يعود سبب انهيار الإمبراطوريّة العثمانية إلى حدّ كبير، بين أمور ٍ أخرى، إلى انحطاطها السياسي الداخلي وممارسة السلطة بشكل ٍ تعسفي والإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي قوّضت بشكل ٍ جذري الأساس الذي بُنيت عليه الإمبراطوريّة. ومهما كان الشكل الذي سيبعث من خلاله أردوغان الإمبراطوريّة العثمانية من جديد، فإنه سيفشل، لأنه لا تستطيع أي بلد أن تبقى على قيد الحياة، ناهيك عن أن تصبح عظيمة، طالما الحكومة تمشي على ظهر الشعب وتكبت حريته في الفعل والكلام والحلم. أجل، هناك ما تعتمد عليه عظمة أية أمّة وبقاؤها – غير أنّ الإمبراطوريّة العثمانية لم تقدم أبدا ً نموذجا ً يستحقّ هذا التشبيه. د. ألون بن مئير أستاذ العلاقات الدولية بمركز الدراسات الدولية بجامعة نيويورك ومدير مشروع الشرق الأوسط بمعهد السياسة الدولية
مشاركة :