العلاقات الروسية – الأمريكية غير مرتبطة بالزعيمين ترامب وبوتين

  • 3/29/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تطرقت صحيفة "موسكوفسكي كومسموليتس" إلى وضع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن مجرد رغبة الزعيمين في تحسينها غير كافية. جاء في مقال الصحيفة: يناقشون في الولايات المتحدة اليوم العلاقات الروسية – الأمريكية ليس فقط في جلسات الاستماع في الكونغرس بشأن "التدخل الروسي في الانتخابات"، وعلاقات روسيا بترامب. ان موضوع مستقبل العلاقات مع روسيا حاضر في جدول عمل العديد من المؤتمرات والندوات العلمية. عقد قبل أيام في جامعة جورج تاون بواشنطن مؤتمر حضره عضو مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير لوكين، الذي قال في تصريح أدلى به لوكالة تاس حول تقييم مستقبل العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، كما سمعه من شيخ الدبلوماسية الأمريكية هنري كيسنجر: إن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة قد تدهورت إلى أدنى مستوى خلال الخمسين سنة الأخيرة. onaeg.com فلاديمير لوكين وقد سأله لوكين خلال فترة 15 أم 50 سنة؟ ورد كيسنجر مؤكدا 50 سنة. بالطبع الكثيرون لا يتفقون مع هذا التقييم. فمثلا كتب مدير معهد كينان في واشنطن، ماتيو رودجينسكي والسفير الأمريكي السابق لدى بيلاروس وجورجيا كينيت يالوفيتس، في صحيفة "غراند فوركس هيرالد" بأن الخلافات الجدية بين الاتحاد السوفيتي- روسيا والولايات المتحدة، ظهرت في السابق أيضا، وتم تجاوزها: أي يجب أن تتطور العلاقات الأمريكية – الروسية مستقبلا من خلال  "التعاون في تلك المجالات الممكنة، مع العمل على تسوية الخلافات في المجالات الأخرى التي تمس وجهات نظرنا للعالم ومبادئ إدارة الدولة وأهداف السياسة الخارجية". ويشير الخبراء إلى أنه بالذات على هذا الأساس سوف يناقشون مستقبل العلاقات بين البلدين خلال الندوة العلمية التي ستعقد يوم 31 مارس/آذار الجاري في جامعة مدينة غراند – فوريكس بولاية داكوتا الشمالية، بمبادرة من السيناتور هايدي هايتكمب. يتحدث رودجينسكي ويالوفيتس عن خصوصية العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، "تؤثر روسيا في مصالح الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم. لروسيا حدود مع أوروبا والشرق الأوسط وآسيا- هذه المناطق لها أهمية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة. لروسيا كما للولايات المتحدة مصالح حيوية في القطب الشمالي... وإن تكثيف التعاون مع روسيا سيفيد الولايات المتحدة في حل المشكلات الدولية، مثل محاربة الإرهاب ومشكلة الاحتباس الحراري وانتشار السلاح النووي". من جانبهم يشير الخبراء إلى أنه لكي يغدو التعامل مع روسيا بشكل صحيح، "لابد من جهود مشتركة للعلماء والحكماء في السياسة الخارجية"، بيد أن أمثال هؤلاء قلة في الولايات المتحدة – "فمنذ 25 سنة لا تولي الحكومة والمجتمع اهتماما بالشكل المطلوب لتحديات روسيا والفرص الممكنة للتعاون معها". فقد بلغ عدد طلاب الولايات المتحدة الذين تلقوا العلم في روسيا حوالي 1000 وهذا اقل بنسبة 45 بالمئة من عام 2011 . كما يقل سنة بعد أخرى عدد الطلاب وطلاب الدراسات العليا الذين ترتبط تخصصاتهم بروسيا. مجلة تايم تشير إلى عدة أسباب لا تسمح بتحسين العلاقات الروسية – الأمريكية بسرعة. أولا- الناتو: ترامب يريد تعزيز الحلف، وروسيا إضعافه. ترامب يدعو بلدان الحلف لزيادة نفقاتها العسكرية بنسبة 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. فإذا ازدادت مالية الحلف وعزز قوته، فإن روسيا لن ترحب بذلك. ثانيا – مساعدو ترامب المقربون في مجال الدفاع والأمن ليسوا من الموالين لموسكو. فوزير الدفاع جيمس ميتيس يعتبر روسيا وبوتين "الخطر الجيوسياسي الرئيسي"، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو يستنكر "تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016. ومساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي  السابق مايكل فلين كان صديقا لموسكو ولكنهم أجبروه على الاستقالة، وحل محله الجنرال غربرت – ريموند ماكماستر الذي سمى روسيا دولة "معادية وتحريفية". أما فيونا هيل التي عينها ترامب مديرة البيت الأبيض لشؤون أوروبا وروسيا، فقد كتبت "يجب على الغرب تعزيز دفاعاته وتقليص ضعفه الاقتصادي والسياسي ووضع الخطط لمواجهة الأزمات، لكي يتمكن من مواجهة حرب بوتين في القرن الحادي والعشرين". ثالثا – البرودة من جانب روسيا تجاه ترامب. ففي شهر يناير/كانون الثاني ذكرت وسائل الإعلام اسم ترامب 202000 مرة وبوتين 147700 فقط "وهذه هي المرة الأولى التي يتفوق فيها شخص على بوتين خلال ست سنوات". ولكن بعد استقالة فلين لم تعد وسائل الإعلام الروسية تدلل ترامب بذات المستوى، حتى أن ذكر اسمه في قنوات التلفزيون انخفض بنسبة 88 بالمئة. رابعا- توجد خلافات بشأن النفط. ترامب صديق شركات النفط الأمريكية وسوف يستمر في دعمه لها وزيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة، أي سوف تنخفض أسعار النفط في الأسواق، وهذا بالنسبة لروسيا يؤثر في اقتصادها لأن حوالي نصف ميزانيتها من واردات النفط. خامسا- وهو الأهم، يستمر التحقيق في مسألة العلاقات بين مكتب ترامب الانتخابي والمسؤولين في روسيا. ومادام هذا السيف مسلطا فوق عنق ترامب، فلن يتمكن الرئيس الأمريكي من عمل أي شيء لتحسين العلاقات مع روسيا. لذلك بحسب مجلة تايم، من مصلحة ترامب عدم استعراض أي علاقة مهما كانت بسيطة مع روسيا وبوتين. أي لا يمكن ان ننتظر إلغاء ترامب للعقوبات المفروضة على روسيا أو حتى تخفيفها.

مشاركة :