أمسية غنائية تراثية إسلامية مسيحية يهودية في ذكرى هجمات بروكسل

  • 3/31/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«الغناء ضد الإرهاب»... تحت هذا العنوان جاءت الأمسية التي نظمتها جمعيات ناشطة في العمل الثقافي والاجتماعي ببروكسل، لإحياء ذكرى ضحايا هجمات مارس (آذار) من العام الماضي، وبمشاركة فرق غنائية وموسيقية أدت أناشيد وتواشيح دينية إسلامية وترانيم من التراثين المسيحي واليهودي. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش الاحتفالية، قال ديرك سيغرز، مسؤول تنظيم الحفل في جمعية «فواييه»، وهي جمعية ناشطة في مجال العمل الاجتماعي والإدماج البلجيكية في مولنبيك: «بعد مرور سنة من تفجيرات مارس من العام الماضي يلتقي في (مولنبيك)، سكان بروكسل من مختلف الديانات والجنسيات لنظهر أنّ بروكسل موحدة وليست منقسمة، ولجأنا إلى الفنون لنفتخر أمام الجميع بمعاني التضامن والتعايش». وأضاف سيغرز بأنّ حضور المئات إلى مكان الاحتفالية جاء في إطار إظهار التضامن، وأيضًا للاستماع إلى الموسيقى والغناء، لأن الثقافة تساعد الناس على الالتقاء والتعارف بين جميع الأطراف «فالموسيقى توحد الناس وتساعد على تقوية الروابط». وعن تجربة الإنشاد الديني الإسلامي داخل أكبر كنيسة في مولنبيك، يقول سيغرز إنّ «هذا النوع من الغناء يخاطب الروح ولا يجب أن نهتم بالمكان سواء كان في كنيسة أو مسجد أو أي مكان آخر، كما نقدم فقرات للكورال الكاتدرائي، ونصوصًا مقدسة من القرن الماضي، وأغاني من التراث اليهودي يقدمها شاب مغربي من سكان مولنبيك، إلى جانب الأناشيد والتواشيح الإسلامية، وهذا لإظهار مدى التضامن بيننا في ذكرى الهجمات». من جهته، قال رشيد أخديم مسؤول فرقة الوسيلة للإنشاد في بروكسل، «إنّ الأناشيد الذي يقدمها تخاطب روح الإنسان». وأفاد في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» بأنّ المؤدي يقدم نصوصاً وأبياتاً شعرية في حب الخالق تتناول العلاقة مع المولى عز وجل، وعندما يغني الفنان بصدق يحدث التقاء بينه وبين الجمهور، حتى وإن لم يفهم الجمهور لغة المؤدي». وإلى جانب حضور شخصيات سياسية ودينية وثقافية، لوحظ إقبال كبير من الجمهور البلجيكي من ديانات مختلفة، وتجاوب الجميع مع الفقرات المتنوعة، ممّا يؤكد الدور الهام الذي تلعبه الأنشطة الثقافية والفنية في إظهار التضامن والمشاركة بين شرائح المجتمع. من جهّته، قال صلاح الشلاوي رئيس الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا، لـ«الشرق الأوسط»: «للأمسية مدلولات كثيرة، فالأناشيد الإسلامية تلامس روح المسلم كما يتأثر بها غير المسلم». موضحاً أنّ «هذه الأنشطة تلعب دوراً كبيراً في إظهار التضامن، فهي توحد ولا تفرق، ولهذا جئنا إلى هنا لنشارك البلجيكيين من مختلف الأطياف هذا اللقاء، بغرض إحياء ذكرى ضحايا الهجمات الإرهابية التي استهدفت بلدنا بلجيكا». وقالت سيدة بلجيكية من الجمهور: «يعيش في بروكسل ويعمل أشخاص من جنسيات مختلفة وهذا التنوع الثقافي مهم جداً، وأعتقد أن الموسيقى والغناء لغة عالمية لتحقيق التقارب والتعايش». نُظّمت الأمسية في مولنبيك التي واجهت اتهامات بأنّها بؤرة للتطرف، ولكن على مدى الأشهر الماضية، عمل السكان والمسؤولون في البلدية عبر فعاليات مختلفة، على تصحيح الصورة. واتفق كثير من المشاركين في الأمسية، على أنّ الإنشاد في معلم مسيحي في مولنبيك يعتبر بمثابة رسالة تؤكد على التلاحم بين مكونات المجتمع بصرف النظر عن الجنسية أو العقيدة، وتظهر وقوف الجميع صفاً واحداً في مواجهة التشدد والإرهاب. وجاء ذلك في إطار كثير من الفعاليات التي شهدتها بروكسل لإحياء ذكرى ضحايا تفجيرات العام الماضي، وبحضور كبار المسؤولين وذوي الضحايا وأقاربهم، ونُظمت خلال الفعاليات وقفات صمت وتظاهرة تضامنية، كما بُني نصب تذكاري بالقرب من مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وكانت بروكسل قد شهدت في 22 مارس من العام الماضي، تفجيرات شملت مطار زافينتيم ومحطة قطارات داخلية في مولنبيك، أسفرت عن مقتل 32 شخصاً وإصابة 300 آخرين.

مشاركة :