نجحت مبادرة «صناع الأمل»، منذ إطلاقها في اجتذاب عدد كبير من المشاركات من شباب وشابات من مختلف أنحاء العالم العربي، ممن يتطلعون إلى المساهمة في نشر الأمل وصنع تغيير إيجابي، حيث تلقت مبادرة «صناع الأمل»، حتى اليوم أكثر من 50 ألف قصة أمل من أفراد ومجموعات، لديهم مشاريع ومبادرات، يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس وتحسين نوعية الحياة أو المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم.ففي هذا الإطار استفاد خالد بشير، من دير البلح في فلسطين، دراسته وتعاونه في مجال الأبحاث مع جامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة ماكغيل في كندا، ليطور نظاماً مبتكراً لتقطير المياه باستخدام الطاقة الشمسية، معتمداً على أدوات ومواد بسيطة متوفرة محلياً، كالخشب، سواء أكان جديداً أم مستعملاً، والمواد العازلة «مثل التبن أو العشب الجاف» والبلاستك، وذلك للحصول على ماء عذب صالح للشرب، أياً كان المصدر الأصلي للمياه، وبصرف النظر عن درجة تلوثه، بحيث يسهل تصنيع هذا الجهاز وتركيبه في البيت، كما أن طاقة الجهاز الإنتاجية من المياه، ودرجة حرارة المياه التي يمكن الحصول عليها تجعله عملياً لديّ أي أسرة.ولأن الخير لا قيمة له إلا إذا شاع بين الناس وانتفع به أكبر عدد من المحتاجين، حرص خالد على أن يشارك أهله وجيرانه في دير البلح الفكرة، عارضاً عليهم مساعدتهم في بناء «مقطر شمسي» لبيوتهم، واتسعت دائرة الخير، فعلّم خالد الناس في المناطق المجاورة كيفية بناء المقطِّر واستخدامه للحصول على ماء صالح للشرب.وفي قصة نجاح مبادرة أخرى استطاعت، دنيا زاد (19 عاماً) أن تبحث عن الأماكن الفقيرة في الجزائر وتسافر إليها لتعلم الصغار اللغة الإنجليزية والكتابة والقراءة، وكانت جولاتها التطوعية تستمر بين 10 إلى 15 يوماً، تجوب خلالها مختلف مناطق الجزائر بمفردها، لتعزيز وعي الأطفال ودفعهم للاستمتاع بالحياة والبحث عن مكامن الفرح فيها، من خلال التعليم بأسلوب ترفيهي بسيط وممتع.وعلى الرغم من أن التنقل المستمر للعائلات بين المناطق بسبب ظروف العمل أو سواها، قد يؤثر سلباً في نشأة الأطفال، إلا أنه كان سبباً في تغيير حياة الطفلة الجزائرية دنيا زاد، التي عرفت أن العالم فيه عدد كبير من الناس المحرومين يحتاجون للمساعدة والتعلم والتواصل والدعم، فقررت التطوع لتقديم يد المساعدة للمحتاجين داخل الجزائر وخارجها وهي في عمر 17 عاماً فقط.أما خديجة العلوي، من مدينة أزرو بالمغرب، فقد اكتشفت بعدما رزقها الله طفلة أن مولودتها مصابة بالشلل الدماغي، وهو نوع من أنواع الإعاقة التي تحدث نتيجة لتلف في مراكز التحكم في الحركة داخل الدماغ في مرحلة النمو، الأمر الذي يؤثر على المصاب ذهنياً ويسبب عجزاً في أجزاء مختلفة من الجسم مرتبطة بأداء الوظائف الحركية، حيث يحتاج الطفل إلى رعاية طبية خاصة. لم تكن خديجة تعرف أي شيء عن هذا المرض، أو كيفية التعامل معه، كما لم تكن لديها الإمكانيات المادية الكافية للاهتمام بابنتها. ومع ذلك لم تشأ أن تتخذ موقف المراقب وهي ترى طفلتها شبه عاجزة، فعمدت إلى تثقيف نفسها حول المرض، وقرأت كل ما وقع في يدها عنه. أدركت خديجة أنها تستطيع أن تقوم بشيء، فبعد ثلاث سنوات من البحث والاستقصاء، ومن خلال إمكانات متواضعة، أسست جمعية متخصصة لاستقبال الأطفال المصابين بالشلل الدماغي. شكّلت الجمعية التي حملت اسم «وليداتنا»، حبل نجاة للعديد من العائلات التي لديها أطفال يعانون المشكلة ذاتها، فاستغلت خديجة الدعم المجتمعي والمعنوي الذي تلقته لاستقطاب سيدات يشاركنها إدارة الجمعية ورعاية الأطفال بعدما درّبتهن على ذلك. وفي خضم انشغال خديجة بالجمعية والسعي إلى توسيع نطاق خدماتها لتشمل أكبر عدد من المحتاجين من عائلات الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، توفيت ابنتها التي لم تتم عامها السادس، ومع ذلك لم تسمح لحزنها على رحيل صغيرتها أن يثنيها عن مواصلة رسالتها الإنسانية.
مشاركة :