على مدار أشهر، بدا من المنطقي في أوروبا أن مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية «مارين لوبن» لا يمكنها الفوز في جولتي الانتخابات المزمع عقدهما في أبريل ومايو المقبلين. ولكن مثلما شاهدت في باريس الأسبوع الماضي، وفي منتدى «صندوق مارشال» الألماني الذي عُقد نهاية الأسبوع في بروكسل، بدأت هذه التوقعات تتبدل. وقد عنونت مجلة «لونوفول أوبسرفاتور» الفرنسية غلافها قائلة: «إذا انتُخبت لوبن.. سيناريو أسود للمئة يوم الأولى». وحذر محللون في صحيفتي «لوموند» الفرنسية و«الجارديان» البريطانية من إمكانية انتصار «لوبن»، القومية الفرنسية المتعصبة، التي تناصب المهاجرين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والاتحاد الأوروبي العداء. وإذا أصبحت «لوبن»، المعجبة بالرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، ويبادلانها هما الإعجاب أيضاً، هي الرئيسة الفرنسية، فستحدث زلزالاً سياسياً واسعاً في أوروبا كلها. وسيكون لنسختها من الشعبوية الانتقامية تأثير سام على المؤسسات الديمقراطية الفرنسية. ويبدو أنها تميل إلى تدمير المؤسسات الأوروبية التي حافظت على السلام في القارة منذ الحرب العالمية الثانية. وفي الحقيقة، ما زال من الممكن أن تخسر «لوبن» في الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى على مرحلتين في 23 أبريل و7 مايو. وفي الجولة الأولى، تشير استطلاعات الرأي إلى أنها ستكون على قدم المساواة مع المرشح الوسطي «إيمانويل ماكرون»، الذي منحته الاستطلاعات 27 في المئة مقابل 26 في المئة لها، في ميدان منافسة فيه 11 مرشحاً، وسيخوض المرشحان المتصدران جولة الإعادة. ولكن قرابة نصف الناخبين الفرنسيين لم يحسموا أمرهم بعد بشأن المرشح الذي سيصوتون له في النهاية. وقد مهدت الطريق أمام «لوبن» مجموعة من العوامل التي جعلت فوزها ممكناً. ومثل ترامب، فقد بنت رهانها على قاعدة شعبية تشعر بأنها غير مرتبطة بالتأثير الثقافي والاقتصادي للعولمة. وقد أصبح المهاجرون المسلمون، الذين يعتبرون عاملاً مهماً في الحياة الفرنسية أكثر منه في الولايات المتحدة، كبش فداء يُلقى باللوم عليه في كافة العلل، إلى جانب الاتحاد الأوروبي. ومثل ترامب، تتميز «لوبن» أيضاً بقدرتها على تأجيج مشاعر الخوف لدى الجماهير من وقوع مزيد من الهجمات الإرهابية. وفي الوقت الراهن، دفع الاستياء الشعبي لدى الأحزاب السياسية اليسارية واليمينية بالسياسي الشاب «إيمانويل ماكرون» وحزبه الجديد «إلى الأمام» إلى الواجهة. ومن المفترض أن يواجه «لوبن» في جولة الإعادة المقررة في السابع من مايو، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ذلك الاشتراكي السابق والوسطي المؤيد لأوروبا يمكنه حشد عدد كافٍ من الناخبين في الجولة النهائية. ... المزيد
مشاركة :