أكّد قيادي حوثي انقسام قوات طرفَي الانقلاب، الحوثي وصالح، مع ازدواجية القيادة، ومعاناتها العسكرية أمام انتصارات قوات الجيش اليمني وقوات التحالف العربي، داعياً إلى توحيد ودمج عناصر قوات الانقلاب وقيادتها العسكرية، فيما تواصل التصعيد في صفوف الميليشيات وبلغ مداه بالكشف عن وجود قيادتين، إحداهما تتبع محمد علي الحوثي، وأخرى تتبع المخلوع صالح، في إطار جبهات القتال بالنسبة للميليشيات، وفي وقت بدأ معسكر الانقلاب استعداداته لهزيمة جديدة وفقدان ميناء الحديدة، قال قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جو فوتل، أمس، إن لدى المتمردين الحوثيين في اليمن قدرات عسكرية متطورة بمساعدة من إيران «تهدد» حرية الملاحة في مضيق باب المندب الاستراتيجي. وفي التفاصيل، أكد قيادي في صفوف الميليشيات الحوثية وجود قيادتين لقيادة عملياتهم الحربية ضد قوات الجيش اليمني والتحالف، واحدة تمثل الحوثيين بقيادة ما يسمى بـ«رئيس اللجنة الثورية العليا»، محمد علي الحوثي، وأخرى برئاسة المخلوع صالح لقيادة قواتي «الحرس» و«الخاصة» الموالية له. وقال القيادي الحوثي الموالي للمخلوع صالح، هادي الشامي، إن الحرب في اليمن ستطول وستتمكن قوات الجيش والتحالف وستصل إلى ما بعد تحرير الحديدة ومينائها مادام الانقسام حاصلاً في صفوف الحوثيين وقوات صالح، ولن تتمكن تلك القوات من التصدي للجيش والتحالف إلا في حال تم دمج عناصر الحوثي وسلاحهم في إطار الجيش الموالي لصالح، وأظهروا حسن النوايا وسلموا سلاحهم، وتم دمج كتائبهم في إطار قوات صالح، بالإضافة إلى توحيد القيادة. يأتي ذلك بالتزامن مع أنباء صحافية حول ترتيبات لانضمام عدد من ضباط وصف وجنود قوات الحرس الموالية للمخلوع صالح الى صفوف الجيش اليمني، حيث تريد هذه العناصر العسكرية خروجاً آمناً من العاصمة والانشقاق عن الميليشيات، التي قالت إن الخلاف بين طرفيها وصل حد التجاذبات والتهديد بالمواجهة المسلحة، خصوصاً بعد اعتقال رئيس ما يسمى بـ«اللجنة الثورية العليا»، محمد علي الحوثي، من قبل قوات الحرس الموالية لصالح قبل أسابيع قليلة. وأشارت مصادر عسكرية مقربة من المخلوع الى أنه تم اعتقال محمد علي الحوثي و30 من عناصره من قبل قوات الحرس عندما جاؤوا إلى مقر قوات المخلوع في معسكر السواد جنوب صنعاء قبل أسابيع، بهدف فرض قيادة جديدة من عناصرهم، الأمر الذي دفع قيادة الحرس باعتقال الحوثي وعناصره لمدة أسبوع، قبل أن تتمكن وساطة قادها زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، لدى المخلوع لإطلاق سراحهم. وذكرت المصادر أن الواقعة أدت إلى فصل قيادة جبهات القتال بين الجانبين، فيما أطلق محمد الحوثي تهديدات برد الصاع صاعين للمخلوع صالح عند الانتهاء من مجابهة الجيش والتحالف، أو في أقرب فرصة متاحة لهم، في إطار المراوغة التي يتعامل بها معهم المخلوع صالح، ومن حينها بدأت كل قيادة تجري مشاورات ولقاءات مع قبائل طوق صنعاء لكسب تعاطفها معهم، الأمر الذي جعل قبائل طوق العاصمة تغير من مواقفها عند معرفتها بوجود خلافات بين الجانبين، وأدركت أنها باتت وقوداً لتحقيق أهداف كل جهة ضد الأخرى. من جهة أخرى، قامت ميليشيات الحوثي بإنشاء مناطق جمركية عند مداخل العاصمة الجنوبية والشمالية في مدينتي ذمار وعمران، بهدف ابتزاز التجار ورجال الأعمال، من خلال القيام بفرض رسوم جمركية جديدة على بضائعهم الداخلة إلى العاصمة.وأكدت مصادر اقتصادية أن تلك الإجراءات دليل على قرب تحرير ميناء الحديدة من قبل قوات الشرعية، وأن الميليشيات شرعت في تنفيذ تلك المكاتب من أجل تعويض ما ستفقده من أموال جراء تحرير الحديدة، وأنها تقوم بتعويضها من خلال فرض جمارك جديدة على البضائع التي سيتم تسهيل وصولها إلى سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات من قبل الشرعية والمجتمع الدولي عبر موانئ أخرى، مثل عدن والمكلا أو من ميناء الحديدة عند خضوعه لسلطة الشرعية والتحالف. وفي الحديدة، بدأت قيادة ميناء المدينة بوضع ترتيبات خاصة بنقل عمليات النقل والتناول للحاويات إلى موانئ يمنية أخرى في عدن والمكلا، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين بطلب من الأمم المتحدة في ظل تصعيد الميليشيات عملياتها، أخيراً، في الميناء على الساحل الغربي لليمن، والتي كان آخرها زرع ألغام بحرية على طول الساحل بمساندة خبراء إيرانيين. وفي إب، قتل 12 وأصيب تسعة آخرون من عناصر الميليشيات في عملية تصدي أهالي منطقة الدخلة بمديرية يريم لحملة عسكرية للميليشيات، بهدف اختطاف عدد من شباب وأهالي القرية. وفي حجة، تمكنت مروحيات الأباتشي من تدمير عدد من المواقع الصغيرة والمتاريس التابعة للميليشيات في صحراء ميدي الغربية، ما خلف 20 قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف الميليشيات. وفي واشنطن، قال الجنرال جو فوتل أن لدى المتمردين الحوثيين في اليمن قدرات عسكرية متطورة بمساعدة من إيران «تهدد» حرية الملاحة في مضيق باب المندب الاستراتيجي. وأضاف الجنرال فوتل أن الحوثيين «وعلى غرار مضيق هرمز، نشروا بدعم من إيران صواريخ للدفاع عن الساحل، ومنظومة رادارات، فضلاً عن الغام وقوارب متفجرات تم جلبها من مضيق هرمز». وتابع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي أن هذه القدرات «تهدد التجارة، والسفن، وعملياتنا العسكرية في المنطقة». وذكرت الصحافة الأميركية أن وزير الدفاع، جيم ماتيس، يؤيد زيادة الدعم العسكري للتحالف العربي. في هذه الحالة، فإن الجيش الأميركي سيزيد من دعمه في مجالات التزود بالوقود جواً والمعلومات الاستخباراتية التي يقدمها فعلا إلى التحالف العربي. كما انه سيقدم دعما في مجال التخطيط للعمليات.
مشاركة :