنباء عن سميح طوقان رئيس مجموعة جبار للإنترنت والمستثمر في موقع «سوق دوت كوم» في تغريدة في حسابه في تويتر «اليوم نصنع التاريخ». ووصف طوقان وهو احد مؤسسي «مكتوب دوت كوم» الاتفاق مع «امازون» انه «أكبر صفقة تكنولوجيا إقليمية منذ استحواذ ياهو على موقع مكتوب عام 2009». وكان مشحور أسس «سوق دوت كوم» انطلاقا من «مكتوب» بعد انضمامه الى المجموعة في العام 2000 في الإمارات، آتيا من الولايات المتحدة، حيث حاز على شهادة في الهندسة وعمل في شركات عديدة. منافسة شديدة ورغم بروز فرص عديدة في مجال التجارة الإلكترونية تظهر كذلك منافسة شديدة وحاجة إلى التميز، وتسهم التكاليف المتزايدة الناجمة عن العقارات واليد العاملة في دفع الشركات للاستفادة من مزيج مربح يجمع قنوات البيع التقليدية مع الرقمية، ويزداد العبء على تجار التجزئة للمباشرة في اعتماد برامج رقمية لضمان بقاء متاجرهم مبررة الوجود ومربحة. ورغم المساهمة النسبية للتجارة الإلكترونية بإجمالي الناتج المحلي في دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أنها تعتبر أقل بخمس مرات مقارنة مع الدول الأخرى ذات الدخل المرتفع ويرجع ذلك جزئياً إلى تفضيل العملاء للدفع عند الاستلام حتّى لو كانوا يمتلكون بطاقات ائتمان وخصم. وتلعب التكنولوجيا المالية دوراً أساسياً هنا، فهي تسهم في تحسين التجارة الإلكترونية والاستفادة من نموها، كما أن خدمات التقسيط، ستحثّ العملاء على الاعتماد على هذه الخدمات وبالتالي تعزيز نمو الاقتصاد الرقمي. وقد أصبحت الشركات التقليدية تهتم بشكل أكبر بحلول المدفوعات، مثل خطوط الطيران والفنادق وشركات الاتصالات، سعياً إلى تقديم خدماتها بصورة رقمية. أصوات ويقول وليد فزع الشريك في ومضة كابيتال: نريد أن نرى نموا سريعاً في التجارة الإلكترونية، وننظر إلى التكنولوجيا المالية على أّنها ما زالت في بداياتها وتواجه الكثير من القوانين التي تشكّل عائقاً، وبالتالي نحن قادرون على الاهتمام بها وهي في مراحلها الأولى. ويرى داني كرم، نائب رئيس لدى بوز ألن هاملتون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تطوّرات التجارة الرقمية تسهم بنمو تجارة التجزئة وفي حال تم استغلالها، فإن هذه الفرصة لن تقلل من الضغوط الاقتصادية التي يواجهها قطاع التجزئة فحسب، بل ترتقي به لمستويات جديدة. ولكن ذلك مرتبط بإدراك تجار التجزئة كيفية الاستفادة من المنصات الرقمية على أكمل وجه وتحويل كمّ المعلومات وبيانات العملاء لنتائج ملموسة، فمجموعة البيانات الضخمة تمثّل فرصة لتجار التجزئة وباستفادتهم من البيانات، يمكن تصميم عروضهم لتعزيز المبيعات، في الوقت الذي يعززون فيه عائداتهم على الاستثمار. لكن هذا الواقع يكثّف الضغط على تجار التجزئة لإعادة صياغة طريقة تفاعلهم مع العملاء وتكييف نماذجهم في العمل. ولقد تمكّنت الشركات الكبرى عبر استثماراتها في هذا الحقل من رفع المعايير الى درجة أصبح فيها المستهلك يتوقّع الحصول على خدمات موثوقة وسريعة تنافس تلك المقدّمة من أفضل تجار التجزئة في المتاجر. وقالت نورما تقي، رئيس فريق قطاع التجزئة والمستهلكين في «بي دبليو سي» الشرق الأوسط، إن التجارة الالكترونية تستحوذ على تركيز جميع الشركات العاملة في قطاع التجزئة والتي باتت تلجأ إلى خيارين أساسيين يتجسد الأول في تأسيس منصة خاصة بالتجارة الالكترونية للشركة، أما الثاني فيتم من خلال التوسع العضوي بالاعتماد على الاستحواذات. وأشار ستيف بليمسول، رئيس القطاع الرقمي والبيانات في بي دبليو سي الشرق الأوسط إلى أن صفقة الاستحواذ ستسهم في تسريع التحول في التجارة الالكترونية على مستوى المنطقة وذلك من مجرد التركيز على صفقات البيع إلى التركيز أكثر على التفاعل مع العملاء كمحور أساسي في العمليات. لافتاً إلى أن العامل الأهم في هذه الخطوة يتمثل في قوة العلامة التجارية لشركة «أمازون» بما تتمتع به من ثقة عالية لدى العملاء وإرث عريق في الابتكار، مما يساهم في رفع أنشطة العملاء لدى سوق دوت كوم بشكل كبير فضلاً عن دور الصفقة في دعم التوجه من متاجر التجزئة التقليدية إلى المبيعات عبر المنصات الرقمية. ويرى خبير التسويق الإلكتروني بيتر سليبوم أن قطاع التجارة الإلكترونية شهد بالسنوات الأخيرة نمواً متسارعاً بمعدل الضعف سنوياً، ويسهم في ذلك تطور تكنولوجيا المعلومات، ومن المتوقع أن تشهد قطاعات بعينها نموا أكثر من قطاعات أخرى، مثل التجزئة في الأزياء وألعاب الأطفال والبقالة، وقطاع السفر الذي يستحوذ على حصة كبيرة من حجم التجارة الالكترونية، إضافة لخدمات التجميل والعناية الشخصية. وبين سليبوم أن الإمارات تحتل المركز الأول في حجم التجارة الإلكترونية على مستوى دول الخليج، وقد ازدادت حصتها على مستوى العالم بشكل مطرد في السنوات الاخيرة. ويرى مانيش هيرا رئيس منظمة رواد الأعمال في الإمارات أن التجارة الالكترونية مجال خصب لرواد الأعمال الشباب، إذ لا يزال السوق في هذا القطاع غير مشبع لكونه حديثا نوعا ما، ومع تحول العالم إلى الاقتصاد الرقمي، بدأت تظهر في المنطقة تجارب ناجحة، أثبتت ذاتها ودخلت خلال فترة زمنية قصيرة بقوة إلى السوق.

مشاركة :