قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وقف قائد المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي 4 مباريات دولية بشكل فوري، لشتمه الحكم المساعد خلال مباراة بلاده ضد تشيلي، الخميس الماضي، في التصفيات الأميركية الجنوبية المؤهلة لمونديال 2018 في روسيا، مع تغريمه 10 آلاف فرنك سويسري (9350 يورو). وتطبق العقوبة حصرياً في المباريات الدولية اعتباراً من المباراة ضد بوليفيا (أمس)، وليس مباريات فريقه برشلونة الإسباني. وصدم القرار مسؤولي الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم الذين قرروا الاستئناف ضد العقوبة. وتعود الحادثة عندما فازت الأرجنتين بهدف وحيد سجله ميسي نفسه من ركلة جزاء، ووقتها لم يفهم الحكم البرازيلي ما قاله ميسي بالإسبانية معبراً عن غضبه من قرار للحكم. ولم يتلقّ ميسي أي إنذار وقتها، ولم يشر الحكم إلى الفجوة اللغوية في تقريره. وقال أمين عام المنتخبات الوطنية الأرجنتينية خورخي ميادوسكي في تصريح من سانتا كروز في بوليفيا حيث حط اللاعبون الأرجنتينيون الـ23 الرحال قبل التوجه إلى لاباز: «الاتحاد الأرجنتيني سيستأنف القرار كما يجب». وأضاف: «نشعر بالعجز، مندهشون. أنا غاضب، ميسي حزين، لأنه مثلنا، يرغب في اللعب، لقد سافر من أجل أن يلعب». وصب ميادوسكي جام غضبه على قرار «فيفا» على الخصوص كون الأخير اعتمد على صور تلفزيونية، بعد فترة من نهاية المباراة واعتبرها غير متناسبة. وكان ميسي غاضباً في نهاية المباراة وشتم بلفظ نابٍ بالإسبانية الحكم المساعد البرازيلي. وأبلغ الاتحاد الأرجنتيني بعقوبة الإيقاف في الوقت الذي كان فيه ميسي ورفاقه في طريقهم إلى بوليفيا لمواجهتها مساء أمس في لاباز، بالجولة الرابعة عشرة من التصفيات الأميركية الجنوبية المؤهلة لمونديال 2018 في روسيا. ويشكل إيقاف ميسي ضربةً موجِعة للأرجنتين لما تبقى من مشوارها في التصفيات في حال أكد الاتحاد الدولي العقوبة. وتبقى 5 مباريات للأرجنتين سيغيب ميسي عن مباراتها أمام بوليفيا ثم رحلتها إلى مونتيفيديو لمواجهة أوروغواي في 31 أغسطس (آب) المقبل، واستضافتها لفنزويلا وبيرو في الخامس من شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) المقبلين على التوالي. وسيعود ميسي إلى التشكيلة في العاشر من أكتوبر ومباراة الجولة الأخيرة ضد المضيف (الإكوادور). وأكد رئيس الاتحاد الأرجنتيني بالوكالة ارماندو بيريز: «سنستأنف العقوبة... هناك خطأ ارتُكِب. عوقب لأنهم قرأوا ما قاله عبر شفتيه. ولكنني لا أعرف لاعباً ما لم يسبق له أن شتم». وأنعشت الأرجنتين آمالها في التأهل المباشر إلى المونديال الروسي بفوزها على تشيلي، حيث ارتقت من المركز الخامس إلى الثالث برصيد 22 نقطة بفارق 8 نقاط خلف البرازيل المتصدرة ونقطة واحدة خلف أوروغواي الثانية، التي خسرت أمام السيليساو. واستفادت الأرجنتين من خسارة الإكوادور الثالثة سابقاً أمام باراغواي (1 - 2). وتتأهل المنتخبات الأربعة الأولى مباشرة إلى النهائيات، فيما يخوض صاحب المركز الخامس ملحقاً مع بطل أوقيانيا. على جانب آخر، أصر النجم البرازيلي نيمار على أن منتخب بلاده هو الأفضل في العالم، على هامش المباراة ضد باراغواي بالجولة الرابعة عشرة من تصفيات أميركا. وتتصدر البرازيل ترتيب المجموعة الموحدة برصيد 30 نقطة بعد فوزها 9 مرات في مبارياتها الـ13، وبفارق كبير يبلغ 7 نقاط عن أوروغواي الثانية. ووعد مهاجم برشلونة الإسباني أن تكون بلاده من بين المرشحين لنيل اللقب العالمي في روسيا، وذلك للمرة السادسة في تاريخها. وقال نيمار، 25 عاماً، أمس: «إذا ركزنا، فمنتخبنا هو الأفضل. لقد حصل تغيير كبير. لدينا ثقة أكبر الآن للبحث عن هويتنا، ونجحنا في ذلك. بصرف النظر عن الزمان والمكان، ستبقى البرازيل دوما مرشحة لنيل الألقاب». وستضمن البرازيل التي لم تغِب عن المونديال منذ انطلاقه عام 1930، التأهل إلى النهائيات بحال فوزها على باراغواي شرط خسارة تشيلي والإكوادور بين جمهورهما أمام فنزويلا وكولومبيا على التوالي، وذلك قبل أربع جولات على انتهاء التصفيات القارية. وتابع: «نعرف ذلك، نحن متواضعون كفاية لنحترم الخصوم، يجب أن نلعب. في بعض الأحيان لم تجر الأمور على ما يرام. لكن المدرب تيتي وصل وقام بتعديلات. نحن نلعب كرة القدم. اللاعبون ليسوا مختلفين، بل طريقة اللعب. الآن الكل جاهز». واعتبر نيمار أنه أصبح ناضجاً بما فيه الكفاية كي يرتقي مستوى لعبه، وقال: «نتعلم فقط عندما نتضرر ونرتكب الأخطاء. جادلت كثيراً من دون فائدة. حصلت على بطاقات صفراء وحمراء، آذيت نفسي وزملائي. لكن الوقت يجعلك أكثر نضجاً. اليوم أفكر فقط في كرة القدم، أنا أفضل في جميع النواحي».