عون: لبنان لم تصله شرارة النار لكنه ينوء تحت حمل نتائجها

  • 3/30/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن لبنان لم تصله شرارة النار المشتعلة حوله، لكنه يتلقى نتائجها وينوء تحت حملها. ودعا في كلمته أمام القمة العربية التي اختتمت أعمالها في منتجع البحر الميت في الأردن أمس، إلى الحوار بين الدول العربية لتحديد «المصالح الحيوية» لكل فريق، وإلا فإن البديل فرض حلول من الخارج. وقال: «لم آتِ إلى هنا ناصحاً ولا مرشداً، إنما جئت متسائلاً، فربما نجد في وجداننا الإجابات اللازمة. لذا، سأدع وجداني يخاطب وجدانكم، لعلنا نستفيق من كابوس يقض مضاجعنا. كان بودي أن أشعر اليوم بالسعادة عندما أتوجه إليكم مخاطباً، وقد أصبحت واحداً منكم، وكم كنت أتمنى أن أقف أمامكم لأحدثكم عن إنجازاتنا، عن مشاريعنا، عن سبل التعاون بين دول وطننا العربي ومجالات تطويرها، لكن، مع الأسف الشديد، إن أصوات الانفجارات ومشاهد القتل تطغى على أي موضوع آخر. لذلك لم أستطع أن أنزع من مخيلتي الغيمة السوداء التي تخيم على أجوائنا العربية، ولا اللقاءات السابقة التي كانت في كل مرة تزيد خيباتنا خيبة، وطعم المرارة فينا يزداد مرارة». وتابع: «إن العاصفة التي ضربت منطقتنا أصابت جميع أوطاننا، منها من تضرر مباشرة، ومنها من حمل عبء النتائج، ومنها من يقف مترقباً بحذر وقلق خوفاً من وصول شراراتها إليه، وقد طاولت شظاياها جامعة الدول العربية، لا بل ضربتها في الصميم، فشلّت قدراتها وجعلتها تقف عاجزة عن إيجاد الحلول. لذلك، يمكن القول، وبكل ثقة، إننا جميعنا معنيون بما يحصل، ولا يمكن أن نبقى بانتظار الحلول تأتينا من الخارج». وبعدما أشار إلى أن المادة الخامسة من ميثاق الجامعة العربية حرمت اللجوء إلى القوة بين الدول العربية، وشجعت على التحكيم في ما بينها، لفت إلى أن المادة الثامنة «تفرض على كل دولة من الدول المشتركة أن تحترم نظام الحكم القائم في الدول الأخرى المنتسبة إلى الجامعة، وتعتبره حقاً من حقوقها، وتتعهد ألا تقوم بأي عمل يرمي إلى تغييره». وقال إن «الدور الملح» اليوم للجامعة «هو في اتخاذ زمام مبادرة فاعلة تستطيع أن تؤثر في مجرى الأحداث، وتوقف حمامات الدم، وتطفئ النار المستعرة، دورها اليوم في إعادة لم الشمل العربي، وإيجاد الحلول العادلة في الدول الملتهبة، لتحصين الوطن العربي في مواجهة تحديات المرحلة وأخطارها». وقال: «إن لبنان، الذي يسلك درب التعافي، بعد أن بدأت مؤسساته بالعودة إلى مسارها الطبيعي، لا يزال مسكوناً بالقلق والترقب، ولم يعرف بعد الراحة والاطمئنان، وها هو اليوم يخاطب وجدانكم. صحيح أن شرارة النار المشتعلة حوله لم تصله، لكنه يتلقى النتائج وينوء تحت حملها. نحن نرى البؤس والألم حولنا، ونحاول أن نمد يد المساعدة قدر الإمكان. لكن، عندما يتخطى المطلوب طاقتنا، نغرق في أعبائه ويصبح خطراً علينا. منذ اليوم الأول للأحداث المؤلمة في سورية فتحنا بيوتنا ومدارسنا لاستقبال الهاربين من جحيم الحرب. لكن، منذ اليوم الأول أيضاً، كنا نحذّر من تفلّت الأمور وخروجها عن السيطرة. للأسف هذا ما حصل، فلبنان يستضيف اليوم، سوريين وفلسطينيين، ما يوازي نصف عدد سكانه، والأرقام إلى ارتفاع، وتعرفون أن لبنان بطبيعته وضيق أرضه وقلة موارده هو بلد هجرة وليس بلد استيطان». وزاد: «إن تخفيف بؤس النازحين، وخلاصهم من قساوة هجرتهم القسرية، وتجنيب لبنان التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية للازدياد المضطرد في الأعداد، لن تكون إلا من خلال عودتهم الآمنة إلى ديارهم». وقال: «لبنان، في ما له من علاقات طيبة مع جميع الدول الشقيقة، يبدي كامل استعداده للمساعدة في إعادة مد الجسور، وإحياء لغة الحوار، لأننا، نحن كلبنانيين، عشنا حروباً متنوعة الأشكال، ولم تنته إلا بالحوار. إن خطورة المرحلة تحتم علينا، أن نقرر اليوم وقف الحروب بين الإخوة، بجميع أشكالها، العسكرية والمادية والإعلامية والديبلوماسية، والجلوس إلى طاولة الحوار، لتحديد المصالح الحيوية المشروعة لكل فريق، واحترامها، وإلا ذهبنا حميعاً عمولة حل لم يعد بعيداً، سيفرض علينا. اللهم إشهد إني بلغت».

مشاركة :