أنقرة – الوكالات: أكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أمس الخميس أن الشعب السوري سيقرر مستقبل الرئيس بشار الأسد. وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو في أنقرة «أعتقد أن وضع الرئيس الأسد على المدى البعيد سيقرره الشعب السوري». الجدير بالذكر أنه في عام 2016 انطلقت محادثات دبلوماسية بإشراف الامم المتحدة لحل النزاع السوري، لكنها عجزت في جولة تلو الاخرى عن إحراز تقدم بسبب الهوة الواسعة بين طرفي النزاع حول نقطتي الانتقال السياسي ومصير الرئيس السوري بشار الاسد. وحتى الآن لم تصدر عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤشرات واضحة على انخراطها في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب التي اسفرت منذ ست سنوات عن مقتل أكثر من 320 ألف شخص وتهجير خمسة ملايين شخص بحسب الامم المتحدة. كما انها لم تعلن رؤيتها للحل السياسي، وخصوصا فيما يتعلق بمصير الرئيس السوري الذي تطالب المعارضة برحيله كما فعلت الادارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما على مدى سنوات. وفي السياق ذاته قالت السفيرة الأمريكية لدى الامم المتحدة نيكي هيلي أمس الخميس إن واشنطن لم تعد تركز على اسقاط الاسد، وتسعى إلى ايجاد سبل لانهاء الحرب في سوريا. وصرحت هيلي للصحفيين «يختار المرء المعركة التي يريد خوضها.. وعندما ننظر إلى هذا الأمر نجد أنه يتعلق بتغيير الأولويات، وأولويتنا لم تعد التركيز على إخراج الاسد» من السلطة. وعقب اجتماعه في أنقرة مع الرئيس رجب طيب أردوجان ووزراء بارزين في الحكومة التركية قال تيلرسون انه «لا مسافة» بين تركيا والولايات المتحدة فيما يخص عزمهما على هزيمة الدولة الإسلامية (داعش). وأثار دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية السورية غضب أردوجان وحكومته، اذ ترى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنها شريك يمكن التعويل عليه لكن تركيا تراها قوة معادية لها صلات عميقة بمتمردي حزب العمال الكردستاني الذين يشنون تمردا ضد الدولة التركية منذ ثلاثة عقود. وتشعر تركيا بالاحباط الشديد من الاستعانة بمقاتلي وحدات حماية الشعب في هجوم مرتقب تقوده الولايات المتحدة للسيطرة على معقل داعش في مدينة الرقة وهي عملية قالت أنقرة منذ فترة طويلة انها تريد لعب دور فيها. وقال تيلرسون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو «ما ناقشناه (اليوم) هو الخيارات المتاحة لنا. انها خيارات صعبة. وأكون صريحا للغاية..انها ليست سهلة..انها خيارات صعبة يجب أن نتخذها». وقال تشاووش أوغلو ان واشنطن قبلت بعدم وجود فرق بين وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني. وأدان تيلرسون هجمات شنها حزب العمال الكردستاني في الاونة الأخيرة لكنه لم يقر بما قاله تشاووش أوغلو. وقال ان محادثاته ركزت على انشاء «مناطق آمنة» في سوريا ليتسنى للاجئين العودة إلى وطنهم وأنه يجري بحث عدد من الخيارات بشأن تأمين تلك المناطق. وتؤوي تركيا أكثر من مليوني سوري، ودعت منذ فترة طويلة إلى انشاء مناطق آمنة لكن الفكرة لم تنل الكثير من التأييد من الحلفاء الغربيين الذين يتساءلون عن كيفية اقامة مثل تلك المناطق من دون وجود عسكري أجنبي كبير. ميدانيا، قال قادة بالمعارضة السورية المسلحة ان قواتهم سيطرت على مساحات كبيرة من الاراضي من تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب سوريا في الاسبوعين الماضيين مع استعداد التنظيم المتشدد للدفاع عن معقله في الرقة. من جانب اخر قال مصدر بالمعارضة السورية المسلحة وجماعة مراقبة ان طائرات حربية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة قوات المعارضة شمالي مدينة حماة الخميس في تصعيد للضربات الجوية في وقت تسعى فيه القوات الحكومية لإحباط أكبر هجوم للمعارضة في شهور. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وطبيب إن الضربات الجوية قرب بلدة اللطامنة شمال غربي حماة تسببت في اختناق بضعة أشخاص. وأضافا أن هذا مؤشر على هجوم بالغاز.
مشاركة :