أنور إبراهيم (القاهرة) قبل نحو 15 شهراً من انطلاق نهائيات كأس العالم بروسيا 2018، تواجه بعض المنتخبات الوطنية صعوبات شديدة في مشوار التصفيات المؤهلة لنهائيات المونديال، الأمر الذي قد يهدد عدداً من نجوم الكرة العالمية بعدم اللعب في هذه البطولة الأهم في عالم كرة القدم.. نجوم لطالما أسعدوا الجماهير المحبة للكرة بفنهم وأدائهم الراقي ومواهبهم اللافتة مع الأندية الأوروبية الكبيرة التي يلعبون لها.. ومن أبرز هؤلاء النجوم: الويلزي جاريث بيل نجم ريال مدريد الإسباني والهولندي أرين روبن المتألق في صفوف بايرن ميونيخ الألماني، والتشيليان أليكسيس سانشيز هداف أرسنال الإنجليزي، وأرتورو فيدال نجم وسط بايرن ميونيخ، والجزائري رياض محرز لاعب ليستر سيتي الإنجليزي، والجابوني بيير ايميريك أوباميانج نجم وهداف بروسيا دورتموند الألماني.. والسبب الرئيس لاحتمال حرمان هؤلاء النجوم من شرف اللعب في المونديال، هو الأداء الباهت لمنتخبات بلادهم. والمؤسف أن تألق هؤلاء النجوم مع أنديتهم لم ينعكس على أدائهم مع منتخباتهم التي تعاني أشد المعاناة في رحلة التصفيات المؤهلة للمونديال. وأول هذه المنتخبات، منتخب ويلز الذي تراجع مستواه كثيراً عما كان عليه في «يورو 2016»، عندما قدم أداءً رائعاً ووصل إلى الدور قبل النهائي لهذه البطولة، وخسر من البرتغال صفر/ 2 وخرج بشرف. لكنه يحتل المركز الثالث في مجموعته الأوروبية التي يتصدرها منتخب صربيا وجمهورية أيرلندا برصيد 11 نقطة لكل منهما في 5 مباريات، بينما رصيد ويلز 7 نقاط فقط بالتساوي مع منتخب النمسا الذي يحتل المركز الرابع، ما ينبئ بأن موقفه بات صعباً في اللحاق بالمتصدرين للمجموعة، خاصة أن منتخب ويلز سيحل ضيفاً على منتخب صربيا في ملعبه في يونيو القادم، وهى مباراة حاسمة ومهمة في تحديد موقف ويلز من استمرار المنافسة، ثم يلتقي الفريق في آخر مباريات هذه المجموعة مع منتخب جمهورية أيرلندا الذي ينافس بدوره على قطع تذكرة التأهل للمونديال الروسي. ولم تكن الأهداف الأربعة التي سجلها جاريث بيل في المباريات الخمس التي لعبها منتخب ويلز كافية لتعزيز وضع منتخب بلاده في المجموعة، والأمل الوحيد لهذا المنتخب يتوقف على تألق نجمه الملقب بـ «قطار كاراديف السريع» تألقاً غير عادي في قادم المباريات، إذا كان يريد أن تكون له فرصة في التأهل ونيل شرف اللعب في المونديال. أما منتخب هولندا المهدد بدوره بعدم التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة، فقد خسر مؤخراً صفر/ 2 من منتخب بلغاريا، وهى الخسارة التي أطاحت داني بليند المدير الفني للفريق من منصبه. واحتل هذا المنتخب المركز الرابع في مجموعته برصيد 7 نقاط فقط، في حين أن منتخب فرنسا المتصدر لديه 13 نقطة، يليه منتخب السويد 10 نقاط، ومنتخب بلغاريا 9 نقاط، ما يعني أن فرص هولندا في التأهل باتت شبه معدومة، وبالتالي قد تخسر جماهير الكرة مشاهدة نجم كبير بحجم أرين روبن الذي لم يلعب خلال التصفيات سوى مباراتين فقط بسبب إصابته. منتخب هولندا سيواجه منتخب السويد في آخر مباريات المجموعة، وهي مباراة حاسمة، وقبلها سيواجه منتخب فرنسا في شهر سبتمبر المقبل، وهما