دمشق - تم التوصل في وقت متأخر الثلاثاء إلى اتفاق لإخلاء أربع بلدات محاصرة في سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء. وأوضح المرصد انه سيسمح لسكان الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق بالخروج منهما، في مقابل إجلاء سكان الفوعة وكفريا الموالتين للنظام والمحاصرتين من فصائل مقاتلة في محافظة ادلب (شمال غرب). وقال أن الاتفاق تم التوصل إليه بمبادرة من إيران وقطر. ويقدر عدد السكان الذين يعيشون في المناطق الأربع المحاصرة بنجو 60 ألف نسمة. وأفادت التقارير أن وقف إطلاق نار، بدأ سريانه في وقت متأخر الثلاثاء، جاء لتمهيد الطريق لعمليات الإجلاء المتوقع أن تبدأ خلال أسبوع. وقال عبد الرحمن أن "عمليات الإجلاء لن تبدأ قبل 4 نيسان/ابريل. كما سيبدأ تطبيق وقف لإطلاق النار هذا الليل"، مشيرا إلى هدوء على الأرض. وبدأت إيران تدخلها في النزاع السوري في آذار/مارس 2011، بينما تقدم قطر والسعودية دعما كبيرا لقوات المعارضة. وأوقع النزاع الذي دخل عامه السابع أكثر من 320 ألف قتيل. وكانت محاولة لإجلاء السكان من منطقتي الفوعة وكفريا أحبطت على أيدي مسلحين معارضين أشعلوا النيران في الحافلات المخصصة لنقلهم. وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في يناير/كانون الأول من أن الأوضاع في المناطق المحاصرة باتت "مؤلمة إلى أبعد الحدود". ويقول ناشطون إن المدنيين يموتون هناك بسبب نقص الغذاء والدواء. وشهد مطلع هذا الأسبوع خروج مسلحي المعارضة وعائلاتهم من حي الوعر آخر معقل لهم بمدينة حمص السورية باتجاه جرابلس في ريف حلب بعد التوصل إلى اتفاق مصالحة يقضي بتسوية أوضاع المسلحين في الحي وخروج الرافضين للتسوية مع عائلاتهم تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة إليه، وذلك بالتنسيق بين اللجنة الأمنية والعسكرية في حمص ومركز المصالحة الروسي في حميميم. كما خرج مئات المقاتلين، من جنسيات مختلفة، على ثلاث دفعات العام السابق من الحي بموجب اتفاق تم التوصل إليه في كانون الأَول/ ديسمبر 2015، بإشراف الأمم المتحدة، إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذ بنوده. وتقول الحكومة السورية إن "اتفاقيات المصالحة" التي تم التوصل إليها في عدة مناطق تسيطر عليها المعارضة جزء أساسي باتجاه إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات. لكن مسلحي المعارضة يقولون إنهم أرغموا على قبول هذه الاتفاقيات بسبب الحصار والقصف الشديد.
مشاركة :