نيويورك/جنيف - قالت نيكي هيلي سفير الولايات المتحدة بالأمم المتحدة الأربعاء إن الرئيس السوري بشار الأسد "عقبة كبيرة في محاولة المضي قدما" لوضع نهاية للصراع المستمر منذ ست سنوات بسوريا. وأضافت أمام مجلس العلاقات الخارجية "لن أعود للحديث عما إذا كان يجب على الأسد أن يبقى أو يرحل. قلنا ذلك في شكل ما فعلته أميركا، لكنني سأقول لكم إنه عقبة كبيرة في محاولة المضي قدما وإيران عقبة كبيرة في محاولة التحرك للأمام." وفي ظل تمتعه بدعم عسكري روسي وإيراني أصبحت للأسد اليد العليا في حربه ضد جماعات المعارضة التي تسعى للإطاحة به وتحظى بدعم من دول منها تركيا والسعودية والولايات المتحدة. ويستهدف تحالف تقوده الولايات المتحدة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وقالت هيلي "هذا واحد من تلك المواقف حيث يمكن بالتأكيد للولايات المتحدة وروسيا الحديث بشأنها وقول: حسنا كيف يمكنا التوصل إلى حل أفضل، لكن قضية الأسد ستظل قائمة." وتجري حاليا محادثات تقودها الأمم المتحدة في جنيف. وقالت هيلي إن الوسيط الدولي ستافان دي ميستورا يرغب بشدة في أن تكون الولايات المتحدة جزءا من التوصل إلى حل للصراع في سوريا. وأضافت "حين يكون هناك زعيم مستعد للذهاب إلى حد استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه فعليك أن تتساءل عما إذا كان هذا شخص يمكن حتى العمل معه." وقالت "إذا لم يكن لدينا سوريا مستقرة فلن تكون لدينا منطقة مستقرة وسيزداد الوضع سوءا. إنها مصدر تهديد دولي في الوقت الحالي وعلينا أن نجد حلا لها." ويعطي الموقف الأميركي دفعة قوية لوفد المعارضة المفاوض الذي يصر على مناقشة مرحلة الانتقال السياسي في جولة المفاوضات الحالية. كما ينهي أيضا التردد الأميركي حيال الملف السوري الذي ترك منذ تولي ترامب للقوى الداعمة للأسد وتحديدا إيران وروسيا. موسكو مستعدة للتعاون مع واشنطن وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء إنه لا يزال من الممكن تجديد التعاون مع الولايات المتحدة بشأن تسوية الأزمة السورية. ونقل عن لافروف قوله في مقابلة نشرت بموقع ذا ناشونال إنترست "الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إن محاربة الإرهاب هي هدفه الدولي الأول واعتقد أن هذا طبيعي تماما. سنشترك في هذا النهج بالتأكيد." وقال الوزير الروسي إنه لا يزال يجري مناقشات بشأن اجتماع محتمل مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون. وتأتي هذه التطورات بينما بحث نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتليوف الأربعاء في جنيف مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، تفاصيل جولة المفاوضات الراهنة وتعزيز وقف اطلاق النار في سوريا على وقع الخروقات المتصاعدة. وأوضح غاتيلوف للصحافيين بعد لقائه وفد أبرز ممثلي المعارضة السورية في مقر الأمم المتحدة في جنيف "خلصنا إلى استنتاج مشترك حول تأييدنا المطلق في أن تكون لهذه الجولة نتائج إيجابية واستمرار المناقشات حتى تحقيق هدفها بوحدة الأراضي السورية واستقلالها والدولة التعددية". وقال غاتيلوف الذي تعد بلاده أبرز حلفاء دمشق واحدى الدول الراعية لوقف اطلاق النار في سوريا، إن "نظام وقف الأعمال القتالية لا يزال قائما"، رافضا وصفه بأنه "مخيب للآمال". لكنه قال "إننا نحتاج هنا إلى دعم وانخراط كل الأطراف" من أجل تثبيت وقف اطلاق النار. والتقى غاتيلوف الاثنين الوفد الحكومي السوري في مقر البعثة الروسية في جنيف. وتشهد الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 ديسمبر/كانون الأول وقفا لإطلاق النار تم التوصل إليه برعاية روسية تركية، لكنه يتعرض لخروقات كبيرة ازدادت وتيرتها في الأسابيع الأخيرة. وفي محاولة لتثبيت هذه الهدنة، استضافت استانا ثلاث جولات من المحادثات بين ممثلين عن الحكومة والفصائل المقاتلة برعاية موسكو وطهران حلفاء دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة. وتغيب وفد الفصائل عن الجولة الأخيرة في استانا احتجاجا على تدهور الوضع الميداني. ومن المقرر أن تعقد جولة رابعة في بداية مايو/ايار. وقال الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط للصحافيين اثر الاجتماع مع غاتيلوف، إن هدف جولة استانا المقبلة وفق الروس هو "التمهيد لنجاح ما يحدث هنا في جنيف". وأوضح أن الوفد عرض أمام غاتيلوف "الخروقات المتكررة لوقف اطلاق النار من جانب النظام بالإضافة إلى الوجود الإيراني في سوريا، وطالبه بإحراز تقدم على الأرض حتى تقرر الفصائل موقفها من المشاركة. وفي ما يتعلق بمفاوضات جنيف، قال المسلط "أبلغناه أن وفدنا جاء لينخرط بشكل كامل وجدي في المفاوضات.. لكن لا يوجد أي خطوات عملية وفعلية من الطرف الآخر". واستهل المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الذي عاد الثلاثاء إلى جنيف من عمان حيث التقى وزراء خارجية الدول العربية واطلعهم على تطورات مفاوضات جنيف، اليوم السادس من المحادثات بلقاء مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات. وقال رئيس الوفد نصر الحريري إن النقاش تطرق إلى مسألة "العملية الانتخابية وكيف يمكن لهيئة الحكم الانتقالي بعد تشكيلها وأثناء المرحلة الانتقالية أن تتخذ الخطوات والبرنامج الزمني الذي يسهل عليها القيام بالانتخابات".
مشاركة :