أنمار نزار الدروبي بداية أؤكد على حقيقة مهمة جدا مفادها: أن الجامعة العربية أصبحت عبارة عن قبرا من الرخام!!! _هل لازالت حكومات الدول العربية في غرفة الإنعاش؟! _هل ستبقى الجامعة العربية مرآة تعكس خيبات ومآسي الحكام العرب؟! _هل اجتماعات القمة العربية (28) هي ذات اللقاءات التي يسفر عنها نفس العبارات الثلاثية المعروفة وهي الشجب والأدانة والأستنكار؟! _أم أن هذه المرة سوف نكون على موعد من قرارات الشجب والأدانة فقط وسترفع كلمة الأستنكار خوفا على مشاعر إسرائيل و إيران؟! في السنوات السابقة عندما كنت أقيم في القاهرة لدارسة العلوم السياسية وبالتحديد في معهد البحوث والدراسات العربية العليا الذي يتبع إداريا وفنيا لجامعة الدول العربية..كانت زياراتي مستمرة إلى مقر الجامعة الذي يقع في منطقة وسط البلد(التحرير)..بناية عالية.. موقع متميز وقريب جدا من نهر النيل الرائع.. ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أهمية هذا المبنى..حمايات.. عجلات عليها علامة الجامعة..بناية أنيقة ونظيفة. في حينها كنا بداية عام 2006 والتوغل الإيراني في العراق بدأ يطفو على السطح والأغتيالات كثرت على الضباط والطيارين وكل رموز الدولة السابقون، كانت أحلامي العبثية بقدرات وإمكانيات وقوة الجامعة العربية أن تمنع كل هذا العبث والدمار الذي يحدث في العراق..لكني اعترف بأنني انسان مجنون بل معتوه بأن أنشد الأمل من منظمة عربية انتظرنا منها عشرات السنين كي تفعل شيء يستحق الذكر والأهتمام من أجل الشعب الفلسطيني. السؤال المهم: ماهو حال لسان المواطن العربي وهو ينتظر القمة العربية (28)؟ الجميع يعلم وعلى أقل تقدير منذ أربعين سنة مضت لم تتمكن أي قمة عربية بأن تغير ولو ملف واحد من قضايا الأمة العربية الشائكة من الحالة السلبية الى حالة الإيجاب. وكما ذكرت في بداية مقالي أن كل القمم العربية السابقة هي تسمى وفي رأي اجتماعات .القمة الثلاثية.. الشجب.. الإدانة.. الأستنكار.. ولارابعة لها، هذا بالإضافة إلى أن نتاج العمل الجمعي للرؤساء في اجتماعات القمة وعلى طاولة واحدة تنتهي أغلبها بالمعارك والشد والجذب والتخوين ونتهايتها الزعل والمقاطعة. ماهو المنتظر اليوم من الرؤساء العرب.. والأمة العربية والوضع العربي يبعث على الأسف والمنطقة العربية في وضع تاريخي غير مسبوق.. أزمات وحروب لبعض الدول التي مهددة اصلا بالبقاء وآلاف الضحايا..التدخل الإيراني السافر في بعض الدول..كيف سيكون تعامل الزعماء العرب مع هذه الملفات الخطيرة لإيقاف النزيف الذي أصاب ولايزال الأمة العربية؟ هل المعارك والخلافات بين الزعماء ستسمح بمرور قرارات مصيرية تخدم القضية العربية.. وهل ستختلف هذه القمة عن باقي القمم السابقة؟؟ هناك خلل واضح جدا في ميثاق الجامعة العربية وهي قضية التصويت بالإجماع..وهذا يحتاج إلى إرادة جماعية لتعديل هذا البند المهم حتى لاتتوقف قرارات القمة على إرادة دولة واحدة. في الحقيقة يجب أن تكون هذه القمة العربية فقط لتغيير أو تعديل ميثاق الدول العربية. لأنه من الواضح بسبب بؤس وانهيار الجامعة العربية هنالك الكثير من أبناء الشعب العربي لايعرفون اليوم بوجود قمة عربية تعقد في عمان. ودعونا نراجع قرارات البيان الختامي للقمة العربية في شرم الشيخ لإنشاء قوة عسكرية عربية ..والتي كان من المقرر التدخل لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من دول الأعضاء.. هل كان حبرا على ورق؟! أسئلة كثيرة ومهمة توجه لهذه المنظمة العربية التي أصبح يطبق عليها المثل الشعبي المعروف(خيال المآتى)!!
مشاركة :