جنت مصر ثمار القمة العربية التي انعقدت في البحر الميت بالأردن، بتنقية الأجواء مع عدد من البلدان العربية، حيث عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي لقاءات على هامش القمة اتخذت طابعًا خاصًا وحظت باهتمام بالغ، وفي مقدمتها اللقاء الأبرز مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز . وجاء تأكيدًا على العلاقات الاستراتيجية الراسخة بين البلدين الشقيقين. إضافة إلى اللقاء الذي جمع السيسي ونظيره السوادني عمر البشير، وهو اللقاء الأول بينهما منذ الجدل الذي دار عقب تصريحات وزير الإعلام السوداني التي اعتبرها المصريون مسيئة لمصر وتاريخها. كما عقد لقاءً ثنائيًا مع نظيره التونسي، وكذا قمة ثلاثية ضمت مصر والأردن وفلسطين. واعتُبِرَت القمة الثنائية بين السيسي وسلمان إحدى أبرز اللقطات الخاصة التي شهدتها قمة عمان، وقال عنها في تصريحات خاصة لـ «البيان» من القاهرة عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري النائب البرلماني محمد العرابي (وزير خارجية مصر الأسبق) إنها تعتبر رسالة طمأنة بشأن العلاقات المصرية السعودية. وعكست حرص القادة العرب على تنقية الأجواء وإدراكهم لطبيعة التحديات التي تواجه المنطقة والتي تتطلب تكاتفًا واصطفافًا عربيًا. وقال العرابي في معرض تصريحات إن ذلك اللقاء كان مرتقبًا ومتوقعًا أن يتم بالفعل خلال القمة، وبانعقاده «نستطيع أن نقول إن الأمور والعلاقات بين البلدين قد عادت إلى طبيعتها»، واصفًا في السياق ذاته اللقاء بكونه «انتصاراً للعمل العربي المشترك». علاقات وفي سياق متصل، جاء لقاء السيسي والبشير ليؤكد حرص شعبي وادي النيل على العلاقات المشتركة وتجاوز أي خلافات، وشهد تأكيدًا على نفس المبادئ التي تضمنها البيان المشترك الصادر عن السيسي والبشير على هامش أعمال القمة العربية في يناير الماضي. وكذا البيان المشترك الصادر عن وزيري خارجية البلدين قبل أيام، إذ أكد اللقاء حرص البلدين على استمرار التعاون والتنسيق المشترك بما يعكس العلاقات التاريخية التي تجمع بين الدولتين والشعبين الشقيقين. واتفق الرئيسان على ضرورة المضي قدماً نحو تنفيذ برامج التعاون المشترك التي تم إقرارها في الاجتماع الأخير للجنة العليا المشتركة. وحرصت مصر خلال القمة على التأكيد على مواقفها إزاء أزمات المنطقة وفي مقدمتها الأزمة السورية، فضلًا عن استعراض الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب واقتلاع جذوره. كما شارك الرئيس السيسي على هامش القمة العربية في «قمة ثلاثية» بين مصر والأردن وفلسطين، أكد خلالها موقف بلاده ودورها في القضية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها الحق في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وكذا التأكيد على أهمية إحياء عملية السلام للتوصل إلى حل شامل وعادل ونهائي للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين. مصير لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس االمصري عبد الفتاح السيسي شهد تأكيدًا مشتركًا على الحرص على التنسيق المشترك في ضوء وحدة المصير، وكذا التحديات التي تواجه مصر والسعودية، وأكد الزعيمان الرغبة المشتركة في دفع العلاقات وتطويرها على كافة الأصعدة، ودعا العاهل السعودي ا السيسي لزيارة رسمية للمملكة.