لقاءان في غاية الصعوبة.. وهكذا أصبح وضع هولندا شائكاً للغاية، ما يعني إمكانية حرمان روبن من نيل شرف اللعب في المونديال. وتراجع منتخب تشيلي الذي يضم بين صفوفه نجمين لا يشق لهما غبار، هما أليكسيس سانشيز وأرتورو فيدال، إلى المركز السادس في تصفيات مجموعة أميركا الجنوبية المؤهلة للمونديال.. والمطلوب تأهل المنتخبات الخمسة الأولى فقط. ومع ذلك هناك أمل بالنسبة لتشيلي، إذ إن فارق النقاط بينها وبين المنتخبات التي تتقدم عليها ليس كبيراً، فهي تتساوى في عدد النقاط (20 نقطة) مع منتخب الإكوادور خامس الترتيب، وتقل نقطة واحدة عن منتخب كولومبيا رابع الترتيب، ونقطتين عن الأرجنتين ثالث الترتيب، وثلاث نقاط عن أوروجواي ثاني الترتيب، بينما يحلق منتخب البرازيل وحده على القمة برصيد 30 نقطة كاملة. ويحتاج سانشيز وفيدال إلى بذل المزيد من الجهد في المباريات المقبلة، حتى ينعشا فرص منتخب بلدهما للتأهل للمونديال، وإلا فإن الجماهير العاشقة لكرة القدم ستحرم من هذين النجمين الكبيرين.. وقد تحرم أيضاً من النجم خاميس رودريجيز لاعب ريال مدريد، إذ إن منتخب كولومبيا بدوره لا يتقدم على تشيلي سوى بنقطة واحدة، ما يعني أن ما قد يحدث لتشيلي يهدد كولومبيا أيضاً. وهناك أكثر من علامة استفهام فيما يتعلق بمنتخب الجزائر في الآونة الأخيرة، حيث كان أداؤه باهتاً في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بالجابون مطلع هذا العام، وخرج «محاربو الصحراء» من الدور الأول.. واستمر الأداء الباهت في تصفيات المونديال، إذ يحتل المنتخب الجزائري المركز الرابع والأخير برصيد نقطة واحدة، بينما يتصدر منتخب نيجيريا المجموعة برصيد 6 نقاط والكاميرون نقطتين وكل من زامبيا والجزائر نقطة واحدة.. والمشكلة في التصفيات الأفريقية أن كل مجموعة سيصعد منها منتخب واحد فقط، وليس هناك نظام أفضل الثواني كما هي الحال في التصفيات الأوروبية، ما يزيد من صعوبة موقف الجزائر في التأهل، ويحرم النجم الكبير رياض محرز، أحسن لاعب في الدوري الإنجليزي «البريمير ليج» الموسم الماضي من اللعب في المونديال. ومن النجوم الكبار المهددين بالحرمان من اللعب في كأس العالم القادمة بروسيا 2018، الجابوني بيير ايميريك أوباميانج هداف بروسيا دورتموند الألماني.. ومشكلة منتخب الجابون أنه وقع في مجموعة يطلقون عليها «مجموعة الموت» في التصفيات الأفريقية، وتضم كوت ديفوار والمغرب ومالي. ولم يفز منتخب الجابون في المباراتين اللتين لعبهما وإنما جمع فيهما نقطتين من تعادلين بالتساوي مع منتخب المغرب ثالث الترتيب، بينما يتصدر الإيفواريون المجموعة برصيد 4 نقاط من فوز وتعادل. والحسابات المنطقية تقول إن فرصة كوت ديفوار هي الأفضل، وستكون المباراتان القادمتان للجابون حاسمتين في تحديد موقفها من التأهل، حيث ستواجه كوت ديفوار مرتين متتاليتين في أغسطس وسبتمبر القادمين، ولابد من الفوز بهما أو على الأقل الفوز في مباراة والتعادل في الأخرى، إذا كانوا يريدون الاحتفاظ بفرص المنافسة على قطع تذكرة المونديال، وحتى لا يحرم نجم كبير وهداف خطير بحجم وثقل أوباميانج من هذا المهرجان الكروي العالمي.
مشاركة :