التحالف العربي حصل على ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأميركية لتحرير الميناء عقب تزايد عمليات الاستهداف التي طالت الممر الملاحي الدولي من قبل الحوثيين والتقارير التي تحدثت عن استخدام الانقلابيين الميناء لتهريب الأسلحة وتمويل الحرب من خلال عائدات الميناء. وذكرت مصادر خاصة لـ”العرب” أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عرقلت العام الماضي العديد من الخطط الرامية لتحرير الميناء تحت ذرائع إنسانية والرغبة في دفع الحكومة الشرعية لتوقيع اتفاق سياسي مع أطراف الانقلاب. ولفتت المصادر إلى تحوّل كبير شهده الموقف الأميركي عقب انتخاب الرئيس دونالد ترامب الذي جعل الأولوية في ما يتعلق بالسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط تعزيز التعاون مع حلفاء واشنطن التقليديين والحد من التوسع الإيراني في المنطقة ومكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي سيسهم وفقا لمراقبين في تقليص أمد الحرب في اليمن من خلال تفعيل خيار الحسم العسكري. ويعتبر العديد من المحللين السياسيين أن تحرير ميناء الحديدة سينعكس بشكل جوهري على مسار الحرب في اليمن وسيسهم في تجفيف منابع الدعم المالي والعسكري للحوثيين وسيعزلهم جغرافيا وسياسيا من خلال دفع مواقع النفوذ الحوثي إلى المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء وهو ما سيجعل تحالف الحوثي-صالح أمام خيار الاستسلام أو تلقي هزيمة مدوّية. وسجّل المحلل السياسي اليمني فيصل المجيدي وجود تحوّلات ملموسة في الموقف الأميركي من استكمال معركة تحرير الساحل الغربي اليمني، قائلا في تصريح لـ”العرب” إنّ زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي واجتماعه بالرئيس الأميركي ترامب والتصريحات التي صدرت إثر هذا الاجتماع والمتعلقة بالتنسيق بين الرياض وواشنطن، وتصريحات أقطاب من الأدارة الأميركية باعتبار إيران مصدر الإرهاب الدولي، والتقارير المنشورة في كبريات الصحف الأميركية نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية شددت على زيادة التعاون مع دول الخليج، كلها مؤشرات توحي بقرب الحسم في ميناء الحديدة الاستراتيجي.
مشاركة :