قبل أسبوع، أوقفت قوات سوريا الديمقراطية العمليات العسكرية في محيط سد الفرات، بعد ضربات التحالف الدولي التي عطلت غرفة العمليات التشغيلية للسد، وعلى إثر هذا القصف دار لغط كبير حول سد الفرات والمخاوف من انهياره، ما يهدد بكارثة إنسانية. الثابت الوحيد في مسألة سد الفرات، أن العمليات العسكرية التي تشنها قوات سوريا الديمقراطية جزء من خراب سد الفرات، لكن مصائب قوم عند قوم فوائد، فقد استغل تنظيم داعش الإرهابي مسألة انهيار سد الفرات وشنت آلته الإعلامية حرب «بروباغاندا» حول مخاطر انهيار السد. استغلال وعلى الفور، استغلت مواقع تابعة للتنظيم اللغط الدائر حول انهيار السد، محذرة من احتمال انهياره في حال استمرار الاستهداف. وظهر خبراء كانوا يعملون في ظل حكم داعش في سد الفرات يشرحون الأبعاد الكارثية لانهياره، ليس خوفاً على المدنيين وعلى الأضرار المحتملة بقدر ما هو ضغط على التحالف الدولي لوقف العمليات العسكرية التي قصمت ظهر التنظيم. وقد حاول التنظيم في وقت سابق الضغط على التحالف الدولي أيضاً خلال العمليات العسكرية في الموصل، حين روج لمخاطر انهيار سد الموصل. وثمة أمر مريب آخر وقع في اليومين الماضيين، وهو مقتل مدير سد الفرات وعامل فني آخر كانا يعملان على إصلاح بعض الأعطال التقنية، حيث قالت قوات سوريا الديمقراطية إنهما قتلا بقصف للتحالف. إلا أن ذلك لم يتأكد حقيقة، بينما يرى البعض أن مدير السد حسن الخلف ومسيّر أمور السد أحمد الحسين، اغتيلا من قبل التنظيم لتفاقم الأزمة على المستوى الإنساني والدولي وزيادة الابتزاز لإعادة تموضعهم في مدينة الرقة. لغط ورغم كل هذا اللغط الدائر حول سد الفرات، والترويج لانهياره، قال محمد حجازي، نائب رئيس المجلس المحلي لمحافظة الرقة عن الحكومة السورية المؤقتة، في تصريح صحفي، إن ترويج تنظيم داعش لاحتمال انهيار سد الفرات لا أساس له، معتبراً أن هناك أهدافاً سياسية أو عسكرية لترويج هذه الأخبار. وأوضح حجازي أن هذا الحاجز المائي مزود بآلية لتصريف المياه عبر قنوات، وذلك في حال تعرض السد لهزة من أي نوع كان. وبالتالي الأمر يتعلق بقواعد المواجهات العسكرية بين تنظيم داعش من جهة وقوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي من جهة أخرى. وقد اعتاد تنظيم داعش على مثل هذه العمليات الابتزازية كلما وقع تحت الضغط العسكري، إلا أن هذه المحاولات عادة ما تنتهي بالفشل.
مشاركة :