الطموح والإبداع، وكسر الأطر التقليدية والمعتادة للتفكير والعمل، إلى جانب قدرة المرأة الإماراتية على إثبات ذاتها في مجالات مختلفة، كانت العناوين العريضة لفعاليات مساء أول من أمس، في «المجلس.. حوارات تفاعلية»؛ المنصة الجديدة التي استحدثها «مهرجان أم الإمارات»، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، حتى الرابع من أبريل المقبل على كورنيش أبوظبي. وتضم منصة «المجلس» مجموعة واسعة من الحوارات وورش العمل والنقاشات حول قيم تمكين المرأة، إلى جانب تعزيز مفاهيم التعليم والتسامح وإلهام الأجيال الجديدة لتبني الابتكار في التعبير عن أنفسهم بشكل مبدع ومن دون عوائق. نساء المتاحف «النساء الإماراتيات في المتاحف»، كان عنوان الجلسة الأولى التي احتضنها المجلس مساء أول من أمس، وتحدثت فيها ثلاثة نماذج نسائية إماراتية شابة، أسندت إليهن الدولة مهمة إدارة مشاريع المتاحف العالمية التي ستقام في جزيرة السعديات، هن: مديرة متحف زايد الوطني سلامة الشامسي، ومديرة متحف جوجنهايم أبوظبي ميساء القاسمي، ومديرة متحف اللوفر أبوظبي حصة الظاهري. وتحدثت المشاركات خلال الجلسة عن المتاحف الثلاثة ورؤية كل منها، ومحتوياته وصالات العرض التي سيضمها. قيم تمكين المرأة - تضم منصة «المجلس» في مهرجان أم الإمارات مجموعة واسعة من الحوارات وورش العمل والنقاشات حول قيم تمكين المرأة، إلى جانب تعزيز مفاهيم التعليم والتسامح وإلهام الأجيال الجديدة؛ لتبني الابتكار في التعبير عن أنفسهم بشكل مبدع ومن دون عوائق. 40 ألف زائر في 3 أيام نجحت النسخة الثانية من «مهرجان أم الإمارات» في استقطاب أكثر من 40 ألف زائر على مدى أيامها الثلاثة الأولى، والتي شهدت باقة واسعة من الأنشطة الترفيهية المتميّزة والعروض التفاعلية الفريدة منذ انطلاق المهرجان يوم الأحد الماضي. ونظراً للإقبال الكبير الذي شهدته الأيام الأولى من المهرجان، قررت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تمديد ساعات استقبال الزوار حتى منتصف الليل يومياً، بعد أن كانت هذه الساعات مخصصة لأيام عطلة نهاية الأسبوع. وقال مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة سيف سعيد غباش: «نظراً للإقبال الكبير الذي شهده مهرجان أم الإمارات خلال أيامه الأولى وبناءً على طلب الزوار، تم تمديد ساعات المهرجان حتى منتصف الليل يومياً خلال الأيام السبعة المتبقية قبيل اختتام هذه الفعالية المتميزة. وستعزز هذه الخطوة من تجربة الزوار وتفاعلهم مع كل العروض والأنشطة التي يقدمها المهرجان هذا العام، والتي لاقت حتى الآن شعبية كبيرة لدى سكان وزوار أبوظبي». وأوضحت سلامة الشامسي أن متحف زايد الوطني يستلهم القيم التي آمن بها مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورؤيته في مختلف المجالات كالتعليم ودعم الشباب والانفتاح على العالم، لافتة إلى أن محتوى المتحف يستعرض حياة وإنجازات الشيخ زايد، رحمه الله، وكيف وحّد الإمارات. كما يبرز تاريخ المنطقة، والمواقع الأثرية في الدولة. واستعرضت الشامسي خلال حديثها صوراً لما سيكون عليه المتحف والأقسام التي يضمها. كما استعرضت صورة لفيل انقرض من آلاف السنين، وأثبتت الدراسات الأثرية والتنقيبات في منطقة بينونة أنه كان يعيش في المنطقة، وهو ما يشير بوضوح إلى أن المنطقة شهدت حضارة وحياة منذ آلاف السنين. منابر عالمية من جانبها، تحدثت ميساء القاسمي عن متحف جوجنهايم أبوظبي، مشيرة إلى أنه سيمثل منبراً عالمياً للفنون والثقافة المعاصرة، كما تطرقت إلى الفعاليات التي تقام تحت مظلة المتحف حالياً من معارض فنية وورش عمل وجلسات حوارية وأنشطة تثقيفية للجمهور. أما متحف اللوفر أبوظبي، المقرر افتتاحه هذا العام، فكان محور حديث حصة الظاهري التي عرضت في البداية لمبنى المتحف المكتمل حالياً، مشيرة إلى أن قبة المتحف توحي للبعض بأنه مدينة خرجت من قلب البحر، وللبعض الآخر بأنه طبق طائر هابط من السماء، معتبرة أن