غداً يوافق اليوم العالمي للتوحّد، الغريب أن الأمم المتحدة قد أطلقت عليه مسمى (مرض) في حين أن المرض هو الذي له علاج وقد يتشافى الإنسان منه، أما التوحّد فيولد به الإنسان وليس له علاج إنما هناك طرق للتعايش مع أصحابه، وطرق لتنمية قدراتهم ليصبحوا منتجين في المجتمع، من هنا، وبما أن الأمم المتحدة قد خصصت هذا اليوم للتوعية، فهي أيضاً بحاجة للتوعية بأن التوحّد ليس مرضاً، إنما هو اضطراب في التواصل الاجتماعي والسلوكي واللغوي. وإذا أردنا أن نتحدث عن التوحّد في السعودية فإن الحديث يطول عن قصور الخدمات، وعدم وجود المراكز المتخصصة خصوصاً في بعض المناطق، ولعلي هنا أذكر العدد الكبير من الأسر السعودية ممن هاجروا إلى الأردن بحثاً عن مراكز متخصصة، وتحديداً أهالي المنطقة الشمالية، فمنذ أكثر من شهر، ومن بعد الإعلان عن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- إلى الأردن، وعدد من الأهالي يتواصلون معي، طلباً أن تشمل أطفالهم ذوي التوحّد مكرمة هذه الزيارة الميمونة، ومن هذه المساحة أعرض مطالباهم واحتياجاتهم، وبحسب ما وصلني من معلومات على لسان الأهالي فإن عدد أطفال التوحّد في مراكز الأردن بلغ ما يزيد عن 800 طفل، منهم 500 برفقة أسرهم، والبقية في سكن داخلي، وفي الحقيقة أشكر وأثمن بقاء هذه الأسر بجانب أطفالهم وعدم حرمانهم من أحضان الأسرة. وحتى الأسر ممن لم يتمكّنوا من مرافقة أطفالهم فمعظمهم حسب ما علمت لظروف قاهرة إما تتعلّق بعمل رب الأسرة، أو بسبب القصور المادي. هذه الأسر التي ذهبت بأطفالها إلى الأردن، تبحث عن مستقبل أفضل وتأهيل يقدم للطفل ما يحتاجه، ووزارة التعليم – مشكورة- وعن طريق الملحقية الثقافية لم تبخل على هؤلاء الأطفال في تقديم المصاريف كاملة لهذه المراكز، إذ يشملهم برنامج الابتعاث بشكل استثنائي، نظراً للظروف التي أجبرت الأهالي على الرحيل، لكنهم يظلون في بلد مرتفعة المعيشة وكل أملهم في زيادة المكافأة التي تصرف لطفل التوحّد، وأن تشملهم مكافأة خاصة بمرافق طفل التوحّد، أسوة بالتي تصرف لمرافق المبتعث، بالإضافة إلى تأمين طبي للمرافق، فإن مرض – لا سمح الله- لن يجد في مستشفيات الأردن سوى عالج باهظ الثمن. هذه آمال وأمنيات أسر أهالي أطفال التوحّد في الأردن، وإن طلبوا فهم لم يطلبوا سوى من والدهم خادم الحرمين الشريفين – أطال الله في عمره- وأعاده إلى أرض الوطن سالماً غانماً وفي أحسن حال. نقلا عن “الجزيرة”
مشاركة :