دعت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية القادة العرب المجتمعين في الأردن لحضور الدورة الثامنة والعشرين للقمة العربية إلى نبذ الخلافات والسعي لإيجاد حلول لأزمات المنطقة. وعقدت القمة في السويمة على البحر الميت بالأردن بحضور 17 من القادة العرب لمناقشة الحرب في سوريا والعراق وليبيا واليمن، ومحاربة الإرهاب، والصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وبينما أعرب بعض الكتاب عن أملهم في أن يعبر القادة العرب "مرحلة الخطر" في المنطقة، أشار البعض الآخر إلى أن تلك القمة تعقد في ظروف " أكثر تعقيداً وصعوبة عن الظروف التي انعقدت فيها القمم العربية السابقة". "مفترق طرق" أبدى محمد خلفان الصوافي في جريدة الاتحاد الإماراتية تفاؤلاً من وجود "رغبة سياسية عربية ملحة لدى عدد من القادة العرب، وهم اليوم الفاعلون الرئيسيون في النظام العربي، في أن تعمل القمة على محاولة عبور مرحلة الخطر في الوضع السياسي الذي تمر به المنطقة، بعدما أدرك جميع العرب أن الكل، من دول الإقليم والعالم، يبحث عن مصالحه الاستراتيجية، وأن المنطقة العربية التي تعاني فراغاً سياسياً كبيراً هي المكان المناسب لتحقيق تلك المصالح". وفي سياق مشابه، كتب سمير البرغوثي في صحيفة الوطن القطرية: "يجتمع الحكماء والأمل كل الأمل أن يعيدوا العرب الذين اختفوا عن الساحة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، الأمل أن يضعوا حلا لمعضلتين الأولى إنهاء هذا الإرهاب الملفع بثوب مزيف، والثانية وقف التدخلات الأجنبية في شؤوننا من الشرق والغرب، فلقد وصلنا إلى النضج السياسي، نأمل أن يحقق حكماء قمة عمان حلمنا، لننعم سويا من المحيط إلى الخليج". وفي جريدة الرياض السعودية، حذر أحمد الجميعة من أن "العرب في قمة عمّان أمام مفترق طرق؛ إما قرارات على مستوى الأحداث والأزمات، وإلاّ القادم أسوأ، وأول هذه القرارات التصريح علناً في تعرية إيران وكف يدها عن التدخل في الشأن العربي، والتصدي لمشروعها الإرهابي، إلى جانب إطلاق عملية السلام مع إسرائيل كخيار استراتيجي في هذه المرحلة، كذلك إنهاء الأزمة السورية بأسرع وقت حتى لو كان الثمن مكلفاً". "خيبات متواصلة" وعلى النقيض، كتب حمود أبو طالب في صحيفة عكاظ السعودية تحت عنوان "القمة العربية، نكون أو لا نكون" يقول: "بسبب هذا التاريخ الطويل من الخيبات المتواصلة التي اعترت المواطن العربي لم يعد يهتم كثيراً بمؤتمرات القمم ولا يعلق عليها أدنى الآمال، بل أصبح يسخر من وجود كيان اسمه الجامعة العربية أضاف إلى عدم جدواه المستمرة أنه أصبح في الفترة الأخيرة أبعد من له علاقة بالشأن العربي بعدما انتزعت إدارة هذا الشأن دول خارجية تضع القرارات وتحدد مصائر الأوطان والشعوب العربية المسكونة باليأس المزمن". وفي السياق ذاته، قال ناصر منذر في جريدة الثورة السورية: " قمة البحر الميت لن تكون مختلفة عن القمم السابقة من حيث تكرار البيانات وحتى كلمات القمم السابقة، المنفرة للمواطن العربي، الذي بات يشمئز من سماع الخطابات الرنانة حول التنمية وتطوير الاقتصاد وزيادة التجارة ومحاربة الفقر والمرض واصلاح وتطوير الجامعة العربية وغيرها من المسائل". وحذر محمد بركات في الأخبار المصرية من أن "العرب شعوباً ودولاً ورؤساء وملوكا وأمراء هم الخاسر الأكبر والوحيد أيضاً، إذا لم ينجح قادتهم في إذابة الجليد القائم بينهم، وتجاوز الخلافات التي فرقتهم، والتوصل إلي كلمة سواء توحد الصف وتحمي الأمن القومي العربي الذي أصبح ممزقا ومهترئاً". "أصعب القمم" وفي أخبار الخليج الإماراتية، رأى عبد الله الأيوبي أن قمة عمان تنعقد في ظروف" أكثر تعقيدا وصعوبة عن الظروف التي انعقدت فيها القمم العربية السابقة... حيث الأوضاع السياسية والأمنية في أكثر من دولة عربية آخذة في التصاعد نحو الأسوأ، بل أن الدولة المضيفة [الأردن] باتت الآن في فوهة مدافع الجماعات الإرهابية وأصبحت في بؤرة التهديدات القادمة عبر مختلف حدودها الجغرافية وخاصة ناحية سوريا والعراق ". وتساءل الأيوبي: "هل ينجح القادة في وضع بداية النهاية للانهيار العربي؟". وبالمثل، أشار تيسير عماري في صحيفة الرأي الأردنية إلى أن "مؤتمر القمة العربية في البحر الميت من أصعب القمم التي جرت في السابق لما وصلت اليه احوال العرب من انقسام وتمزق وتحزب طائفي وعرقي ولما آلت اليه القضية الفلسطينية وما يجري من تدمير في سوريا والعراق وليبيا واليمن حتى زمن مؤتمر القمة في الخرطوم بعد هزيمة حرب 67 كانت امور العرب افضل بالرغم من الهزيمة لأن الشعوب العربية كانت موحدة".
مشاركة :