أنقرة – أعلنت تركيا الأربعاء بشكل مفاجئ إنهاء عملية درع الفرات العسكرية في سوريا التي كانت بدأتها في أغسطس/اب 2016. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن بلاده أنهت العملية العسكرية، لكنه أشار إلى أنه قد تكون هناك حملات مقبلة عبر الحدود. وأرسلت أنقرة قوات ودبابات وطائرات حربية لمساعدة جماعات المعارضة المسلحة المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر لطرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بعيدا عن حدودها ووقف تقدم مقاتلي فصيل كردي سوري مسلح. وقال يلدريم في مقابلة مع تلفزيون إن.تي.في "عملية درع الفرات كانت ناجحة وانتهت. أي عملية تليها سيكون لها اسم مختلف." واستولت تركيا في إطار درع الفرات على بلدة جرابلس الحدودية على نهر الفرات وتمكنت من طرد مقاتلي الدولة الإسلامية من قطاع من الحدود يمتد لنحو 100 كيلومتر ثم تحركت جنوبا إلى مدينة الباب، وهي معقل للتنظيم المتطرف، حيث قال يلدريم إن "كل شيء تحت السيطرة". ولا تزال القوات التركية متمركزة في المناطق المؤمنة وعلى طول الحدود. ولم تكشف تركيا عن عدد قواتها المشاركة في درع الفرات. ومن أهداف العملية منع وحدات حماية الشعب الكردية من عبور الفرات في اتجاه الغرب ومنعها من ربط ثلاث مناطق ذات أغلبية كردية تسيطر عليها في شمال سوريا. وتخشى تركيا من أن يقيم أكراد سوريا منطقة حكم ذاتي مماثلة لإقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق وهو تحرك ربما يشجع الأقلية الكردية الكبيرة في تركيا على محاولة إقامة منطقة مماثلة داخل حدودها. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا منذ 1984 وتعتبره جماعة إرهابية. وليس واضحا ما إذا كان الإعلان التركي يمهد لإطلاق عملية عسكرية أخرى تحت مسمى آخر، أم أنه نهاية فعلية للوجود التركي في الأراضي السورية. وترغب أنقرة بشدة في المشاركة في عملية تحرير الرقة لقطع الطريق على قوات سوريا الديمقراطية المعدومة أميركيا، لكن يبدو أن واشنطن حسمت أمرها في إعطاء الأولوية للتحالف الذي يضم مقاتلين أكرادا وعربا وقد تكون نسقت الأمر مع تركيا ومنحتها ضمانات تتعلق بحدود التوسع الكردي في شمال سوريا، وهو أمر لم يتأكد لكنه وارد.
مشاركة :