مارفيك... الهولندي الذي أعاد للأخضر هيبته

  • 3/30/2017
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

«ما زلنا نضعف المنتخب بأيدينا، أصبحنا لا نعرف من هم لاعبو المنتخب، كل لاعب يبدع في شوط واحد في مباراة ربما نجده في قائمة المنتخب السعودي ثم يخرج من القائمة سريعا، أفقدنا المنتخب هيبته، في المنتخب يجب أن يعرف اللاعبون أن الوصول إليه حلم والخروج منه صدمة». هذه الكلمات صرح بها المدرب الوطني عبد العزيز الخالد لـ«الشرق الأوسط» في عام 2010 تعليقا على خيارات البرتغالي السيد بيسيرو الذي كان يقود الأخضر السعودي خلال استعداداته لخوض منافسة بطولة الخليج العشرين التي أقيمت في اليمن، قبل أن تتم إقالته في منتصف نهائيات بطولة كأس آسيا 2011 التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة. ويوم أول من أمس أثبت الهولندي مارفيك أنه الرجل الذي أعاد للأخضر السعودي هيبته، إذ بات المنتخب الوطني ينعم باستقرار كبير على مستوى قائمة لاعبيه، رغم الضجيج الذي لازمه في البدايات وما زال حاضرا حتى آخر قائمة أعلن عنها المدرب الهولندي قبل خوض الجولتين السادسة والسابعة في تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال 2018 المقرر إقامته في روسيا. لم يكترث الهولندي بيرت فان مارفيك الذي قاد منتخب بلاده «هولندا» إلى وصافة كأس العالم 2010 عندما التقى نظيره المنتخب الإسباني في المباراة النهائية التي كسبها منتخب الماتدور الإسباني بهدف لاعب خط الوسط أندريس إنييستا في المباراة التي امتدت للأشواط الإضافية، بالانتقادات الإعلامية كافة التي طالته منذ أن تولى الإشراف على الأخضر السعودي. ومع انطلاق المنافسات النهائية للتصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال العالمي فضل الهولندي الذي اقترب من دخول عامه الخامس والستين، الاعتماد على أسماء معينة خلال المباريات كافة في التصفيات رغم وقوعه في المجموعة الثانية والتي تعتبر هي الأقوى في ظل وجود منتخبات اليابان وأستراليا والإمارات والعراق رغم ضعف نتائجه إلا أنه كان منافسا شرسا في المجموعة. ومنذ أول مباراة لعبها الأخضر السعودي في هذه المرحلة من التصفيات أمام منتخب تايلاند وحتى مواجهة العراق الأخيرة، لم تحدث تغييرات كبيرة في خريطة المنتخب السعودي مرورا بالمواجهات كافة التي خاضها الأخضر في دور المجموعات، حيث كانت السمة الأبرز للمنتخب الوطني في المباريات السابقة هي الاستقرار الفني الذي يقف خلفه الهولندي مارفيك. فقائمة المدرب مارفيك التي دخل بها مواجهة العراق يوم أول من أمس كانت هي القائمة ذاتها التي خاض فيها مواجهته الأولى أمام تايلاند باستثناء تغييرات طفيفة لعوامل خارجة عن إرادة المدرب، إما لإصابة أو إيقاف أسهمت في حرمان المدرب من الأسماء ذاتها التي بدأ بها المشوار. وفي مواجهة تايلاند التي أقيمت في العاصمة السعودية الرياض وكسبها الأخضر السعودي بهدف يتيم سجله نواف العابد، شارك الهولندي مارفيك بقائمة مكونة من ياسر المسيليم في حراسة المرمى ومن أمامه رباعي خط الدفاع منصور الحربي وأسامة هوساوي وعمر هوساوي وحسن معاذ وفي وسط الميدان عبد الملك الخيبري وسلمان الفرج ونواف العابد وتيسير الجاسم وسلمان مؤشر وفي المقدمة وحيدا نايف هزازي. استمر مارفيك على الأسماء ذاتها في مباراة العراق التي أقيمت على استاد شاه علام في العاصمة الماليزية كوالالمبور والتي انتهت بفوز المنتخب السعودي بهدفين لهدف سجلهما نواف العابد، حيث اكتفى الهولندي بالزج بيحيى الشهري كلاعب أساسي على حساب سلمان المؤشر الذي عاد لمقاعد البدلاء. وفي مواجهة أستراليا التي أقيمت في مدينة جدة وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، دخل الهولندي مارفيك بالأسماء ذاتها التي كانت حاضرة في مواجهة العراق دون أي تغيير، قبل أن يزج بناصر الشمراني كلاعب أساسي في مواجهة الإمارات على حساب نايف هزازي الذي عاد لمقاعد البدلاء لأسباب فنية بحسب وجهة نظر المدرب. ومع الجولة الخامسة في التصفيات التي واجه فيها الأخضر السعودي نظيره المنتخب الياباني على استاد سايتاما 2002 حضرت عدة تغييرات في قائمة مارفيك لأسباب متفاوتة، حيث زج بالحارس محمد العويس كلاعب أساسي وذلك لغياب ياسر المسيليم بداعي الإصابة، وأشرك ياسر الشهراني بديلا عن منصور الحربي وذلك بعد عودة الشهراني من الإصابة، والحال ذاتها للمهاجم محمد السهلاوي الذي حل بديلا عن زميله ناصر الشمراني. وبعد فترة توقف طويلة عن آخر مباراة خاضها الأخضر السعودي أمام اليابان في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عادت عجلة التصفيات الآسيوية للدوران مجددا وواجه معها المنتخب السعودي نظيره التايلاندي في العاصمة بانكوك وكسبها بثلاثة أهداف دون رد، حيث دخل الهولندي مارفيك المباراة بتغييرات طفيفة لظروف خارجة عن إرادته، وذلك بإعادة المسيليم لحراسة المرمى بعد عودته من الإصابة ومشاركة معتز هوساوي في قلب الدفاع بديلا عن أسامة هوساوي الموقوف إضافة إلى منصور الحربي بديلا عن الموقوف حسن معاذ. وفي مباراة العراق الأخيرة يوم أول من أمس والتي كسبها المنتخب السعودي بهدف يتيم سجله لاعب خط الوسط يحيى الشهري بصورة رائعة، دخل مارفيك المباراة بالقائمة ذاتها باستثناء عودة أسامة هوساوي للقائمة الأساسية بعد غيابه عن مباراة تايلاند للإيقاف بعد طرده بالبطاقة الحمراء في مواجهة اليابان، أما بقية الأسماء فقد ظلت كما هي دون أي تغيير. ومع إسدال الستار على منافسات الجولة السابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2018 فإن الأخضر السعودي قطع مشوارا كبيرا نحو التأهل للمونديال للمرة الخامسة في تاريخه، وذلك بعدما غاب عن الحضور العالمي في النسختين الماضيتين، حيث ودع تصفيات مونديال 2010 من الملحق الآسيوي، في حين لم يتمكن في تصفيات مونديال 2014 من بلوغ المرحلة النهائية والحاسمة حيث كان خروجه سريعا من التصفيات الأولية. ويحضر الأخضر السعودي في المركز الثاني لمجموعته الثانية خلفا لمنتخب اليابان الذي يملك الرصيد النقطي ذاته 16 نقطة إلا أن فارق الأهداف أسهم في اعتلائه الصدارة بعد هذه الجولة التي كان قبلها يحضر فيها المنتخب السعودي، في حين يحضر منتخب أستراليا بالمركز الثالث بثلاث عشرة نقطة، يليه رابعا منتخب الإمارات بتسع نقاط ثم العراق خامسا بأربع نقاط وأخيرا منتخب تايلاند برصيد نقطة يتيمة. وتنتظر الأخضر السعودي مواجهة مهمة وحاسمة أمام منتخب أستراليا في الثامن من يونيو (حزيران) المقبل هناك في أستراليا، وهي المباراة التي قد ينجح معها المنتخب السعودي في حسم أمر تأهله مبكرا في حال قدرته على تحقيق الفوز واقتناص النقاط الثلاث التي ستوسع معها الفارق النقطي إلى ست نقاط مع أستراليا. وفي أغسطس (آب) المقبل سيكون الأخضر السعودي على موعد مع نظيره منتخب الإمارات في مواجهة ستقام على أرض الأخير ويتطلع معها المنتخب الوطني إلى تكرار تفوقه على نظيره الإماراتي، حيث انتهت مواجهة الذهاب بفوز سعودي بثلاثة أهداف دون رد. وسيسدل الستار على مشوار المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية بمواجهة قوية أمام اليابان الذي سيحل ضيفا في مدينة جدة في الخامس من سبتمبر (أيلول) المقبل، وقد تكون هذه المواجهة تحصيلية في حال نجح الأخضر السعودي ونظيره الياباني في حسم أمر تأهلهما مبكرا قبل الجولة الأخيرة.

مشاركة :