تعدد تفسيرات الناس للمبنى يعد سمة أساسية في الفن والأعمال الفنية، وهي أنها قابلة للتأويل وفق تفسيرات مختلفة، ولكن المميز في تصميم القبة هو سماحها للضوء الطبيعي بأن يتسلل إلى المتحف كما كان في أساليب العمارة القديمة في الإمارات، ما يعطي انطباعاً للزائر بأنه في سوق من الأسواق القديمة، ويربط المكان بروح التراث. وحول محتويات المتحف؛ ذكرت الظاهري أن المتحف يسرد تاريخ الإنسانية وحتى العصر الحالي، ولكن بعرض مغاير للسائد في المتاحف التي تقدم تاريخ الحضارات بشكل منفصل، مقسم ليمنح الزائر انطباعاً كأنه في رحلة عبر التاريخ، مقدماً قصصاً جديدة تساعد المتلقي على أن يفهم الروابط بين الحضارات، وأن يفهم نفسه كإنسان أيضاً. وشددت المشاركات في الجلسة على أن الشباب الإماراتي من الجنسين له دور كبير في المشاريع الثقافية في أبوظبي، وأن فرق عمل المتاحف الثلاثة تضم عدداً كبيراً منهن، ويتم استقطاب المزيد مع الوقت. ريادة قصص نجاح جديدة لنساء إماراتيات لكن في مجال العمل الخاص، قدمتها الجلسة الثانية التي ضمها المجلس مساء أول من أمس، بعنوان «منصة الريادة المبتكرة»، تحدثت فيها مصممة الأزياء سارة المدني وسيدة الأعمال كوثر بن سليّم، وقدمت كل منهما خبراتها الإنسانية والعملية التي كونتها خلال تجربتها في العمل. وأكدت المدني وبن سليم أهمية أن يتحلى الإنسان بروح المبادرة والمغامرة والجرأة في خوض تجارب جديدة بعد أن يقوم بالدراسات اللازمة، مشددتين على أن الدولة تقدم الدعم للشباب الراغب في خوض تجربة العمل الخاص وإطلاق مشاريع عبر منافذ دعم متعددة. وأن الصعوبة تكمن دائماً في البداية وبمجرد أن ينطلق الإنسان في العمل بعد أن يجري الدراسات الكافية، ينتقل من نجاح إلى نجاح ومن مكسب إلى مكسب. ورفضت المدني، التي دخلت مجال العمل الخاص وعمرها لم يتحاوز 15 عاماً، فكرة أن هناك مشاريع خاصة بالمرأة وهي الأنسب لها مثل صالونات التجميل وغيرها، معتبرة أن من أهم أسباب النجاح أن يختار الشخص المجال الذي يناسبه ويوافق اهتماماته، ويشعر بأنه يمكن أن يؤدي فيه بأسلوب مختلف عن الآخرين. وأضافت: «كلما استطاع الشخص أن يخرج عن الأفكار المكررة والنمطية ويبتعد عما يسمى بالمنطقة الآمنة التي لا تحمل مخاطرة بالنسبة له، استطاع أن يبدع ويتميز، وعلى الإنسان أن يدرك أنه هو الوحيد القادر على إخراج نفسه إلى المغامرة والإبداع». كما اعتبرت أن تحقيق التوازن بين عمل المرأة وأسرتها مجرد خرافة، فنجاح الحياة يعتمد على جودة الوقت وقدرة المرأة على الاستفادة منه، وليس مدته، وهناك سيدات يقضين اليوم بالكامل في البيت، لكنهن ينشغلن بأمور أخرى مثل وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفزيون، ولا يخصصن وقتاً كافياً لأبنائهن، في المقابل يمكن أن تقضي المرأة ساعات معدودة مع أسرتها ولكنها تركز على الاستفادة منها ومشاركة الأبناء في أنشطتهم ومتابعة دروسهم وكل ما يخصهم. في حين دعت بن سليم التي شغلت العديد من المناصب (مدير قسم الإعلام في المكتب التنفيذي لنائب رئيس الدولة، ومسؤولة العلاقات العامة ومديرة التسويق في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لدعم مشاريع الشباب، ومدير الإعلام في برنامج التنمية الوطنية)، الشباب إلى العمل بجد، مشيرة إلى أن الأجيال السابقة عملت بجد واجتهاد وفي ظل ظروف صعبة ولكنهم آمنوا بأن المستقبل أفضل وأن دولة الإمارات تسير نحو الأفضل، وعلى الجيل الحالي أن يعمل بالاجتهاد نفسه حتى يحقق المزيد من التقدم في المستقبل، وأن يستفيد بخبرات الآباء والأجداد. وعن التوازن بين العمل والحياة الخاصة؛ أشارت إلى أنها تعتبر العاملين معها جزءاً من عائلتها، لافتة إلى أنها في السنوات الأولى كان العمل يطغى على حياتها الشخصية والعائلية، ولكن مع الخبرة تعلمت كيفية إدارة وقتها. وأشارت إلى أن قدرة المرأة على الاستفادة من الوقت تفوق الرجل، وفقاً لدراسات علمية تم الإعلان عنها من قبل.
مشاركة :