ما زلت أرثيك يا أخي الحبيب

  • 3/30/2017
  • 00:00
  • 34
  • 0
  • 0
news-picture

شاء القدر أن أمسك بقلمي من جديد بعد غياب طويل وأن أخط هذه السطور بمقالة حزينة على فقدي شقيقي الأكبر الذي سافرت من أجله إلى كل البقاع طلباً للعلاج، وتركت أسرتي الصغيرة في الكويت التي كانت تزورنا، هي وزوجته، من وقت إلى آخر، من ألمانيا إلى فرنسا إلى الولايات المتحدة الأميركية في أكبر مستشفيات العالم، تركت كل شيء، كل شيء، ما عدا ملازمته في هذه السفرة العلاجية الطويلة‍‍! فالأخ عزيز وهو جزء مني، هو كان ذلك الرجل الكبير والأخ العزيز، والبطل الذي خاض وخط أكثر السطور إضاءة وشهامة في وزارة الداخلية، هو العميد وهو الفريق، وهو التاج في وزارة الداخلية، الذي ضرب أروع صور البطولة والشجاعة أثناء الغزو، حين أُسر في السجون العراقية من اليوم الأول مع كبار الضباط الأحرار، إخوانه الذين أسروا من اليوم الأول وعانوا ما عانوا من عذاب حتى عادوا إلى الكويت حرة أبية وعادوا لمرحلة البناء من جديد. وبعد سنوات قليلة ترجل الفارس عن جواده ليسقط طريح الفراش، وبكبرياء الأبطال أبى أن يجاهر بالآلام التي كان يعاني منها حتى سقط طريح الفراش، فذهبنا به إلى العلاج، وكانت رحلة طويلة من أميركا إلى فرنسا إلى ألمانيا، وعدنا إلى الكويت ليبقى طريح الفراش حتى وافاه الأجل بعد معاناة من المرض. إن أنسى لا أنسى الساعات الأخيرة، والأسرة كلها حوله ليلفظ أنفاسه الأخيرة، كان منظراً حزيناً. لقد تركت أسرتي الصغيرة، فالزوج قد يعوّض والأبناء قد يعوضون إلا الأخ الشقيق فإنه في رحلة الحياة لا يعوض. أشكر من كل قلبي كل من وقف معه ومعنا في هذه المحنة من مواساة، شخصياً سمو ولي العهد الشيخ نواف، حفظه الله، إلى البطل وكيل الوزارة محمود الدوسري، رفيق دربه، إلى كل رؤساء مجلس الأمة السابقين، السيد الفاضل أحمد السعدون، والحالي السيد مرزوق الغانم، لا أراهم الله مكروهاً. فاطمة عثمان البكر

مشاركة :