ليس من المستغرب أن تدعم الإدارة الأمريكية الموقف الإسرائيلي بفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية، وتوقف دعمها المادي لرام الله والذي يقدر بنحو 450 مليون دولا سنويا؛ بسبب اتفاق المصالحة بين السلطة وحماس، ولكن المستغرب أن توقف واشنطن المفاوضات مع الفلسطينيين إمعانا في مكافأة إسرائيل وقهر الفلسطينيين. الموقف الأمريكي كان دائما يعمل باتجاه البوصلة الإسرائيلية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث الانحياز التام إلى جانب إسرائيل، بداية من مواقفها في مجلس الأمن، والتصويت دائما لصالح تل أبيب، حتى وإن كان ذلك بتأييد العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية. اليوم، وبعد انتهاء مدة التسعة أشهر التي حددها وزير الخارجية الأمريكي كيري لإنجاز اتفاق الإطار لعملية السلام في المنطقة، تستمر الإدارة الأمريكية في اتخاذ إجراءات أحادية الجانب ضد السلطة، وهي تعلم أن العقوبات هي في الواقع ضد الشعب الفلسطيني الذي يواجه أسوأ احتلال غاشم في التاريخ. والمطلوب عربيا، بعد أن قررت إسرائيل فرض عقوبات على الشعب الفلسطيني لتضييق الخناق عليه، توفير شبكة الأمان العربية سياسيا وماليا، والسعي الجاد لرفع الحصار الجائر الذي فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة. كما أن المجتمع الدولي مطالب بكبح جماح إسرائيل ورفض كل الضغوط التي تمارس على القيادة الفلسطينية، خصوصا أن الشعب الفلسطيني سيواجه هذا الحصار بإراداته ونضاله، ولكنه يحتاج إلى وقفة عربية وإسناد حقيقي لمواجهة هذه الضغوط الإسرائيلية والأمريكية. إسرائيل دولة احتلال وتحاول جهدها نسف المصالحة الفلسطينية، إلا أن الشعب الفلسطيني سيدافع عن حقوقه المشروعة وتحقيق حلمه لإقامة دولته الفلسطينية. والعقوبات المفروضة على الفلسطينيين تكشف عن وجه إسرائيل الحقيقي البشع، إلا أنها لن ترهب الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل حقوقه العادلة التي تدعمها قرارات الشرعية الدولية.
مشاركة :